درسٌ قاسٍ من إفلاس "كاتيرا" و"غرينسل" للعملاق الياباني "سوفت بنك"

تأسست "كاتيرا" عام 2015 وتعمل في إنتاج وحدات بناء قابلة للتكرار يمكن تجميعها بسرعة في الموقع
تأسست "كاتيرا" عام 2015 وتعمل في إنتاج وحدات بناء قابلة للتكرار يمكن تجميعها بسرعة في الموقع المصدر: كاتيرا
Chris Bryant
Chris Bryant

Chris Bryant is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies. He previously worked for the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد ثلاثة أشهر من انهيار "غرينسل كابيتال"، تقدمت شركة "كاتيرا"، وهي شركة ثانية تابعة لصندوق "فيجين" التابع لمجموعة "سوفت بنك" اليابانية، بطلب إفلاس.

تُظهر إيداعات المحكمة، كيف أصبحت شركة الإنشاءات الأمريكية الناشئة، معتمدة على "غرينسل" في التمويل، وكيف دفع إفلاس شركة التمويل البريطانية "كاتيرا" إلى حافة الهاوية أيضاً.

خسائر حادة

بالمجمل، أدى الانهيار الداخلي لهذا الثنائي المتهور، إلى استنزاف حوالي 4 مليارات دولار من أموال مستثمري "سوفت بنك"، وقد يكون هناك المزيد من التداعيات.

قطعت "كريدي سويس" علاقاتها مع "سوفت بنك"، وتدرس مقاضاة الشركة اليابانية، لاسترداد 440 مليون دولار من أموال العملاء، التي أقرضتها "غرينسل" لـ"كاتيرا"، وفقاً لصحيفة "فاينانشيال تايمز".

قد يُنظر إلى خسارة استثمار بمليارات الدولارات بسبب الإفلاس، على أنه محنة لشركة "سوفت بنك"، لكن خسارة اثنين تبدو وكأنها إهمال أو أسوأ.

إنه درس في كيف يمكن للقوة المفترضة لصندوق "فيجن" الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار –الذي جعل الشركات الناشئة المتنوعة التي يستثمر فيها تتعاون - أن تثير العدوى عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها.

"كاتيرا"

قصة صعود وسقوط "كاتيرا" تتبع منحنى مشابهاً لـ"وي وورك"، وهو عامل آخر معطل لـ" سوفت بنك". تأسست "كاتيرا" عام 2015، وشرعت في إحداث ثورة في صناعة البناء التجاري والسكني، المفترض أنها راسخة، مع وحدات بناء قابلة للتكرار، يمكن تجميعها بسرعة في الموقع.

توسعت الشركة بسرعة، بما في ذلك عمليات استحواذ. كما أنها استنزفت كميات كبيرة من النقود.

كشفت وثائق المحكمة عن عرض أقل من المعتاد للعقود من قبل "كاتيرا"، وساهمت التأخيرات اللاحقة، وتجاوز التكاليف في خسائر تقدر بنحو 2.8 مليار دولار في السنوات الثلاث الماضية.

مخاطرة "غرينسل"

من غير الواضح لماذا قررت"غرينسل" في ديسمبر 2019، إقراض مثل هذا الاحتمال المحفوف بالمخاطر، رغم أن اشتراك الشركتين في المستفيد نفسه قد ساعد في ذلك.

تجنبت "كاتيرا" مؤقتاً الاضطرار إلى مطالبة "سوفت بنك" بمزيد من الأموال، وسرعان ما ارتفعت قيمة فواتيرها 440 مليون دولار، على نفقة الشركة التي تتخذ من لندن مقراً لها.

قامت "غرينسل"بوضع تلك القروض في أوراق مالية، وبيعها لعملاء صناديق تمويل سلسلة التوريد التابعة لبنك "كريدي سويس".

ثم اندلع الوباء، وتوقفت أعمال البناء وزاد الوضع المالي لـ"كاتيرا" سوءاً. أضرت المشاكل التي صنعتها بنفسها بقدرة الشركة على جمع المزيد من الأموال. تم تحديد ممارسات غير صحيحة للتعرف على الإيرادات المحتملة في شركة فرعية للتجديدات، وتم تنفيذ الإجراء التأديبي الداخلي، وأبلغت "كاتيرا" لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشأن الموقف. لم يكن مطلوباً إعادة صياغة النتائج المالية.

إنقاذ "كاتيرا"

كان من الممكن أن تكون هذه لحظة جيدة لمجموعة "سوفت بنك" لإعادة تقييم التزامها تجاه "كاتيرا".

وبدلاً من ذلك، قامت بضخ 200 مليون دولار أخرى، في نهاية العام الماضي، ما سمح لـ"كاتيرا" بتجنب التقدم بطلبٍ للإفلاس، وشطب المساهمين الآخرين في هذه العملية.

تم شطب الديون المستحقة على "كاتيرا" لصالح "غرينسل"، واستثمر صندوق "فيجن" 440 مليون دولار في الشركة الأم لـ "غرينسل"، حسبما جاء في عريضة الإفلاس.

عند النظر إلى الوراء، لم يكن هذا سوى وقف للإعدام.

انهيار "غرينسل"

عندما انهارت"غرينسل" في مارس، تعرضت "كاتيرا" لوبال من الاستفسارات حول الجدوى المالية لشركة "كاتيرا" نفسها. جاء أحدهما من "كريدي سويس"، ليتساءل عما إذا كان مبلغ 440 مليون دولار من الديون المعفاة، "له أي علاقة بالمستحقات المباعة أو المستحقة لـ"غرينسل".

لا أعرف كيف ردت "كاتيرا"، ولكن هناك تخميناً يقول إن هناك علاقة! لسوء حظ عملاء "كريدي سويس"، لم تجد هذه الأموال طريقها أبداً إلى الشركة السويسرية.

شعر عملاء "كاتيرا" بالذعر. وبدأت شركات السندات التي تضمن عقود البناء تطالب بضمانات "باهظة"، ورفضت البنوك تقديم المزيد من القروض.

باختصار، كانت دوامة الموت هي التالية، وبعد شهرين أوقف "سوفت بنك" دعم "كاتيرا" أيضاً.

لا شك أن "غرينسل" شعرت بالراحة في إقراض شركة تفاخر بأن "سوفت بنك" هي الضامن النهائي لها.

من الصعب فهم مشاركة "كريدي سويس" في الأمر. أما بالنسبة لـ"سوفت بنك"، فإن رهاناتها الناجحة، مثل شركة التجارة الإلكترونية الكورية الجنوبية "كوبانغ"، قد عوضت أكثر من الفاشلين مثل "كاتيرا" و"غرينسل".

هندسة مالية قد تكون غير ذكية

لا تزال هناك دروس هنا لشركة التكنولوجيا العملاقة العائدة لـ"ماسايوشي سون".

لن تصبح كل فكرة جديدة مزعجة، نجاحاً تجارياً، بغض النظر عن مقدار الأموال التي تنفقها عليها.

وعندما تصبح أكبر مساهم في شركة ناشئة إلى حد بعيد، فإن دعمها يقع على عاتقك، لذلك من المهم التأكيد على إجراء اختبار الجهد في كل خطوة على الطريق.

حتى الآن تقدم "سوفت بنك" قرضاً بقيمة 35 مليون دولار لتمويل عمليات "كاتيرا" من خلال إجراءات الإفلاس بموجب الفصل 11، وبذلك يصل إجمالي "استثماراتها" في "كاتيرا" إلى حوالي 2.5 مليار دولار.

عندما سقطت "غرينسل"، لم تعد الهندسة المالية لشركة "سوفت بنك" والترابط بين شركات "فيجين" ذكية للغاية. أدى زوال هذه الشركة إلى نهاية شركة أخرى.