هل ستنجح إدارة بايدن في الوصول لعلاقة تجارية متوازنة مع الصين؟

اتصالات بين الجانب الصيني والأمريكي لدفع العلاقات التجارية المتوازنة بين البلدين إلى الأمام
اتصالات بين الجانب الصيني والأمريكي لدفع العلاقات التجارية المتوازنة بين البلدين إلى الأمام المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اتفق وزيرا التجارة الصيني والأمريكي على دفع العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين إلى الأمام، وذلك خلال الاتصال الأول بينهما منذ تولي بايدن للإدارة الأمريكية، مع سعي واشنطن لإيجاد فرص تجارية متكافئة بين البلدين.

فقد اتفق وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو ونظيرته الأمريكية جينا رايموندو خلال اتصال يوم الخميس على تعزيز التعاون بقطاعي التجارة والاستثمار بما يعزز التنمية المتكافئة للبلدين، بحسب بيان للحكومة الصينية قالت فيه إن الجانبين "تبادلا وجهات النظر حول القضايا ذات الصلة والاهتمامات المشتركة بصراحة وواقعية".

قالت رايموندو وفقاً لبيان صادر عن وزارة التجارة الأمريكية: "تم التركيز على السياسات الاقتصادية المستهدفة من إدارة بايدن - هاريس التي تصب في مصلحة العمال الأمريكيين وكذلك المخاوف الأمريكية من سياسات الصين الصناعية غير العادلة والمشوهة للسوق، والتأكيد على الحاجة إلى تكافؤ الفرص أمام الشركات الأمريكية في الصين، وأهمية حماية التكنولوجيا الأمريكية من المستخدمين غير المصرح لهم".

التقارب التدريجي

يأتي ذلك في الوقت الذي تستأنف فيه الدولتان الاتصال الرسمي تدريجياً بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة في يناير، ووضوح بعض التوجهات السياسة الأمريكية تجاه الصين، في الوقت الذي لا يزال فيه من غير الواضح ما تخطط له واشنطن بشأن الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بعد توقيع المرحلة الأولى من اتفاق التجارة بين البلدين في العام الماضي.

يعد الاتصال هو الثالث بين كبار المسؤولين بالبلدين في الأسابيع الأخيرة، بعد أن تواصل نائب رئيس مجلس الدولة ليو هي مع الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي ووزيرة الخزانة جانيت يلين.

صرحت الصين الأسبوع الماضي أن الاتصالات الطبيعية بين البلدين قد بدأت، وفقًا للمتحدث باسم وزارة التجارة قاو فنغ الذي قال، إن الجانبين اتفقا على حل القضايا التي تعوق عمل المنتجين والمستهلكين في البلدين، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المتوازنة والمستقرة.

على الرغم من ذلك كانت تصريحات الولايات المتحدة بشأن العلاقة مع الصين سلبية للغاية، إذ قال تاي في عطلة نهاية الأسبوع قبل اجتماع وزراء تجارة آسيا والمحيط الهادئ إن العلاقة التجارية مع الصين بها "خلل كبير" وإن إدارة بايدن ملتزمة بتسويتها.

المنفعة المتبادلة

قالت تاي "إن بعض أوجه العلاقة بين الولايات المتحدة والصين غير صحية، وأدت بمرور الوقت، وبصور مختلفة، إلى الإضرار بالاقتصاد الأمريكي". في المقابل، تؤكد الصين باستمرار على نظرة أكثر إيجابية للعلاقة بين البلدين.

قال فنغ للصحفيين في بكين يوم الخميس، مكرراً وصفا مشتركاً، إنه في حين أن هناك خلافات، فإن "جوهر العلاقات التجارية والاقتصادية هو المنفعة المتبادلة والفائدة للجانبين". وأضاف "يمكن حل المشكلات من خلال المناقشات التي تُجرى على أساس الاحترام المتبادل والمساواة".

قال ألفين تان، رئيس إستراتيجية العملات الآسيوية في "أر بي سي كابيتال ماركتس": "لن أفرط في التفاؤل بشأن ما دار في الاتصال بين الجانبين". ولكنه يرى أنه أمر إيجابي بمعنى أن البلدين يكثفان الاتصالات بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية، ولكن لم تصدر قرارات أو إعلانات تغير قواعد اللعبة.

على جانب آخر، تحدثت تاي إلى نظيرها التايواني جون دينغ يوم الخميس، حيث أكدت على أهمية العلاقات التجارية والاستثمارية بين واشنطن وتايبيه، حسبما ذكر مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في بيان.

وقع الجانبان على ما يسمى باتفاقية إطار التجارة والاستثمار "تي أي اف أيه" TIFA في عام 1994. وعلى الرغم من أن الاجتماع الأخير كان في أكتوبر 2016، اتفق الجانبان على استئناف اجتماع TIFA الحادي عشر في الأسابيع المقبلة، وفقًا لبيان تايوان.

وتعارض الصين أي اتصال رسمي بين الولايات المتحدة وتايوان، والتي تعتبرها جزءاً من أراضيها، وأي مفاوضات أو مناقشات ستضر حتماً بالعلاقات الأمريكية الصينية، ويمكن أن تزيد التوترات بين البلدين.