شباب أقل في القوى العاملة.. والمزيد منهم يعيشون مع ذويهم

عدد متزايد من الشباب في الولايات المتحدة يبتعد عن المشاركة في سوق العمل
عدد متزايد من الشباب في الولايات المتحدة يبتعد عن المشاركة في سوق العمل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
Peter Coy
Peter Coy

Peter Coy is the economics editor for Bloomberg Businessweek and covers a wide range of economic issues. He also holds the position of senior writer. Coy joined the magazine in December 1989 as

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هل يبقى الشباب الذكور في منازل ذويهم لأنهم بدون عمل؟ أم أنهم لا يعملون بسبب بقائهم في المنازل؟

من الصعب الجزم في هذا الأمر. لكن في كلتا الحالتين، الحقائق واضحة: يعيش المزيد من الذكور الأمريكيين ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً في منزل أحد ذويهم، وعدد قليل منهم يشارك في القوى العاملة. ولفهم الأمر بشكل أكبر يمكنك النظر إلى الرسوم البيانية التالية:

تفسير الصلة

قد يكون من المستحيل تحديد بأي طريقة يمكن وجود تقاطع يربط هذه البيانات بعضها ببعض. فعلى سبيل المثال كم عدد الشباب الذين في ذات الوقت، يعيشون في منزل والديهم أو في منزل أحدهما، ولا يشاركون في القوى العاملة. يوجد نوع من الصلة بين المسارين بلا شك. إذ يمكن أن يشكّل منزل الوالدين ملاذاً، لكنه أيضاً قد يكون قفصاً يمنع الرجال اليافعين من بدء حياتهم المهنية. وعلى النقيض من ذلك، ارتفع معدل مشاركة النساء من نفس الفئة العمرية في القوى العاملة بشكل متسارع على مدى عقود زمنية. (بالرغم من تراجعه مؤخراً). كما أن النساء من ذات الفئة العمرية، أقل عرضة لأن يقطنوا في منزل ذويهم.

الدرجة التعليمية

"ذا كونفرنس بورد"، هي منظمة بحثية مدعومة من قبل قطاع الأعمال، أعدت خريطة بيانية تُصنف الأفراد الذين يقطنون في المنزل وفقاً لمستواهم التعليمي. وكانت النتيجة، أنه بالنسبة لأولئك الحاصلين على درجة بكالوريوس أو أكثر، حصل ارتفاع طفيف في نسبة بقائهم في المنزل، وذلك من 10% تقريباً في منتصف التسعينيات، إلى 13% تقريباً في أبريل الماضي. أما في الفئة الحاصلة على درجة تعليمية تقل عن درجة البكالوريوس، فزادت نسبة بقائهم في منازل ذويهم، بشكل أكثر حدة، وذلك من 15% تقريباً إلى نحو 25% في الفترة ذاتها.

وتؤكد "ذا كونفرنس بورد" بوضوح تام أن "نسبة متزايدة من الشباب غير الحاصلين على درجة البكالوريوس يمكثون في المنازل. وهذا الأمر يسهم في انخفاض المشاركة في القوى العاملة". ويشير عدم مشاركة الشباب في القوى العاملة، إلى أحد أمرين: إما إلى افتقار هؤلاء الشباب إلى وظائف في السوق، أو لأنهم لا يبحثون بشكل فعال عن الوظائف.

بدون أحكام

وقد وجدت ورقة بحثية أعدها اقتصاديون من جامعات "برينستون" و"شيكاغو" و"روتشستر" في عام 2017، أن تطور تكنولوجيا ألعاب الفيديو كانت له صلة لابتعاد الشباب عن القوى العاملة. حيث وجدت الدراسة أيضاً أن الوقت الذي يمضيه الشباب بين 21 إلى 30 عاماً على ألعاب الفيديو، يعكس انخفاضاً يتراوح ما بين 38% و79% في الوقت الذي يقضونه في العمل المدفوع الأجر. مقابل انخفاض أقل بكثير في هذه الصلة تنعكس، بين الرجال من الفئة العمرية الأكبر سناً.

ومع ذلك، لا ينبغي أن نخطأ في حق الشاب الذي يعاني من بطالة، فالحياة بدون عمل ليست خياراً سهلاً.

ففي أوراق "بروكينغز" حول النشاط الاقتصادي في عام 2017، كتب الاقتصادي الراحل في جامعة "برينستون"، آلان كروجر: "نصف الرجال غير المشاركين في القوى العاملة ممن هم في سن الرشد، لديهم حالة صحية جدّية، تشكل عائقاً أمام العمل".

وأوضح كروجر أيضاً: "حوالي نصف هؤلاء الرجال يتناولون مسكنات الألم في الكثير من أيامهم، ونحو ثلثين من هؤلاء تقريباً يتناولون أدوية تسكين الآلام التي تُصرف بوصفة طبية ".