إعادة احتساب الأوزان النسبية لمؤشر "راسل" تقدم أسهم "الميم" لجموع المستثمرين

المصدر: بلومبرغ بيزنيس ويك
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعمد "فوتسي راسل"، المزود العالمي للمؤشرات، في وقت لاحق من هذا الشهر إلى إعادة احتساب الأوزان النسبية لمجموعة من مؤشرات الأسهم الأمريكية التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 10.6 تريليون دولار، ما يفتح الباب أمام انضمام عدد كبير من أسهم "الميم" بعدما دفع متداولو منتدى "ريديت" أسعارها إلى عنان السماء، ولا تزال ارتفاعاتها مستمرة.

ينتج عن إعادة احتساب الأوزان النسبية إضافة الأسهم التي تزيد قيمتها السوقية عن القيمة السوقية للشركة المصنفة رقم 1000 -حوالي 5.2 مليار دولار كما في 7 مايو- ضمن مؤشر "راسل 1000" للشركات ذات القيمة الرأسمالية الكبيرة.

يتوقع مصرف "غولدمان ساكس" إدراج 57 شركة جديدة في المؤشر، وقد يكون من بينها بعض الشركات المليارية الناشئة التي قفزت أسهمها بشكل كبير وسط موجة الإدراجات التي شهدتها شركات الشيكات على بياض مؤخراً مثل: "كوانتوم سكيب" لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية و"غيم ستوب" التي أحدثت ضجة على منتدى "ريديت"، بينما لن تنضم للقائمة شركة "ايه ام سي انترتينمنت هولدنغ" (AMC) التي بلغت قيمتها السوقية 4.3 مليار دولار في 7 مايو.

يبدو الأمر للوهلة الأولى سخيفاً بعض الشيء. فبينما يرغب متداولو "ريديت" إدراج أسهم "الميم" الخاصة بهم، يرفض مديرو الاستثمار المحترفين ذلك نتيجة التقلبات العشوائية التي تشهدها تلك الأسهم. فعلى سبيل المثال، قد تنضم شركة "كلوفر هيلث انفستمنت" التي تم طرح أسهمها للاكتتاب العام في يناير عن طريق إحدى شركات الشيك على بياض التابعة لشركة "شامات باليهابيتيا" إلى مؤشر "راسل 2000" الأصغر حجماً في 8 يونيو، بعدما تضاعفت القيمة السوقية للشركة نتيجة الضغوط التي مارسها متداولو "ريديت" على البائعين على المكشوف.

اختبار حقيقي لتأثير متداولي "ريديت"

من المؤكد أن الأسواق تتغير ويجب على المؤشرات الجيدة أن تعكس تلك التغيرات، حيث لم يعد المستثمرون الأفراد لاعبين سلبيين يستثمرون أموالهم عن طريق الصناديق الاستثمارية والمتداولة في البورصة؛ فقد أصبحوا يمثلون نحو ربع قيمة تداولات الأسهم الأمريكية مقارنة بنحو 10% قبل عقد من الزمن وفقاً لبلومبرغ انتليجنس.

وأصبحت تداولات المستثمرين الأفراد حاضرة في سوق الأوراق المالية بشكل كبير، وبما يعادل صناديق التحوط والصناديق الاستثمارية مجتمعة. وهو ما يثير تساؤلاً حول الحاجة لأن تنعكس توجهاتهم ضمن مؤشرات أوسع تستطيع أن تجسد الخصائص الرئيسية للسوق.

علاوة على ذلك، من المقرر ترقية بعض أسهم "الميم". حيث أصبحت شركة "بلَغ باور" (Plug Power) -التي ظهرت في مناقشات منصة "وول ستريت بيتس" (WallStreetBets) التابعة لمنتدى "ريديت"- أكبر الشركات المدرجة ضمن مؤشر "راسل للنمو للشركات ذات القيمة الرأسمالية الصغيرة" والمؤثرة في أدائه بعدما حقق سهم الشركة مكاسب شهرية بلغت 88% في يناير الماضي، وهو ما زاد من احتمالات إدراج الشركة ضمن مؤشر "راسل للشركات ذات القيمة الرأسمالية الكبيرة" هذا الشهر.

كذلك أصبحت "غيم ستوب" و"ايه ام سي" من بين أكبر الشركات المدرجة ضمن مؤشر "راسل للشركات ذات القيمة الرأسمالية الصغيرة"، على الرغم من أخذ القليل من المتداولين في الاعتبار إذا كان السهم ذا قيمة، والتي تعرف غالباً بانخفاض سعر السهم مقابل القيمة الدفترية. فأولئك الذين استثمروا في صندوق المؤشرات المتداولة "راسل 2000 للأسهم ذات القيمة" البالغ حجمه 17.5 مليار دولار، والذين اعتقدوا أن أسهم القيمة ستلحق بركب الصعود في السوق والاستفادة من تداولات مقاومة الانكماش بعد الجائحة؛ ربما أنهم كانوا يشترون شيئاً آخر تماماً.

في حال انضمام شركات مثل "غيم ستوب" لمؤشرات راسل ذات القيمة الرأسمالية الكبيرة فإن حجمها سيكون صغيراً لو تمت مقارنتها بشركة مثل "تسلا"، ولن تؤثر تقلباتها السعرية بشكل كبير على المؤشر. وعندما تدخل أسهم "الميم" المؤشرات الكبرى فإن ذلك سيكون بمثابة اختبار حقيقي لمدى تأثير متداولي "ريديت"، وسيساعد في الوقت نفسه على عكس الأداء الحقيقي للمؤشرات.