تجارة الصين تواصل النمو في مايو بفضل الطلب العالمي القوي

سفينة حاويات تبحر  قرب ميناء في شنغهاي بالصين
سفينة حاويات تبحر قرب ميناء في شنغهاي بالصين المصور: كيلاي شين / بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

استمرت الصادرات الصينية في الارتفاع خلال شهر مايو 2021، وإنْ كان ذلك بوتيرة أبطأ من الشهر السابق، بسبب الطلب العالمي القوي بعد انفتاح المزيد من الاقتصادات العالمية، فيما زادت الواردات بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وقالت إدارة الجمارك الصينية اليوم الإثنين، إنَّ الصادرات بالدولار نمت بنسبة 28% تقريباً في شهر مايو مقارنة بالعام السابق، وهي نسبة أضعف من التوقُّعات، وأقل من وتيرة شهر إبريل، لكنَّها ما تزال أعلى بكثير من معدلات النمو التاريخية.

كما ارتفعت الواردات بنسبة 51.1%، أي بوتيرة سريعة منذ شهر مارس عام 2010، محققةً فائضاً تجارياً قدره 45.5 مليار دولار في الشهر.

زيادة إنفاق المستهلكين

أدى خروج الاقتصادات البريطانية والأمريكية من شهور من الإغلاق إلى إبقاء الطلب الخارجي القوي على السلع الصينية، وزيادة إنفاق المستهلكين. وارتفعت أيضاً صادرات رائدة التجارة العالمية، كوريا الجنوبية، بأكبر قدر منذ عام 1988 في شهر مايو، ليشير ذلك إلى تعزيز الانتعاش العالمي.

في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، قال جوناثان كافينا، كبير محللي السوق بشركة "إنفورما غلوبال ماركتس" Informa Global Markets:" تعدُّ هذه الأرقام صحية إلى حدٍّ ما. نحن نعلم أنَّ الطلب العالمي مايزال يتعافى، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه حتى نهاية الربعين الثاني والثالث مع انفتاح الاقتصادات المتقدِّمة الرئيسية".

زادت طلبات التصدير إلى الصين بعد تعطُّل الإنتاج في الهند وجنوب شرق آسيا التي تجدَّد فيها ظهور حالات الإصابة بكوفيد-19، وارتفع الطلب في تلك البلدان على السلع الطبية الصينية مثل معدات الحماية الشخصية، وفقاً للخبراء الاقتصاديين بـ"سيتي بنك غروب إنك" قبل تدوين البيانات.

ما تقوله بلومبرغ إيكونوميكس يشير الاتجاه النزولي المفاجئ بالصادرات الصينية في شهر مايو بعد ضعف طلبات التصدير الجديدة، إلى أن الطلب الخارجي بدأ في الاعتدال. سيوفِّر استمرار وتيرة المكاسب القوية بالتأكيد مزيداً من الدعم للانتعاش الذي يقوده الإنتاج، لكن تلك الوتيرة قد لا تكون قوية للغاية بعد الربع الثاني. إريك تشو، خبير اقتصادي صيني

في الأسبوع الماضي، قال المتحدِّث باسم وزارة التجارة غاو فينغ، إنَّ الصادرات الصينية ستحافظ على زخمها الجيد في النصف الأول من العام.

ورأى بيكيان ليو، الاقتصادي بشركة "ناتويست غروب بي إل سي" Natwest Group Plc ، أنَّ "الفائض التجاري سيظلُّ كبيراً في الشهور المقبلة بسبب استمرار نمو الصادرات، ومن المتوقَّع أن يظلَّ أداء القطاع الخارجي المتفوق السمة الرئيسية لانتعاش النصف الثاني من 2021".

ازدهار الواردات

كما دفع ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانخفاض القاعدة العام الماضي إلى استمرار زيادة الواردات، فيما أدى التعافي القوي للاقتصاد من الوباء إلى زيادة الطلب على السلع الأساسية ومساعدتها على رفع أسعارها. ارتفعت الواردات من خام ومركَّزات الحديد بنسبة 85.5% من ناحية القيمة في الشهور الخمسة الأولى من العام، وبنسبة 6% فقط من ناحية الحجم، في حين ارتفعت واردات خام ومركّزات النحاس بنسبة 54.5% من ناحية القيمة، وبنسبة 6.4% من ناحية الحجم.

أدت هذه الأسعار القياسية إلى رفع التكلفة بالنسبة للشركات، بينما صعَّدت الحكومة من حملتها للحدِّ من الأسعار، وكبح ضغوط التضخم مؤخراً. قد تفتقر هذه البيانات إلى الدقة المتناهية أيضاً بسبب انخفاض عدد أيام العمل في شهر مايو، وذلك لأنَّ عطلة عيد العمال استغرقت خمسة أيام.