هل انتهى عهد "الازدهار الكبير" لعائدات التداول بالبنوك الأمريكية؟

جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو"
جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" المصدر: بلومبرغ
Brian Chappatta
Brian Chappatta

Brian Chappatta is a Bloomberg Opinion columnist covering debt markets. He previously covered bonds for Bloomberg News. He is also a CFA charterholder.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فاجأ الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" جيمي ديمون بعض المحللين يوم الإثنين، من خلال الإعلان أن عائدات التداول لدى أكبر بنك أمريكي، من المحتمل أن تزيد قليلا على 6 مليارات دولار في الربع الثاني، أقل من التقديرات الحالية.

أي شخص استمع إلى "ديمون" قبل 11 شهراً كان بإمكانه أن يرى هذه النتيجة بالفعل.

قال "ديمون"، في 14 يوليو 2020: "بالنسبة للتداول، لأن أحداً لم يطلب، عليك بتقليصه إلى النصف"، في إشارة إلى وضع توقعات تستند إلى عائدات قياسية بقيمة 9.72 مليار دولار، خلال الربع الثاني من تداول الأسهم والسندات.

"عليك بخفض نشاط التداول إلى النصف، ومن المحتمل أن يكون ذلك أقرب إلى المستقبل مما لو قلت إنه سيظل ضعف ما يحدث عادة".

تبين أن ذلك كان بمثابة قاعدة جيدة وفق التجربة.

تراجع عائدات التداول

بالفعل، من الناحية الفنية، فإن متوسط تقدير المحللين البالغ 6.5 مليار دولار هو أقرب إلى توقعات "ديمون" الأخيرة البالعة 4.9 مليار دولار، وهو ما يقرب من قيمة نصف عائدات التداول في الربع الثاني من 2020.

لكن متوسط تقدير المحللين يؤكد أنه مع خروج العالم من تداعيات جائحة كوفيد-19، فإن بعض الظروف الاستثنائية في الأسواق المالية التي دعمت الأرباح النهائية لأكبر البنوك في عام 2020 تتلاشى بشكل متزايد.

من الواضح أن نوع التقلب الذي حدد الأداء خلال الربع الثاني من 2020، لم يعد موجوداً، على الأقل في الأسهم وأدوات الدخل الثابت.

مؤشرات غير إيجابية

انخفض مؤشر تقلب سوق الأسهم المعروف باسم "في أي إكس" إلى 15.04 يوم الإثنين، وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2020، وبلغ متوسطه 18.24 منذ بداية أبريل، مقارنة بـ 34.49 في الربع الثاني من 2020.

انخفض مؤشر مبادلة مخاطر الائتمان من الدرجة الاستثمارية إلى أدنى مستوى له منذ نفس الشهر، حيث ظلت فروق أسعار سندات الشركات ثابتة بشكلٍ ملحوظ.

في الوقت نفسه، انخفض مؤشر "آي سي إي بانك أوف أمريكا موف"، وهو مقياس يستخدم تقلبات الأسعار الضمنية لمدة شهر واحد، عبر آجال استحقاق السندات المختلفة في سوق سندات الخزانة الأمريكية، على مدار ثلاثة أشهر متتالية حيث تحركت عوائد الولايات المتحدة القياسية تدريجياً. لا شيء بخصوص هذا الأمر إيجابي بالنسبة لنشاط التداول في "وول ستريت".

إرباك أسهم "الميم"

كرر "ديمون"، يوم الإثنين، في مؤتمر افتراضي لـ "مورغان ستانلي" قوله: "تذكر أن الأداء الفصلي في العام الماضي كان استثنائيا.. هذا الربع، مثل، نصفه بالعادي أو الطبيعي بشكل أكثر"، مضيفا أن توقعاته "لا تزال جيدة بالمناسبة".

بالطبع، بالكاد يمكن اعتبار هذه الفترة طبيعية بالنسبة لمعظم مراقبي الأسواق المالية.

انخفض سعر بتكوين من 64869.78 دولار في أبريل إلى ما يصل إلى 30016.82 دولار في مايو ويتأرجح حالياً حول 40 ألف دولار، ويبدو أنه ينخفض تحت وقع آراء "إيلون ماسك" الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" الرائدة عالمياً في صناعة السيارات الكهربائية.

تواصل ما يسمى بأسهم "الميم" مثل "ايه إم سي إنترتينمنت هولدنغز"، إرباك صناديق التحوط والمستثمرين المؤسسيين الآخرين.

أنشطة أخرى تدعم "جيه بي مورغان"

قد يكون كل هذا صحيحاً، ومع ذلك، فبالنسبة للبنوك الكبرى مثل "جيه بي مورغان"، و"غولدمان ساكس"، و"مورغان ستانلي"، فإن هذه التطورات بواسطة المتحمسين للعملات المشفرة ورواد منصة "ريديت" للتواصل الاجتماعي صغيرة جداً مقارنة بالوباء الذي يحدث مرة واحدة في القرن الذي وضع العالم في حالة جمود في مثل هذا الوقت تقريبا من عام 2020، ودفع إلى اتخاذ إجراءات سياسة غير مسبوقة لإنقاذ الاقتصاد العالمي.

أما بالنسبة لـ "جيه بي مورغان"، فلديه ما يكفي من الأنشطة التجارية بحيث يكاد يكون من المؤكد أنها ستكون على ما يرام، حتى لو تراجعت أسهمه 1.7%، يوم الإثنين في أكبر انخفاض منذ 22 أبريل.

بينما قال "ديمون" إن صافي الدخل من الفوائد لدى البنك قد يصل إلى 52.5 مليار دولار في 2021، أقل من التقدير السابق البالغ 55 مليار دولار، قد تسجل الخدمات المصرفية الاستثمارية "أفضل أداء فصلي على الإطلاق".

توقعات بأرباح أقل

البنوك أولى (المؤسسات) في الإعلان عن أرباح ربع سنوية، وغالبا ما يتقدم "جيه بي مورغان" السباق، ما يشكل لدى "ديمون" والمديرين التنفيذيين الآخرين حافزاً لإدارة التوقعات في وقت مبكر.

كما حذر جيمس جورمان، الرئيس التنفيذي لـ "مورغان ستانلي"، يوم الإثنين، من أن إيرادات الربع الثاني في مصرفه لن تكون قريبة من مستوى "الازدهار الكبير" على أساس فصلي.

مع ذلك، في ظل انخفاض أسعار الفائدة إلى هذا الحد، وتلاشي الغزائز الحيوانية التي تحرك (أسعار) الأصول الخطرة إلى حد كبير، أصبح من الواضح أن البنوك لن تتمتع برفاهية الاعتماد على المتداولين لتعويض النقص في مجالات أو قطاعات أخرى كما فعلت قبل عام.

قال "ديمون" إن ظروف كوفيد-19 كانت بمثابة استثناء صارخ وليست قاعدة. سنكتشف قريباً ما إذا كان قادة "وول ستريت" مستعدين لهذا الواقع أم أنهم غير مدركين لتلك التطورات.