كيف سيؤثر فوز "رئيسي" برئاسة إيران على عودة نفط البلاد للأسواق؟

المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي يفوز بالانتخابات الرئاسية في إيران
المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي يفوز بالانتخابات الرئاسية في إيران المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حقق رجل الدين المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي فوزا ساحقا في انتخابات رئاسة إيران، مما قد يضع طهران في مسار أكثر عدائية تجاه الغرب؛ حيث تحاول القوى العالمية إحياء اتفاق نووي قد يجعل إيران تعود إلى أسواق النفط العالمية.

في حين أن صعود رئيسي البالغ من العمر 60 عاما قد يعقد الجهود لإحياء اتفاق عام 2015 للحد من النشاط النووي للجمهورية الإسلامية، فليس من المتوقع أن يخرجها عن مسارها لأنها تحظى بمباركة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

يُنظر إلى رئيسي، الذي تم انتخابه في انتخابات شهدت قل نسبة إقبال على المشاركة في تاريخ إيران، على أنه المرشح المفضل لخلافة المرشد الإيراني يوما ما.

يعني انتخاب رئيس الهيئة القضائية السابق، المدعوم من أعلى المستويات في المؤسسة الدينية والعسكرية الإيرانية، أن جميع مؤسسات الدولة ومقاليد السلطة في إيران ستخضع لسيطرة المتشددين.

يأتي فوز رئيسي بعد انتهاء رئاسة المعتدل حسن روحاني التي استمرت ثماني سنوات، والذي ساعد في إبرام الاتفاق النووي الأصلي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في عام 2018.

قال رئيسي في خطاب تلفزيوني بجوار روحاني بعد ظهور النتائج: "سنستفيد بالتأكيد من تجربة الحكومة الحالية. سأجلس مع الوزراء وأستفيد من خبراتهم وآرائهم".

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن "السياسة الخارجية لإيران، القائمة على الإجماع، ستستمر" بعد أن أظهرت النتائج حصول رئيسي على 62% من الأصوات التي تم فرزها.

في حين قال رئيسي إنه سيحافظ على الاتفاق النووي، فقد أشار أيضا إلى أنه لا يريد أن يجعله الشغل الشاغل للسياسة الخارجية الإيرانية.

يظل روحاني في منصبه حتى أغسطس، مما يمنح الدبلوماسيين في فيينا بضعة أسابيع أخرى لإحياء الاتفاق النووي الذي يرفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني.

قال مسؤولان غربيان كبيران مطلعان على سير المفاوضات لوكالة "بلومبرغ" يوم الخميس، إن المحادثات من المرجح حاليا أن تمتد إلى الصيف، بينما قال ظريف إن هناك "احتمالًا جيدا" للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية روحاني.

أدى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق إلى تمكين المتشددين والأصوليين في إيران، الذين كانوا دائما ينتقدون الاتفاق، وفازوا بالسيطرة على البرلمان العام الماضي.

التزم ملايين الناخبين منازلهم في انتخابات يوم الجمعة بعد استبعاد معظم المرشحين المعتدلين والإصلاحيين من الترشح.

عقوبات أمريكية على رئيسي

قال ظريف "إن المشكلة تكمن في الفتور في التفاوض. ولكن ما هو سبب هذا الفتور؟ سترون رؤية أخرى من إيران".

فرضت إدارة ترمب عقوبات على رئيسي في عام 2019، مشيرة إلى دوره في حملة قمع مميتة قبل عقد من الزمان ضد محتجين يزعمون حدوث تزوير في الانتخابات.

حصل رئيسي على 17.8 مليون صوت حسب النتائج المعلنة اليوم السبت، فيما جاء المرشح المعتدل الوحيد في السباق عبد الناصر همتي في المركز الثالث بحصوله على 2.4 مليون صوت.

قال رئيس اللجنة الانتخابية العليا جمال عارف في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن نسبة المشاركة بلغت 48%، الأدنى على الإطلاق.

وقد يُطلب أيضا من المسؤولين الذين تربطهم علاقات أمنية قوية إبان رئاسة محمود أحمدي نجاد، السابق على روحاني، تولي حقيبة وزارة النفط الإيرانية.

قد يؤدي انتخاب رئيس متشدد في إيران، إلى تعقيد العلاقات المستقبلية المحتملة مع شركات النفط الأوروبية الكبرى مثل شركة "توتال" الفرنسية، التي تخلت عن مشروع بقيمة 5 مليارات دولار تحت تهديد عقوبات ترمب، وأسند بدلا من ذلك إلى شركات التطوير الروسية والصينية والشركات الهندسية الخاصة بالحرس الثوري.

أدى انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي إلى تصاعد التوترات في الخليج العربي، مما أدى إلى تأجيج الصراعات الإقليمية ودفع طهران للتخلي عن القيود المفروضة على برنامجها النووي الواردة في الاتفاق وتخصيب اليورانيوم بالقرب من المستوى المطلوب لصنع قنبلة.

ليس من الواضح ما الذي سيعنيه رئيسي لسياسات إيران في المنطقة، لا سيما علاقتها المضطربة مع خصمها السني المملكة العربية السعودية.

إن قرب رئيسي من الحرس الثوري يعني أن رئاسته يمكن أن تعزز بصمته على الاقتصاد، وتأثيره على قرارات السياسة الخارجية.