اتفاق أوروبي-أمريكي ينهي نزاعاً عمره 17 عاماً بين "بوينغ" و"إيرباص"

طائرة بوينغ 787 دريملاينر تابعة للخطوط الجوية اليابانية ANA، في منشأة للصيانة بمطار هانيدا. طوكيو. اليابان
طائرة بوينغ 787 دريملاينر تابعة للخطوط الجوية اليابانية ANA، في منشأة للصيانة بمطار هانيدا. طوكيو. اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إنهاء نزاعهما المستمر منذ 17 عاماً بشأن دعم الطائرات لشركة "إيرباص"، و"بوينغ"، الذي أدى إلى فرض الحلفاء تعريفات جمركية على 11.5 مليار دولار من صادرات كل منهما.

وأمضت المفوضية الأوروبية ليلة الإثنين في مناقشة الاتفاقية مع الدول الأعضاء لإنجاز صفقة بهذا الشأن قبل القمة المرتقبة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بروكسل التي سيحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفقاً لمسؤولين مطَّلعين على المداولات. ومن المتوقَّع صدور إعلان رسمي في وقت لاحق الثلاثاء.

يطوي الاتفاق التاريخي الصفحة على صراع رئيسي في الحرب التجارية للرئيس السابق دونالد ترمب، ويمهِّد الطريق لعصر جديد من التعاون عبر الأطلسي بشأن المساعدات الحكومية، في وقت تتنافس الصين على إزاحة الاحتكار الثنائي للطائرات المدنية بين "بوينغ"، و"إيرباص". وتعهد الحلفاء بإنهاء نزاع منفصل حول الصلب والألمنيوم، في علامة على إحراز تقدُّم في إعادة تحديد العلاقة في ظل إدارة بايدن.

ويتطلَّب الاتفاق من "إيرباص"، و"بوينغ" أن تكون جميع الطائرات المدنية المستقبلية المطوَّرة من قبل الشركتين بدون دعم.

تمَّ التوصُّل للاتفاق جزئياً، بفضل الوعي المتزايد بين صانعي السياسات في بروكسل وواشنطن بأنَّ مؤسسة الطائرات التجارية الصينية المحدودة المدعومة حكومياً، والمعروفة باسم "كوماك"، تسير على الطريق لتصبح منافسة ذات شأن في صناعة الطائرات عالمياً بحلول نهاية العقد الجاري.

وفي حين امتنعت "إيرباص"، و"بوينغ" عن التعليق، ارتفعت أسهم شركة "إيرباص"، ومقرُّها في تولوز بفرنسا، بنسبة 1.4% عند الساعة 9:57 صباحاً في باريس، لتسجِّل صعوداً نسبته 27% منذ بداية 2021. ولم يطرأ تغيُّر يذكر على أسهم "بوينغ"، ومقرُّها شيكاغو قبل التداول المنتظم في الولايات المتحدة. كما ارتفعت أسهم

"بوينغ" بنسبة 15% منذ بداية 2021.

معركة طويلة

يعود الخلاف إلى عام 2004، عندما رفعت الولايات المتحدة دعوى قانونية لدى منظمة التجارة العالمية ضد الاتحاد الأوروبي بشأن دعم الدول الأعضاء لشركة "إيرباص" في تطوير الطائرات التجارية. وأقام الاتحاد الأووربي دعوى قضائية بالتوازي، بشأن استفادة "بوينغ" من الدعم الحكومي الأمريكي، وكذلك من العقود العسكرية والفضاء، التي عوَّضت تكلفة تطوير الطائرات المدنية.

في عام 2019، سمحت منظمة التجارة العالمية للولايات المتحدة بفرض تعريفات جمركية على ما قيمته 7.5 مليار دولار من صادرات الاتحاد الأوروبي سنوياً بسبب الدعم الحكومي لشركة "إيرباص".

بعد ذلك، حصل الاتحاد الأوروبي على إذن للردِّ بفرض رسوم جمركية على ما قيمته 4 مليارات دولار من صادرات شركة "بوينع" الأمريكية.

وفي حين تصاعد الخلاف إبان إدارة ترمب، علَّق الطرفان الرسوم، التي تتجاوز أجزاء الطائرات لتشمل سلعاً مثل الجرارات، والشراب، والأجبان، في مارس 2020، مع اتجاه المفاوضين من الطرفين لإنجاز اتفاق. وعلَّقت بريطانيا من جانب واحد تعريفاتها الجمركية مع الولايات المتحدة في ديسمبر 2020 كونها انفصلت عن الاتحاد الأوروبي.

من المرجَّح أن تكون شركة "إيرباص" قد سدَّدت أو انتقلت إلى الأسعار التجارية في ما يتعلَّق بالتمويل الذي كان يُعدُّ غير قانوني، ومن المرجَّح أن تكون أي تعديلات أخرى مطلوبة غير جوهرية، بحسب ساندي موريس، المحلل في "جيفريز" بلندن. ويقول موريس: "أتفهم لماذا تضررت الولايات المتحدة في المقام الأول". لكنَّه قال، إنَّه بدا منذ فترة طويلة أنَّ هناك مخالفات أو انتهاكات متبادلة، فضلاً عن أنَّ "السعي متأخر لمنع وقوع الضرر كان دون جدوى".


الصلب والألمنيوم

يتعهد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في القمة بإلغاء التعريفات المتعلِّقة بالخلاف إزاء الصلب والألمنيوم، وفقاً لمسودة نتائج الاجتماع.

في عام 2018، فرضت الولايات المتحدة رسوماً على صادرات المعادن من أوروبا لأسباب تتعلَّق بالأمن القومي. وبحسب المسؤولين، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم كون المحادثات سرية؛ فإنَّ هذا الأمر أكثر تعقيداً، وقد حدثت تحرُّكات متباينة بشأن اللغة الدقيقة في مسودات البيان المشترك، لكن يبدو أنَّ الجانبين متفقان على العمل لتحديد موعد نهائي مع أفول العام 2021.

ردَّ الاتحاد الأوروبي إزاء إجراءات الولايات المتحدة بشأن الصلب والألمنيوم، باستهداف ما قيمته 2.8 مليار يورو (3.4 مليار دولار) من الواردات الأمريكية، بفرض تعريفات جمركية على مجموعة من المنتجات ذات العلامات التجارية الكبيرة، بما في ذلك دراجات "هارلي ديفيدسون"، وشركة إنتاج الملابس "ليفي شتراوس"، وشراب بوربون.