مؤسس "ديدي" المنافسة لـ"أوبر" يستعد لدخول نادي المليارديرات عبر الطرح الأولي

منافسة "أوبر" في الصين في طريقها لأسواق أوروبا
منافسة "أوبر" في الصين في طريقها لأسواق أوروبا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يستعد تشنغ وي، الشريك المؤسس لشركة "ديدي" (Didi) الصينية العملاقة لخدمات النقل الذكي، لأن يكون بين صفوف الأثرياء عندما تُدرِج شركته أسهمها في الولايات المتحدة.

تقدمت الشركة الأسبوع الماضي بطلب طرح أسهمها للاكتتاب العام الأولي تحت الاسم التجاري "شياوجو كوايتشي" (Xiaoju Kuaizhi Inc)، وكشفت أن رجل الأعمال الصيني يملك حصة 7%. بالإضافة إلى ذلك، هناك إشارات إلى أنه يتم تداول أسهم شركة "ديدي" بتقييم عند حوالي 95 مليار دولار في السوق الثانوية في الأشهر الأخيرة، ويمكن أن تصل قيمة مساهمة وي بالشركة إلى 6.7 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

أما جيان ليو، وهي الشريكة المؤسسة ورئيسة شركة "ديدي"، فتمتلك حصة 1.7% والتي يمكن أن تصل قيمتها إلى 1.6 مليار دولار؛ في حين يملك ثمانية مديرين تنفيذيين آخرين مجتمعين حوالي 1.8% من الشركة، وهو ما يترجم إلى إجمالي 1.7 مليار دولار.

يُعد هذا أحدث مثال على الثروات القائمة على النقل حسب الطلب والتي يتم تأسيسها في آسيا، حيث تستعد الشركات المدعومة من شركة "سوفت بنك غروب" التي يملكها "ماسايوشي سون" لطرح أسهمها للاكتتاب العام الأولي. وتستعد شركة "غراب هولدينغز" ومقرها سنغافورة، للاندماج مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة، في حين تسعى شركة "غوتو غروب" الإندونيسية للإدراج بحلول نهاية العام.

صناعة النمو

قال غاري دوغان، الرئيس التنفيذي لشركة "غلوبل سي آي أو أوفيس" (Global CIO Office) في سنغافورة: "يُعد نقل الركاب من أهم صناعات النمو في آسيا"؛ حيث إن حجم الاكتتاب العام في شركة "ديدي" "يوضح مقدار القيمة الاقتصادية التي يتم إنشاؤها". ولم يرد ممثل عن شركة "ديدي" على طلب للتعليق.

يذكر أن شركة "ديدي" تعتمد على التعافي الملحوظ بعد الجائحة، والذي تسارع بعد أن أصبحت الصين أول اقتصاد رئيسي في العالم يخرج من كوفيد-19. وساعد الأشخاص الذين عادوا إلى العمل واستئناف السفر على زيادة الإيرادات بأكثر من الضعف إلى 42.2 مليار يوان (6.6 مليار دولار) في الربع الأول، مما عكس الانخفاض الذي حدث في عام 2020.

وتُعد الشركة واحدة من أكبر عمالقة الإنترنت الصينيين الذين يستفيدون من الأسواق العامة في السنوات الأخيرة، وجزء من الموجة الثانية من نجوم التكنولوجيا الذين يطمحون للانضمام إلى شركة "علي بابا غروب" و"تينسنت هولدينغز" في المستويات العليا من الصناعة في البلاد.

قلق المستثمرين

مع وجود أكثر من 493 مليون مستخدم نشط سنوياً، معظمهم في الصين، جمعت الشركة الناشئة في وقت سابق تمويلاً بقيمة 62 مليار دولار، وكانت تفكر في البحث عن تقييم يتراوح بين 70 مليار دولار و100 مليار دولار في الاكتتاب العام الأولي، حسبما أفادت "بلومبرغ نيوز".

إلا أن المستثمرين القلقين يذكرون الصعود والهبوط السريعين في السنوات الماضية، ويشيرون إلى قبضة بكين المشددة على عمالقة الإنترنت بما في ذلك شركة "تينسنت" – الداعمة الرئيسية لشركة "ديدي" – كإشارة خطر محتملة. وفيما يخص عوامل الخطر الخاصة بها، حذرت "ديدي" من احتمال فرض قيود تنظيمية.

من جانبه، أوضح شين مينغ، مدير في بنك "تشانسون أند كو" الاستثماري التخصصي ومقره بكين: "ليس لدى "ديدي" أساس متين لدعم تقييم بقيمة 100 مليار دولار؛ فقد توقف نمو الشركة، في حين أن التوسع في الخارج ليس بالأمر السهل".

احتلت الشركة الناشئة التي أسسها "تشنغ"، الموظف السابق في شركة "علي بابا"، الصدارة في عام 2016 عندما أخرجت شركة "أوبر تكنولوجيز" من الصين، وبعد ذلك سيطرت لفترة وجيزة على خدمات النقل حسب الطلب في جميع أنحاء البلاد، إلا أن حظوظها أخذت منعطفاً نحو الأسوأ في عام 2018 عندما دفعت جريمتا قتل ارتكبهما سائقان إلى إجراء تحقيق في قدرتها على مراقبة شبكة واسعة يستخدمها مئات الملايين. وأدت الحملة اللاحقة إلى توتر المستثمرين، حيث تم تداول أسهم "ديدي" بخصم 40% عن آخر تقييم لها قبل اندلاع الجائحة مباشرة وإلحاق الضرر بأعمالها.

مخاطر محتملة

على الرغم من أن "ديدي" توسعت أبعد من خدمة النقل حسب الطلب في الأشهر الأخيرة لتشمل عروضاً جديدة، مثل النقل بالشاحنات عند الطلب والتجارة عبر الإنترنت، إلا أن "هذه الخدمات لن تكون مثل نشاطها الأساسي"، بحسب "شين".

وتلوح في الأفق المخاطر التنظيمية التي تواجه "ديدي"؛ حيث كانت الشركة من بين 34 شركة تكنولوجيا صينية أمرها المنظمون في أبريل بتصحيح ممارساتها المنافية للمنافسة، كما بدأت هيئات الرقابة الصينية لمكافحة الاحتكار في مراجعة الاستثمارات السابقة التي أجرتها شركات الإنترنت والتي أفلتت من الرقابة الحكومية إلى حد كبير حتى الآن.

مع ذلك، هناك شيء واحد لصالح "ديدي" وهو قيمة الندرة؛ حيث انجذب المستثمرون نحو "أوبر" منذ تخبطها الأولي في الأسواق العامة، وتضاعفت أسهم عملاق خدمات النقل حسب الطلب في الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة أضعاف من أدنى مستوى لها في مارس 2020 حتى نهاية الأسبوع الماضي. ولا توجد شركة عملاقة مدرجة أخرى تعمل بنفس الحجم في مجال خدمات النقل حسب الطلب، ولكن قد تتنافس واحدة على الأقل مع "ديدي" لجذب اهتمام المستثمرين في الأشهر المقبلة.

اكتتابات أخرى

من ناحية أخرى تخطط شركة "غراب"، عملاق النقل حسب الطلب وتوصيل الطعام بقيادة أنتوني تان، لإدراج أسهمها في الولايات المتحدة من خلال الاندماج مع شركة "ألتيميتر غروث" (Altimeter Growth Corp) في الربع الرابع، حيث يُقدّر الكيان المشترك بحوالي 40 مليار دولار. وسيشهد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي "تان" ارتفاع ثروته إلى 829 مليون دولار بناءً على الأسهم التي يمتلكها، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

وستبلغ قيمة الأسهم التي يملكها الشريك المؤسس هوي لينغ تان ورئيس الشركة مينغ ما بين 256 مليون دولار و144 مليون دولار على التوالي.

كذلك هناك شركة "غوتو"، التي أُنشِئت عبر اندماج الشركة الناشئة "غوجيك" (Gojek) لخدمات النقل حسب الطلب والمدفوعات مع شركة التجارة الإلكترونية "بي تي توكوبيديا" (PT Tokopedia) في إندونيسيا؛ حيث تعتزم أيضاً إدراج أسهمها بحلول نهاية العام. وبلغت القيمة الإجمالية للشركتين حوالي 18 مليار دولار خلال محادثات الاندماج، وهو ما يعني أن الشريك المؤسس لشركة "غوجيك" نديم مكارم يمتلك ثروة تبلغ حوالي 327 مليون دولار، وفقاً لحسابات "بلومبرغ"، وبناءً على الإيداع التنظيمي للشركة.

أظهرت الحسابات أن مؤسسي شركة "توكوبيديا"، "وليام تانويجايا" و"ليونتينوس ألفا إديسون"، لديهما ثروة مجتمعة تبلغ حوالي 510 ملايين دولار؛ ورفضت "غوتو" التعليق.

وتتمثل إحدى العناصر المشتركة لجميع الشركات في الدعم الذي تقدمه "سوفت بنك"؛ حيث تمتلك الشركة اليابانية 21.5% من "ديدي"، و21.7% من "غراب"، وحوالي 15% من "غوتو"؛ وتعد "ديدي" الأكبر بين الثلاثي الآسيوي، وأكبر استثمار منفرد في محفظة "سوفت بنك".

بحسب تقديرنا، يمكن أن تجني "سوفت بنك" ربحاً يتراوح بين 6 و10 مليارات دولار من حصة صندوقها "فيجن فاند" (Vision Fund) البالغة 21.5% في شركة "ديدي"، وذلك في حال أدرجت الشركة الصينية للنقل حسب الطلب أسهمها في الطرف الأعلى من نطاق التقييم المقدر بين 70 و100 مليار دولار. وهذا يمكن أن يعوض خسائر "سوفت بنك" من إفلاس "غرينسيل كابيتال" (Greensill Capital) و"كاتيرا" (Katerra). وقد يكون وصول صافي أرباح "ديدي" إلى 858 مليون دولار أمريكي في ربع مارس بمثابة بداية للتعافي بعد تفشي الجائحة. أنثيا لاي - محللة "بلومبرغ إنتليجنس".

في خطاب المؤسسين المتضمن في ملفات الشركة، تحدث "تشنغ" البالغ من العمر 38 عاماً، والذي أسس "ديدي" في عام 2012، عن إمكانات الشركة، ليس فقط في مجال النقل الأساسي، ولكن في المجالات الأحدث.

وتبحث الشركة عن رأسمال للتوسع في التجارة عبر الإنترنت وتمويل اندفاع كبير نحو أوروبا، حيث يجب أن تنافس "أوبر". علاوةً على ذلك، تتطلع "ديدي"، التي ما تزال اللاعب المهيمن في الصين على الرغم من المنافسة من أمثال "ديدا" (Dida Inc)، إلى الاستفادة من ريادتها من أجل التوسع في المجالات المجاورة التي تشمل القيادة الذاتية والسيارات الكهربائية.

كتب "تشنغ" و"ليو" تعليقا قالا فيه: "نطمح لأن نصبح شركة تكنولوجيا عالمية حقاً؛ فقد أطلقنا أيضاً أعمالاً تتناسب جيداً مع خبرتنا التكنولوجية والتشغيلية وميزاتنا في بناء الأسواق التي تعمل على تحسين حياة سكان المدن. وتشمل خدماتنا الشحن داخل المدن، والتجارة الإلكترونية، وتوصيل الطعام. وبالرغم من أنها ما تزال ناشئة، إلا أن هذه الشركات تسمح لنا بإنشاء منصة تلبي بشكل أفضل الاحتياجات الأساسية اليومية للأشخاص".