بقفزة تاريخية.. مكاسب صناديق الأسهم النشطة تتفوق على مؤشرات الأسواق في مايو

لافتة شارع وول ستريت في نيويورك، الولايات المتحدة
لافتة شارع وول ستريت في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وجد المديرون النشطون أخيراً سوقاً يمكنهم التغلب عليها، رغم أنها سوق لا تتحرك.

هذا ما حدث في مايو، عندما كان مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بالكاد يتزحزح، استطاع عدد كبير تاريخياً من الصناديق التي تنتقي الأسهم، تسجيل عوائد تجاوزت أداء المؤشرات.

رغم أن الأداء الجيد والمثير للصناديق يحدث في الأسواق التي تشهد ارتفاعاً، فإن ما حدث من تفوق في مايو للصناديق أنقذ الصناعة من السخرية التي تعرضت لها على مدار سنوات مع فشلها في التعامل مع أداء المؤشرات السلبية.

كان نحو 70% من الصناديق الرأسمالية الكبيرة متقدمة على مؤشرات الأسواق التي تستثمر بها، وهو الأفضل لها منذ أن بدأ "بنك أوف أميركا" تتبُّع البيانات في عام 1991. ونتيجة لذلك تَفوَّق 62% منها على أداء السوق منذ بداية العام حتى تاريخه.

في غضون ذلك، قال الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس غروب"، إن معدل التفوق في هذه الفئة "أعلى بكثير" من متوسط المدى الطويل.

من المرجح أن تنعش طفرة الأداء، الآمال في نهضة الصناديق النشطة بعد سنوات من تدفقات الأموال إلى الخارج وسط انتشار الاستثمار السلبي.

لكن لدى استراتيجيي "بنك أوف أميركا" بقيادة سافيتا سوبرامانيان بعض الكلمات التحذيرية: "البيئة الحالية لاختيار الأسهم مختلطة إلى حد كبير". في الوقت الذي تتحرك الأسهم بشكل متزايد من تلقاء نفسها، مما يخلق فرصاً ملحوظة، فإن العوائد متشابهة جداً بحيث لا تُحدِث فرقاً كبيراً.

باستخدام استراتيجية الشراء في أكثر الرابحين ضد أكبر الخاسرين في "ستاندرد آند بورز 500" لقياس فرص توليد متميزة -أو عوائد أعلى من السوق- وجد الاستراتيجيون أن تشتت العائد في الخمسين الأعلى والأدنى بقي أقلّ من المتوسط ​​منذ الثمانينيات، وهذا يعني فرصاً أقلّ لعائدات مميزة.

كتب سوبرامانيان في مذكرة للعملاء: "بقيت التداخلات أقلّ من المتوسط ​​التاريخي لمايو، بما يشير إلى سوق منتقي الأسهم. ومع ذلك، هبطت فروق البيع والشراء في "ستاندرد آند بورز 500" بحدّة إلى أدنى مستوى منذ فبراير 2020، مما يشير إلى ندرة الفرص المميزة".

تبديل المراكز

كان أحد أسباب تفوق أداء الصناديق النشطة وجود مجموعة أكبر من الأسهم الرابحة في "راسل 1000"، إذ تَفوَّق أداء 54% منها على المؤشر القياسي في مايو، مقارنة بـ46% في أبريل، وفقاً لـ"بنك أوف أميركا".

ويُعَدّ توجُّه جامعي الأسهم نحو تداول الأسهم بمضاعفات منخفضة مقارنة بالقيمة الدفترية أو الأرباح -مثل البنوك ومنتجي النفط- أحد الأسباب الأخرى كما قال الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس" بقيادة أرجون مينون وديفيد كوستين.

في غضون ذلك بقيت هذه الأموال بعيدة عن شركات التكنولوجيا ذات الوزن الثقيل مثل "آبل" و"أمازون"، التي تُعرف باسم "إف إيه إيه إم جي" (FAAMG)، وهي مجموعة كانت ذات أداء ضعيف.

في المتوسط​​، كانت الصناديق المشتركة تقلّص وزن مجموعة "إف إيه إيه إم جي" (FAAMG) منذ عام 2016، ولديها حالياً مستويات تعرض منخفضة قياسية، كما تُظهِر بيانات "غولدمان".

كلفهم هذا التخفيف ثمناً باهظاً في العام الماضي، عندما كانت أسهم الإنترنت والبرمجيات ضمن النوبة التي سادت في أثناء الوباء.

والآن مع انتعاش الاقتصاد، بدأت الشركات التي الأكثر حساسية للتعافي تتولى القيادة.

شهدت مجموعة "إف إيه إيه إم جي" (FAAMG) انخفاض قيمتها السوقية المجمعة بنسبة 3% الشهر الماضي، في حين تقدمت المؤشرات التي تتعقب السلع والأسهم المالية بأكثر من 4%.

كتب مينون وكوستين في مذكرة الشهر الماضي: "كان التخصيص القياسي المرتفع للقيمة وكذلك المخصصات الزائدة للطاقة، والشؤون المالية، والموادّ، والصناعات، بمثابة رياح دافعة للأداء. تَحوَّل وضع "إف إيه إيه إم جي" (FAAMG) الأقلّ أداءً ووزناً من رياح معاكسة في عام 2020 إلى رياح دافعة إلى الخلف".