"جيه بي مورغان" و"مورغان ستانلي" يحثّان حاملي السندات الأمريكية على التشبُّث بها

لافتة تشير إلى "وول ستريت"
لافتة تشير إلى "وول ستريت" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رغم الضغط العابر الذي دفع الأسبوع الماضي عوائد سندات الخزانة القياسية إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر، ترى "وول ستريت" الكثير من الأسباب التي تجعل من السندات قابلة للبيع مجدداً.

تحوّل الاستراتيجيون في "جيه بي مورغان تشايس آند كو" (JPMorgan Chase & Co) إلى الاتجاه الهابط على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، معتبرين أن الأسواق الآن تقوم بالتسعير في ظل توقعات ضحلة للغاية لرفع أسعار الفائدة. بينما يستعد أقرانهم في "مورغان ستانلي" (Morgan Stanley) لمفاجأة متشددة من البنك المركزي الأمريكي. في حين دعا فريق في بنك الاستثمار "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities) إلى "بيع تكتيكي" للسندات القياسية.

من رخيصة لغالية

يرى فريق "جيه بي مورغان"، ومن ضمنهم جاي باري، أنه "نظراً للتقييمات العالية ووتيرة التشدد "الحميدة" المتوقعة، فإننا نتجه نحو انخفاض في سندات الخزانة لأجل 10 سنوات. لقد تأرجح "عقرب الساعة" خلال الربع الحالي، حيث انتقلت سندات الخزانة من رخيصة للغاية إلى غالية جداً".

تخلّى مستثمرو السندات عن رهانات البيع في الأسابيع الأخيرة على أمل أن يؤكد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن السياسة الفضفاضة للغاية لا تزال ملائمة، وأنه من السابق لأوانه البدء حتى بالتفكير في تقليص مشتريات سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. ومع ذلك، يمكن للمسؤولين تصور رفع أسعار الفائدة في عام 2023، وسط نمو اقتصادي وتضخم أسرع، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت بلومبرغ آراءهم. وهو أمر تأخذه بالحسبان سوق المقايضة ويتجلّى بأسعارها لشهر أبريل 2023.

وارتفعت عوائد السندات لأجل عشر سنوات إلى حوالي 1.46% اليوم الاثنين، بعد أن بلغت يوم الجمعة أدنى مستوى لها منذ مارس. وتزامن ذلك مع مستوى دعم فني رئيسي "فيبوناتشي" Fibonacci، ناجم عن ارتفاع العائدات من أدنى مستوياتها خلال جائحة كورونا في العام الماضي.

احتياطي فيدرالي مسالم

رغم أن توقعات السوق لقيام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة أكثر تشدداً من التوجهات الاسترشادية للبنك المركزي نفسه، فإن أسعار عقود المقايضة حالياً تتوقع أن يكون مستوى التشدد (رفع الفائدة) أقل من 100 نقطة أساس على مدى السنوات الأربع المقبلة، وفقاً للاستراتيجيين في "جيه بي مورغان"، معتبرين أن هذا يشير إلى أن الأسواق تشهد وتيرة منخفضة نسبياً من حيث عودة السياسة النقدية إلى طبيعتها.

في حين يرجح "تي دي سيكيورتيز" إمكانية ارتفاع متوسط ​​"النقطة" للبنك المركزي لعام 2023 - وهو مقياس لتوقعاته لأسعار الفائدة في ذلك العام - وفقاً لملاحظة من خبراء استراتيجيين من بينهم بريا ميسرا. ومن المحتمل أن يفاجئ ذلك السوق، التي تُنبئ أسعارها بسياسة متساهلة من الاحتياطي الفيدرالي، كما قالوا، متوقعين عودة العوائد القياسية لمستوى 1.70%.

يشير التراجع في عوائد سندات الخزانة، بعد بيانات أسعار المستهلك الأمريكية الأسبوع الماضي، إلى أن الأسواق تتجاهل التضخم تماماً باعتباره أمراً عابراً، في الوقت الذي يمكن فيه إثبات استدامته، كما كتب غونيت دينغرا، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأمريكية في "مورغان ستانلي" في مذكرة يوم الجمعة.

مضيفاً: "نظراً إلى التحول في مزيج التضخم من مؤقت إلى مستدام، فقد زاد خطر الميل نحو التشدد داخل لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، ما يعرض سوق أسعار الفائدة لمفاجأة متشددة".