زخم صفقات الاندماج والاستحواذ يرفع الطلب على المصرفيين المتخصصين بالتكنولوجيا

شخص يقف أمام منظر لمركز التجارة العالمي على طول الواجهة البحرية في نيو جيرسي، الولايات المتحدة
شخص يقف أمام منظر لمركز التجارة العالمي على طول الواجهة البحرية في نيو جيرسي، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يشهد العام الجاري حالةً من النشاط في استقطاب الخبرات بالقطاع المصرفي بصورة تفوق أي عام مضى في ظلِّ ازدهار صفقات الانتقال الوظيفي التي تعتمد عليها شركات الاستشارات صغيرة الحجم ضمن سعيها للفوز بحصة سوقية أكبر في السوق الذي تعمل به.

تشترك معظم عمليات استقطاب الخبرات في عامل مهم، وهو التخصص في التكنولوجيا والمهارات التقنية، إذ تبحث شركات الاستشارات عن أصحاب المهارات التقنية.

مسؤولون بشركات التوظيف للقطاع المالي قالوا، إنَّ وتيرة استقطاب شركات الاستشارات التي تقدِّم خدمات للبنوك للمواهب من البنوك الكبرى، التي استمرت لسنوات، قد زادت في الآونة الأخيرة مع النزوح الذي نشهده من الأذرع المصرفية الأمريكية لمجموعة "كريدي سويس"، ومجموعة التكنولوجيا التابعة لـبنك "يو بي إس غروب". فقد قال غاري غولدشتاين أحد مسؤولي التوظيف: "إنَّه أكثر نشاط نراه على الإطلاق".

قال غولدشتاين، وهو الرئيس التنفيذي في شركة "ويتني بارتنرز" لتوظيف القيادات التنفيذية: "عملت لأكثر من ثلاثة عقود بهذا المجال، ولم أر مطلقاً سرعة إتمام صفقات الانتقال كما أراها الآن، وهو الأمر الذي يقود نشاط عمليات التوظيف غير المسبوقة للمصرفيين".

ذكرت وكالة بلومبرغ نيوز هذا الشهر، أنَّ ثمانية مديرين بإدارات التكنولوجيا تركوا "يو بي إس" للعمل في الذراع الاستشارية لمجموعة "إس في بي" المالية، بما في ذلك رئيس المجموعة جيسون أورباخ، وذلك بحسب مصادر مطَّلعة على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لخصوصية التفاصيل، خاصةً أنَّ المجموعة التي غادرت كانت تضمُّ أكثر من عشرة أشخاص، بما في ذلك أصغر أعضاء الفريق.

ويحاول بنك "كريدي سويس" وقف التسرب الوظيفي داخل ذراعه في الولايات المتحدة ضمن تداعيات الانهيار الداخلي لشركة "أركيغوس"، فقد غادر اثنان على الأقل من المصرفيين في مجال التكنولوجيا، والإعلام، والاتصالات السلكية واللاسلكية إلى "باركليز". كما خسر "بنك أوف أمريكا" ثلاثة من كبار المصرفيين في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك جاك ماكدونالد الشريك المؤسس للخدمات المصرفية الاستثمارية الذي انتقل للعمل في مكتب مينلو بارك التابع لشركة "سنترفيو بارتنرز" هذا الشهر.

وغالباً ما تتركَّز صفقات الاندماج والاستحواذ في قطاعي التكنولوجيا والرعاية الصحية.

اللاعبون الجدد

تقود البنوك الإقليمية التي تتطلَّع إلى استقطاب الكفاءات، عمليات الاستقطاب التوظيف. فقبل أن يستقطب "إس في بي ليرنك" فريق التكنولوجيا في "يو بي إس"، استطاع استقطاب اثنين من كبار المصرفيين في مجال الرعاية الصحية في "سيتي غروب" هذا العام.

يعمل "إس في بي"، ومقرّه بوسطن على عمليات التوظيف تحت إشراف باري بلاك، الرئيس المشارك العالمي للخدمات المصرفية الاستثمارية الذي انضمَّ لفريق العمل في فبراير الماضي بعد انتقاله من "غوغينهيم سيكيورتيز"، فقد أمضى معظم حياته المهنية في "سيتي غروب".

ذكرت وكالة بلومبرغ الأسبوع الماضي أنَّ آخر عملية استقطاب للشركة ضمَّت مديراً إدارياً للتكنولوجيا في بوسطن من شركة "أيفركور إنك".

ولا يعدُّ "إس في بي" المصرف الاستثماري الوحيد الحاضر في ذلك الشأن، إذ يسعى "ترويست فايننشال كورب" البنك الإقليمي الناتج عن عملية اندماج "بي بي أند تي"، و"صن تراست" إلى استقطاب مايكل كارتر، الرئيس المشارك لقسم الخدمات المصرفية الاستثمارية التكنولوجية من "رويال بنك أوف كندا"، هذا العام. في حين قال مسؤولو التوظيف، إنَّ البنك في طريقه للحصول على المزيد من المصرفيين الاستثماريين.

انتقال مصرفي التكنولوجيا

قالت ميشال كاتز، رئيسة الخدمات المصرفية الاستثمارية في "ميزوهو أميركاز"، إنَّها تقضي حالياً 30% من وقتها في توظيف المصرفيين، وحوالي 20% من وقتها في العمل على الاحتفاظ بالمواهب، في حين يعيد إلى الأذهان التدافع على المصرفيين العاملين بقطاع التكنولوجيا بفقاعة الإنترنت قبل عقدين.

وأضافت كاتز: "كان العثور على مصرفيين موهوبين، وذوي خبرة، ولديهم علاقات يمثِّل تحدياً دائماً في السابق، لكنَّ التكنولوجيا والرعاية الصحية وإدارة المحتوى في المؤسسة هي التي تنافس حالياً على أفضل المواهب، فقد أصبح التوظيف بتلك المجالات هو الأكثر تنافسية".

ظلَّت البنوك الكبرى، مثل "غولدمان ساكس"، و"مورغان ستانلي"، و"جيه بي مورغان" تضيف بثبات إلى صفوفها من المواهب التقنية. فكما قال سام بريتون، الرئيس المشارك للتكنولوجيا في "غولدمان ساكس" في مقابلة له هذا العام، إنَّ البنك كان لديه فقط ثلاثة مصرفيين يركِّزون على البرمجيات قبل عقد من الزمن. وأصبحوا الأن 40 مصرفياً.

وتتجه البنوك أيضاً إلى صناعة التكنولوجيا نفسها للعثور على المواهب المتخصصة، فقد عيَّن "مورغان ستانلي"، العام الماضي بريتاني سكودا، التنفيذي السابق بشركة "وورك داي إنك" ليكون الرئيس العالمي لبرامج الخدمات المصرفية. وقد عمل سكودا سابقاً في "غولدمان ساكس".

قالت ناتالي ماتشيكاو، مسؤولة التوظيف في "شيفيلد هاوورث" التي تعمل مع عملاء الخدمات المصرفية الاستثمارية، إنَّ البنوك تبحث عن مصرفيين يمكنهم تحويلهم إلى متخصصين في التكنولوجيا.

أضافت ماتشيكاو: "تبحث البنوك عن تقنيين أقوياء، لسدِّ العجز بالقطاعات غير المستغلة بالكامل، إذ يمكنهم إعادة تأهيلهم في التكنولوجيا المصرفية، أو حتى في منتجات الاستحواذ ذات الغرض الخاص SPAC بسبب تدفُّق الصفقات غير المسبوق".

كذلك أجرت بعض البنوك تنقُّلات داخلية لسدِّ العجز، فقد نقل "جيه بي مورغان" غريتا كيسيل، المدير العام منذ فترة طويلة في لوس أنجلوس بخدمات التجزئة إلى مجموعة التكنولوجيا، للتركيز على خدمات الإنترنت والتجارة الإلكترونية.