"إيفرغراند" الصينية تعود للأضواء من جديد في سوق البيع على المكشوف

"هوي كا يان" الملياردير الصيني مؤسس شركة "تشاينا إيفرغراند"
"هوي كا يان" الملياردير الصيني مؤسس شركة "تشاينا إيفرغراند" المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخيل معي المعضلة التي يمكن أن تقع فيها مديرة صندوق تحوط، إذا كان كل ما تملكه هو 200 إلى 300 مليون دولار من الأصول الخاضعة للإدارة.. وقتها ستكون بالكاد قادرة على تحمل تكاليف اقتناء مكتب فاخر، و6 محللين، ممن ستحتاجهم لإدارة العملية برمتها.

لذا، ستعمل جاهدة لإنشاء سجلٍ حافل؛ حتى تحصل على بداية حقيقية في عالم الإدارة، ويكون لديها على سبيل المثال، من 2 إلى 3 مليارات دولار.

ومع حجم أصول مماثل تحت إدارتها، سيكون لديها مجموعة مختلفة من المشاكل، وفي بعض الأحيان ستضطر إلى بيع الأسهم على المكشوف؛ لاستيعاب مراكزها طويلة الأجل للغاية.

في الوقت نفسه، سيكون عليها أن تظهر بمظهر محايد في السوق (لأنها تدير صندوق تحوط بعد كل شيء)... لكن كيف يمكنها بناء محفظة استثمارية جيدة وطويلة المدى، تحقق ذلك بشكل مريح لمستثمريها، مع الاحتفاظ بشيء يميزها؟

تحديات السوق الصاعد

إن العثور على عرض بيع على المكشوف مقنع – من وجهة نظر مستثمريها – لن يكون مهمة سهلة. ففي السوق الصاعدة باستمرار، هناك عدد قليل من الشركات التي يمكن للمستثمرين المراهنة ضدها وهم مطمئنون.

والسؤال الآن هو: ما هي الأشياء التي يمكنها المراهنة ضدها؟

على سبيل المثال، إذا اقترحت مديرة صندوق التحوط المراهنة ضد شركة "علي بابا غروب القابضة" لرجل الأعمال "جاك ما"، قد يقول عملاء صناديق الهبات - ممن يعتمدون على التوقعات الاستثمارية التي تمتد لعقد من الزمان أو نحو ذلك - إن الجهات التنظيمية لمكافحة الاحتكار اتخذت قراراها حول الشركة بالفعل، وكل التوقعات تبدو صعودية بالنسبة لـ"علي بابا" حالياً.

أيضاً، عمالقة شركات التكنولوجيا الآخرين في الصين، مثل شركة "تينسنت القابضة المحدودة" و"ميتوان"، يعتبرون من بين أكبر الحيازات على مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، ومن الأفضل عدم الرهان ضد تدفقات الأموال السلبية.

"تشاينا إيفرغراند"

لكن وسط كل ذلك، هناك مجموعة "تشاينا إيفرغراند غروب"، وهي أكبر شركة للتطوير العقاري، مثقلة بالديون في الصين، في الوقت الذي تشدد فيه "بكين" الخناق على ديون الشركات المتزايدة.

ويحاول مؤسس الشركة الملياردير، "هوي كا يان"، فعل كل شيء بالشكل الصحيح، حيث قام بطلاء خلفية المؤتمر السنوي لـ"إيفرغراند" مع الشركاء الاستراتيجيين، في أوائل شهر يونيو الجاري، باللون الأحمر لتشبه علم الصين، مع إضافة لمسة تدل على الروح الوطنية.

ووعد "هوي" بالوفاء بواحدٍ على الأقل من حدود الاقتراض التنظيمية الجديدة في الصين، والمعروفة باسم "الخطوط الحمراء الثلاثة"، بحلول نهاية الشهر الجاري، كما قام بإعادة شراء بعض من أسهمه المدرجة في هونغ كونغ، بالرغم من تراجعها مجدداً إلى أدنى المستويات التي وصلت لها أثناء إغلاق كوفيد - 19.

لكن هناك الكثير من الجعجعة بلا عمل فعلي. فعلى الرغم من كل جهود "هوي"، لا تزال "إيفرغراند" أحد أكثر الأسماء التي يتم مقابلاتها بكراهية شديدة في بورصة هونغ كونغ، إذا قام أحد الأشخاص بعرض مجموعة من أوراقها المالية للبيع على المكشوف في البورصة.

وعلى مر السنين، قامت صناديق التحوط مراراً وتكراراً بالمراهنة على تراجع الشركة. وهو أمر من السهل على مديرة صندوق التحوط - التي نتحدث عنها في هذا الموضوع - أن تشرحه للعملاء، ضمن استراتيجيتها الاستثمارية قصيرة الأجل.

قاعدة صغيرة من الحلفاء

حتى عندما يحاول "هوي" دحض هذا التصور، يشوه مؤسس الشركة صورته بنفسه. وفي المؤتمر الذي أقيم في يونيو، اجتمع مؤسس شركة "إيفرغراند" مع أصدقائه من رجال الأعمال؛ ليُظهر أنه لا يزال لديه حلفاء أقوياء يدعمون إمبراطوريته.

لكن ذلك الاجتماع لم يقدم سوى دليل آخر على قاعدة مستثمري "هوي" الصغيرة للغاية. فمن السندات إلى اكتتابات الأسهم، والمركبات الكهربائية إلى مشاريع إدارة الممتلكات، اعتمدت "إيفرغراند" في الحصول على التمويل على نفس المجموعة الصغيرة من كبار رجال الأعمال. والسؤال هو: ماذا لو قرر أحد هؤلاء المستثمرين الانسحاب في يوم من الأيام؟

أزمات تلاحق "سانينتغ أبلاينس"

ويوم الأربعاء قبل الماضي، أصبحت "سانينغ أبلاينس غروب"، وهي إحدى شركات التوريد التي تتعامل مع "إيفرغراند"، وساعدت "هوي" على تجنب أزمة نقدية في فصل الخريف الماضي، تشعر هي نفسها بالضغط.

وفي اللحظة الأخيرة، اقترحت "سانينغ أبلاينس غروب" تمديد توقيت استحقاق سندات خاصة لمدة عامين، بعد أن كانت مستحقة في اليوم التالي، وتبلغ قيمة هذه السندات 2.9 مليار يوان، وعوائدها 7.3%، وفقاً لشركة "ديتواير".

في غضون ذلك، قالت شركة "سانينغ دوت كوم"، التابعة لـ"سانينغ أبلاينس غروب"، والمدرجة في بورصة "شنتشن" بالإيداعات التنظيمية، إن محكمة في "بكين" أمرت بتجميد حصة الشركة التابعة لمساهمها المسيطر ومؤسسها "تشانغ جيندونغ"، لمدة ثلاث سنوات، وهو أحد أكد كبار رجال الأعمال الأصدقاء لـ"هوي".

ولا يمكن للصديق المحتاج أن يقدم مساعدات للآخرين، إذا كان هو نفسه يعاني من ضغوط السيولة.

ختاماً، يمكن القول إن هذا كله جزء من الإجابة على معضلة مديرة صندوق التحوط.