أفضل الصناديق أداءً في أوروبا تستثمر في شركات أقل استدامة

متداولون في قاعة التداول داخل بورصة فرانكفورت. ألمانيا
متداولون في قاعة التداول داخل بورصة فرانكفورت. ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يستثمر واحد من صناديق إدارة الأسهم الأفضل أداءً في أوروبا في شركات ذات أداء غير مثالي من جانب الاستدامة، ويراهن الصندوق على إمكانيات هذه الشركات لتعزيز معايير الاستدامة في المستقبل.

وتقول "هينريتا ثيريل"، التي ارتفعت قيمة أصول صندوقها "سمابولاج سفيريج Smabolag Sverige" بنسبة 42% بالدولار، و30% بالعملة المحلية العام الجاري، إنَّ أرقام مجموع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات "ESG" لا ينبغي أن تكون مثالية، وإنَّها تتطلع للشركات ذات نماذج الأعمال التي يمكن أن ترتقي سلم معايير الحوكمة في المستقبل، ومن أجل تحقيق ذلك، تعمل مع شركاتها لتحسين استدامتها.

سرعة أداء الخدمة أم الالتزام بالحوكمة

وكمثال لذلك، أشارت "ثيريل"، التي تبلغ قيمة أصول صندوقها التابع لشركة "سويدبنك روبور"لإدارة الأصول، 26 مليار كرون سويدية (3 مليارات دولار)، إلى شركات التكنولوجيا الحيوية، مثل: "كيو-لينيا AB" و"سيدانا ميديكال"، فقد لاتحقق الشركتان أعلى مجاميع معايير الحوكمة في الوقت الحالي؛ لأنَّهما تركزان على تطوير منتجاتهما - تشخيص إنتان الدم، ومنتجات التخدير على التوالي.

وقالت، إنَّ الشركات الجديدة لا تمتلك الموارد لتحسين الاستدامة دائماً، وتتوقَّع أن يتحسَّن مجموع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات، للشركتين بمجرد أن تنشرا تقارير استدامة 2020.

تحديات الاستثمار ومعايير الحوكمة

وقالت مديرة الأموال من ستوكهولم في مقابلة: "يتمثل السؤال في: هل تريد تمويل شركةٍ، يمكن أن تشخص إنتان الدم سريعاً؟ أم تريد أن يكون لديك مجموع هائل لمعايير الحوكمة من أول يوم لاستثمارك؟ ".

وذكرت أنَّ هناك مساحة لشركات قليلة في صندوقها للشركات، التي لاتملك مجموعاً مرتفعاً من أول يوم تستثمر فيها، خاصة؛ إذا كان السبب هو نقص الممارسات الداخلية التي يمكن تحسينها بسهولة.

وتسلِّط تعليقاتها الضوء على التحديات التي تواجه المستثمرين عند النظر في معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات، التي تعلن عنها الشركات بنفسها، مما يغذي المطالب بوضع توجيهات مشتركة من قبل المشرِّعين.

ويقول بعض المستثمرين في الأسواق الناشئة، إنَّهم يجدون صعوبة في دمج معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات، في صناعة القرار بما يحافظ على أداء صناديقهم.

الاستدامة طويلة الأجل

تعمل "ثيريل" مع الشركات التي تستثمر فيها لتطوير سياسات وممارسات حوكمة الشركات، ولكنها تتبنى في الآخر منظوراً طويل الأجل بشأن استدامتهم ، وفي حالة "كيو-لينيا" على سبيل المثال، تركِّز على قدرة الشركة على إنقاذ الحياة، وتأثيرها على الرعاية الصحية العالمية.

وفي الوقت نفسه، يتعين على "ثيريل" أن تتأكد من أنَّ صندوقها - الذي تفوَّق على 95% من نظرائه العام الجاري - يتماشى مع أهداف المناخ الموضوعة من قبل "سويدبنك روبور". وتستهدف الشركة التابعة لواحد من أكبر البنوك السويدية "سويد بنك Swedbank AB" جعل محفظتها بالكامل متماشية مع هدف اتفاقية "باريس للحدِّ من الاحتباس الحراري" إلى 1.5 درجة مئوية مع حلول 2025.

وينبع الأداء المتفوِّق لصندوق "سويدبنك روبور" في العام الجاري، المتقلب من رهان "ثيريل" أيضاً على شركات الاتصالات السويدية مثل "Sinch AB"، التي تضاعفت قيمتها ثلاثة أضعاف، إلى جانب خفض وزن الأسهم الاستهلاكية. كما استثمرت في شركات تطوير ألعاب الفيديو، مثل "إمبراسر غروب"، و"ستيل فرونت غروب"، إذ ارتفعتا إلى أكثر من 120%.

ووفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، فإنَّ صندوق "سمابولاج سيفريج" هو رابع أفضل صناديق الأسهم التي تملك أصولاً تزيد على مليار دولار أداءً في أوروبا في 2020.

وتقول "ثيريل"، إنَّ معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات، والبنية التحتية وتحديثها، ستسيطر على اتجاهات الاستثمار العام المقبل، وتخصص 17% من أصول صندوقها لهذه الرهانات.

ويستعدُّ الاتحاد الأوروبي لتوقيع الاتفاقية الخضراء الجديدة التي تستهدف تشديد أهداف خفض الانبعاثات في 2030 من 40% حالياً، في مجهودات ستتطلب استثمارات إضافية بقيمة 350 مليار يورو (415 مليار دولار) سنوياً في إنتاج الطاقة والبنية التحتية.

وقالت "ثيريل": "سيكون للموازنة التي يخصِّصُها الاتحاد الأوروبي للاتفاقية الخضراء، والتغيُّر المناخي تأثيرٌ ضخمٌ.. وأعتقد في هذا المجال بأننا سنرى فائزين العام المقبل”.