"إياتا" يتوقع عودة السفر الجوي إلى مستويات ما قبل كورونا في 2023

موظفة في شركة طيران تسجّل وصول مسافر من خلف شاشة بلاستيكية واقية داخل صالة المغادرة في مطار كيب تاون الدولي في كيب تاون، جنوب إفريقيا، يوم الأربعاء 31 مارس 2021. ساهم السفر والسياحة بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي لجنوب إفريقيا في أوقات ما قبل الجائحة، وفقاً لمجلس السفر والسياحة العالمي.
موظفة في شركة طيران تسجّل وصول مسافر من خلف شاشة بلاستيكية واقية داخل صالة المغادرة في مطار كيب تاون الدولي في كيب تاون، جنوب إفريقيا، يوم الأربعاء 31 مارس 2021. ساهم السفر والسياحة بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي لجنوب إفريقيا في أوقات ما قبل الجائحة، وفقاً لمجلس السفر والسياحة العالمي. المصدر: بلومبرغ
المصدر: أ.ف.ب
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتوقّع قطاع الطيران أن يعاود انطلاقته بعدما شهد أزمة مالية حادة جرّاء وباء "كوفيد-19"، رغم القلق بشأن تأثيره في تغيّر المناخ.

وفي دلالة جديدة على الاتجاهات المرتبطة بالقطاع، أكد اتحاد النقل الجوي الدولي "إياتا" أنه لا يتوقع عودة حركة الملاحة الجوية إلى مستويات ما قبل الوباء قبل حلول عام 2023.

لكن من المفترض أن تتضاعف حركة الملاحة الجوية على مدى 20 عاماً من 4.5 مليار راكب في 2019 إلى 8.5 مليار في 2039، إلا أن هذه الأرقام تمثّل تراجعاً بنحو مليار راكب عن توقعات "إياتا" الصادرة ما قبل أزمة كوفيد.

مع ذلك، تُعتبر الأعداد نبأ جيّداً لشركات تصنيع الطائرات، التي خفضت إنتاجها خلال الأزمة مع إلغاء شركات الطيران طلباتها لتتمكن من الصمود مالياً في ظل كوفيد.

إيرباص وبوينغ

أعلنت شركة "إيرباص" بالفعل عن خطط لتسريع وتيرة تصنيع طائرتها الأكثر مبيعاً "إيه 320" ذات الممر الواحد، مع ترقب بلوغ مستوى قياسي في 2023.

أما "بوينغ" فتتوقع أن تحتاج شركات الطيران إلى 43 ألفًا و110 طائرات جديدة بحلول عام 2039، ما يعني مضاعفة الأسطول العالمي تقريباً. وستساهم آسيا وحدها بنسبة 40% من هذا الطلب.

وقال نائب رئيس قسم التسويق لدى "بوينغ" دارن هالست العام الماضي إنه كما كان الحال مع هجمات 11 سبتمبر أو الأزمة المالية العالمية (2007-2009)، "سيثبت القطاع مرة جديدة صموده".

من جهته، لفت مدير الأبحاث لدى "معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية" في باريس مارك إيفالدي، إلى أن 1% فقط من السكان يسافرون جوًّا حاليّاً، مضيفاً لـ"فرانس برس" أنه "بمجرد الزيادة الديموغرافية ومع ازدياد ثراء الناس، سيزداد الطلب على السفر جوّاً، وبالتالي على الطائرات".

وإن كانت أساطيل الطائرات الأكبر حالياً في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن الزيادات الكبرى منتظرة في آسيا والشرق الأوسط، حسب دراسة أعدّتها مؤخراً شركة "أوليفر وايمان" للاستشارات.

وسلمت "إيرباص" الصين 19% من طائراتها المُنتَجة عام 2020، أي أكثر من تلك التي سلّمت للولايات المتحدة، وهو اتّجاه يُستبعد أن يتغيّر.

توسع الطبقة الوسطى

في عديد من الاقتصادات الناشئة حيث تتوسع الطبقة الوسطى، بات السفر جوّاً متاحاً لعدد متزايد من الناس، إذ يقول مركز الطيران "كابا" إنه "بين بلدان آسيا الناشئة، تعد ببساطة القدرة على السفر جوّاً دوليّاً من أكبر الأهداف الطموحة"، مشيراً إلى أن ذلك يمثل "مؤشراً على النضوج الاجتماعي والاقتصادي ويفسح المجال لتجارب كانت غير واردة للآباء".

استبعد المركز أن يشاطر هؤلاء الشعور المتزايد في أوساط بعض الغربيين حيال ضرورة تخفيف السفر جوّاً من أجل خفض البصمة الكربونية للفرد.

وقال: "بالنسبة إلى هؤلاء المسافرين المقبلين، يُعَدّ مبدأ (الوصم بسبب السفر جوّاً) أمراً مستغرَباً تماماً على المستوى الشعبي، بالنتيجة، يستبعد أن يلقى كثيراً من الزخم في آسيا".

وانطلقت حركة "الوصم بسبب السفر جواً" أو كما يطلق عليها "فليغسكام" من السويد عام 2018 في تحدٍّ لزيادة رواج السفر جواً الذي ازدهر في أوروبا بفضل شركات الطيران المنخفض التكلفة التي جعلت السفر لقضاء عطل نهاية الأسبوع في أنحاء القارة متاحاً أكثر للعامة.

في 2019 تراجعت حركة الملاحة جواً بأربعة في المئة في السويد، لكنها سجّلت نسباً قياسية في أنحاء أوروبا، حسب المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية "يوروكونترول".

ويعتقد إيفالدي أن تداعيات الوصم بسبب السفر جواً ستكون ضئيلة على الأمد البعيد، مضيفاً: "هل تعتقدون حقاً أن شخصاً يسافر على متن الطائرة مرة في السنة سيقول إن ذلك يتسبب في كثير من التلوُّث وسيتخلى بالتالي عن الأمر؟".

لكن دولاً مثل السويد بدأت إعادة استخدام القطارات الليلية لمنح المسافرين خيارات أكثر مراعاة للبيئة من أجل السفر.

كما تخفض فرنسا، التي تعزّز كذلك استخدام القطارات الليلية لديها، الرحلات الجوية المحلية عندما يكون من الممكن إجراء الرحلة على متن القطارات في غضون أقلّ من ساعتين ونصف.

ويرى إيفالدي أن لا قيمة فعلية لهذه الخطوة لأن القطارات السريعة هي المسيطرة أساساً في سوق السفر عندما يتعلّق الأمر بوجهات كهذه.

وتَعهَّد قطاع الطيران بخفض انبعاثاته الكربونية إلى النصف بحلول عام 2050، مقارنة مع مستوياتها في 2005.

ولدى شركات الطيران حوافز اقتصادية لفعل ذلك، لأن استخدام طائرات مقتصدة في استهلاكها للوقود يساهم في خفض تكاليف التشغيل.