أول منصة لتداول تعويضات الكربون مدعومة من بورصة سنغافورة

هيري تشو، رئيسة قسم الاستدامة والتمويل المستدام في بورصة سنغافورة
هيري تشو، رئيسة قسم الاستدامة والتمويل المستدام في بورصة سنغافورة المصدر: بورصة سنغافورة
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إنَّ بعضاً من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بدءاً من "غوغل" حتى "مايكروسوفت"، و"أمازون"، تجري حالياً محادثات مع منصة جديدة خاصة بتداول تعويضات الكربون، تقع في سنغافورة. وستكون هذه المنصة من أوائل منصات تداول التعويضات التي يجري دعمها من بورصة التداول العامة في البلاد.

خلال مقابلة، قالت هيري تشو، رئيسة قسم الاستدامة والتمويل المستدام في بورصة سنغافورة، إنَّ عمالقة التكنولوجيا قد يستخدمون منصة "كلايمت إمباكت" الجديدة كوسيلة ضمن سعيهم لتحقيق أهدافهم المناخية الطموحة بالوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية. كما أعربت شركة "غراب هولدينغ" (Grab) ، عن اهتمامها أيضاً بمنصة التداول المقرر إطلاقها هذا العام، على حدِّ قولها.

وأضافت تشو أنَّ الشركات ذات الطموحات بتحقيق صافي انبعاثات صفرية، أو حتى انبعاثات سلبية، باتت تدرك بشكل متزايد أنَّ "التفاوض الفردي داخل فرق الاستدامة الصغيرة الخاصة بها"، بهدف العثور على أفضل المشاريع لدعم خططها هو "أمر غير واقعي تماماً، ويستنزف قوتها البشرية".

الحصول على الدعم

من جهته، قال متحدِّث باسم شركة "أمازون"، إنَّ الشركة تدعم جهود الاستدامة لعملائها، مثل بنك سنغافورة، و"دي بي إس غروب هولدينغ"، وهي جهات تدعم بدورها منصة "كلايمت إمباكت x". في حين لا تنوي "أمازون" شراء تعويضات الكربون في المنطقة حالياً. ورفضت كلٌّ من "مايكروسوفت"، و"غوغل" التعليق على الموضوع.

وصرَّحت شركة "غراب"، التي تتخذ من سنغافورة مقرَّاً لها، أنَّ الشركة تدعم برامج تعويض الكربون التي تقلل الانبعاثات، وتوفِّر الارتقاء الاقتصادي للمجتمعات. وقال متحدِّث باسم الشركة: "وجود قدر أكبر من الشفافية والثقة، سيتيح لنا تحقيق وعودنا لعملائنا ومساهمينا الرئيسيين"، وأضاف: "نتطلَّع إلى المزيد من التفاصيل مع إطلاق منصة (CIX)".

قلق من إساءة الاستخدام

يأتي هذا في وقت تتعرَّض فيه الشركات الخاصة لضغوط متزايدة لخفض بصمتها الكربونية، لدعم الأهداف المنصوص عليها بموجب اتفاقية باريس للمناخ. وتبحث المزيد منها عن طرق لإلغاء انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي لا يمكن خفضها على الفور. وقد أعلنت سنغافورة مؤخَّراً عن مشروع تجريبي لتشجيع المزيد من الشركات على شراء شهادات تعويضات الكربون، وذلك بالرغم من القلق العالمي من مسألة مراقبة الجودة فيما يتعلَّق بهذه التعويضات.

فقد حذَّر خبراء المناخ من أنَّ المصادقة على التعويضات الرخيصة التي لا تزيل ثاني أكسيد الكربون فعلياً، يمكن أن يمنح الشركات طريقة لادعاء خلوِّها من الكربون دون القيام بعمل فعلي للحدِّ من انبعاثات الاحتباس الحراري، وهو أمر يؤدي إلى زيادة التلوُّث بشكل عام. بالإضافة إلى أنَّ المجموعات البيئية الموثوق بها، مثل "ناتشر كونسيرفنسي" تعرَّضت لانتقادات بسبب بيعها تعويضات كربون لحماية غابات لم تعد في خطر التدمير أساساً.

ائتمانات الكربون

مؤخَّراً، برزت عدَّة أسواق خاصة بتداول ائتمانات الكربون، ومنها بورصة تداول الكربون في لندن. إلا أنَّ سنغافورة كانت أوَّل من يقدِّم منصة لتداول تعويضات الكربون، مدعومةً من البورصة العامة. وعلى عكس ائتمانات الكربون، التي تمنح مشتريها الحق في إصدار الانبعاث، فإنَّ تعويضات الكربون ترتبط بمشاريع توازن استخدام الوقود الأحفوري. وتتراوح هذه المشاريع من زراعة الغابات إلى محطات الطاقة الشمسية.

وعلى الرغم من أنَّها ليست من بين أكبر الجهات المسبِّبة لانبعاثات الكربون في العالم، إلا أنَّ لشركات التكنولوجيا بصمة كبيرة بسبب مراكز البيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة. واعتباراً من إبريل، ومن ضمن أكبر 10 شركات أمريكية من ناحية القيمة السوقية، أعلنت أربع منها فقط عن خطط لتصفير الانبعاثات بحلول عام 2050، وكانت هذه الشركات الأربع جميعها هي شركات تقنية.

نظرة مستقبلية

في العام الماضي، قالت شركة "غوغل"، إنَّ بصمتها الكربونية الصافية على مدار حياتها، كانت صفرية. في حين تهدف "مايكروسوفت" لتحقيق صافي انبعاثات سلبية بحلول عام 2030. وأضافت تشو أنَّ الشركات الكبرى تقلق غالباً بشأن جودة وحجم تعويضات الكربون التي تشتريها، والمشاريع التي تدعمها هذه التعويضات.

"كلايمت إمباكت x" ستستضيف بورصة لتداول تعويضات الكربون، بالإضافة إلى سوق لمشاريع الحفاظ على الطبيعة، مثل: الغابات، والأراضي الرطبة، أو أشجار المانغروف، ويمكن للشركات دعمها جميعها. كذلك؛ فإنَّ المنصة الجديدة مدعومة أيضاً من قبل شركة الاستثمار السنغافورية "تيماسيك هولدينغ"، وبنك "ستاندرد تشارترد" التجاري.

التحقق من المشاريع

الجدير بالذكر أنَّ برنامج "كلايمت إمباكت x" سيُنشئ نظام تصنيف للمشاركين بناءً على مقاييس الاستدامة الحالية، كالمعيار الذهبي مثلاً، وسيستخدم أيضاً الأقمار الاصطناعية، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا "بلوكتشين" للتحقق من سلامة المشاريع. وقال لي بينغ هونغ، رئيس الدخل والعملات والسلع في بورصة سنغافورة (SGX)، إنَّ الهدف هو تداول المنتجات في البورصة، كحال العقود الآجلة، والمشتقات المالية الأخرى.

سيكون عمل المنصة بداية، على مستوى شركة ناشئة، إذ ستوظِّف 20 شخصاً في مجالات، مثل: التكنولوجيا، والعمليات، والقانون، والمبيعات. وستساعد بورصة سنغافورة إدارة "كلايمت إمباكت x" على "إنشاء البنية التحتية للبورصة والسوق"، جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين، كما أضاف لي أخيراً.