الصين تشن حملات تفتيش على مصانع للتحقق من الالتزام البيئي وكبح الأسعار

مصانع الصلب تعد الأكثر تلويثاً في الصين
مصانع الصلب تعد الأكثر تلويثاً في الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت الصين إجراء عمليات تفيتش على مصانع الصلب في محاولة لكبح جماح القطاع المسبِّب للانبعاثات الثقيلة، في خطوة يمكن أن تقيِّد الإمدادات في وقت تسعى فيه نحو كبح ارتفاع أسعار السلع.

وأصدرت الحكومة الصينية توجيهات لتسع مجموعات - تتكوَّن من مسؤولين من وزارات مختلفة بالإضافة إلى هيئة صناعية - لزيارة جميع المقاطعات المنتجة في البلاد، وذلك من أجل التحقق فيما إذا كانت المصانع القديمة قد تمَّ التخلص منها على النحو المتفق عليه، وفقاً لمصادر مطَّلعة على الوضع. وبدأت عمليات التفتيش في 15 يونيو، وستستمر حتى نهاية يوليو.

تشمل أهداف التفتيش أيضاً التحقق من المعايير البيئية، واستهلاك الطاقة التي يتمُّ الالتزام بها لدى مشاريع الصلب الجديدة، والتقدُّم في عمل الوكالات الحكومية لخفض إنتاج الصلب الخام، وفقاً لما قالته المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

تمَّ الإعلان عن خطة الإشراف في إبريل من قبل كبير المخططين الاقتصاديين في الصين، اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ، التي لم تقدِّم التفاصيل. ولم ترد اللجنة الوطنية فوراً على رسالة مرسلة بالفاكس للحصول على تعليق.

منذ عام 2015، يدفع الرئيس الصيني شي جين بينغ باتجاه إصلاح الصناعة التي تنتج أكثر من نصف المعادن الحديدية في العالم.

ازدهار السوق

في العام الماضي، تعهد "شي" أيضاً بخفض انبعاثات الكربون إلى مستوى الصفر، مما يجعل من الضروري أن تكبح الدولة صناعة الصلب التي تمثِّل حوالي 15 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهي واحدة من أكبر الأسباب الصناعية لانبعاثات الكربون في الصين.

مع ذلك، تكافح بكين لكبح جماح قطاع الصلب بسبب الطلب المطَّرد من صناعة العقارات المزدهرة، والإنفاق الهائل على البنية التحتية. وأنتجت مصانع الصلب في الصين أكثر من 99 مليون طن في مايو لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وبلغ الإنتاج 473 مليون طن خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2021 ، مما يضعه في طريقه لتجاوز الرقم القياسي المسجل في 2020، البالغ أكثر من مليار طن، وهو ما قالت بكين، إنَّه أعلى مستوى على الإطلاق.

ارتفع الإنتاج إلى حدّ كبير بفضل الأسعار القياسية، فقد ارتفع حديد التسليح في شنغهاي بأكثر من 70 % من أدنى مستوى في سبتمبر 2020 إلى مستوى قياسي في مايو 2021. ودفعت مكاسب الأسعار السريعة الحكومة المركزية إلى التدخُّل في الأسابيع الماضية، مما أدى إلى حدوث تقلُّبات شديدة في أسعار المواد الخام.

وأثارت التناقضات الظاهرة، بين الحدٍّ من ارتفاع إنتاج الصلب وحملة الحكومة للحدِّ من أسعار السلع وتقليل المضاربة، الارتباك في نفوس المستثمرين.

خبراء استراتيجيون في "وول ستريت" قالوا، إنَّ أي محاولة لوقف ارتفاع السوق ستفشل على الأرجح في مواجهة قيود العرض، والطلب المزدهر عالمياً. في حين قالت الصين، إنَّ المضاربات خفَّت حدَّتها في أعقاب جهود الحكومة المكثَّفة.

وفي إشعار نشرته اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، خلال مايو؛ فإنَّ عمليات التفتيش على الصلب تهدف إلى تعميق إصلاح جانب العرض في صناعة الصلب، وتعزيز الانضباط والارتقاء، و"تحقيق التنمية الخضراء والذكية". وأضافت أنَّه سيتمُّ إبلاغ مجلس الدولة ( مجلس الوزراء) بالانتهاكات الجسيمة التي تمَّ العثور عليها أثناء عمليات التفتيش لمصانع الصلب.

معادن أساسية