التفاؤل بمواصلة البنوك المركزية للدعم يعمق التعرض للسندات عالية المخاطر

مقر البنك المركزي الأوروبي على ضفاف نهر الماين قرب الحي المالي في فرانكفورت، ألمانيا. تقول رئيسة البنك "كريستين لاغارد" إنه من الصعب المقارنة بين المركزي الأوروبي والاحتياطي الفدرالي الأمريكي من منظور شمولي
مقر البنك المركزي الأوروبي على ضفاف نهر الماين قرب الحي المالي في فرانكفورت، ألمانيا. تقول رئيسة البنك "كريستين لاغارد" إنه من الصعب المقارنة بين المركزي الأوروبي والاحتياطي الفدرالي الأمريكي من منظور شمولي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يشهد سوق السندات الأوروبية من الدرجة غير الاستثمارية إقبالاً ملحوظاً من المستثمرين، الأمر الذي دفعه للتضخم ووصول حجم السوق لأكبر مستوى في تاريخ أوروبا، ويتزامن ذلك مع عدم تحوط المستثمرين مقابل احتمال تراجع السوق في المستقبل. فحتى المضاربون ممن يتوقعون ارتفاع سوق الائتمان تبقى لديهم شكوك حول ما إذا كانت تلك المضاربات لاتزال فكرة جيدة.

تباطأت وتيرة التحوط مقابل مؤشر ماركيت أي تراكس كروس أوفر" Markit iTraxx Crossover بشكل كبير بعد تخلي المستثمرين عن 1.8 مليار دولار من قيمة التأمين ضد التخلف عن السداد في الأسبوع المنتهي في 11 يونيو وفقاً لتحليل "باركليز" في إشارة إلى صعود كبير في المراكز الاستثمارية وزيادة التعرض للمخاطر للحد الأقصى الذي لم تشهده طوال العام.

أسباب التفاؤل

هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل بشأن سندات الشركات التي تحمل مخاطرة في ظل مواصلة البنوك المركزية دعمها لتلك الشركات في الحصول على ائتمان سهل ورخيص في الوقت الذي يساهم انتعاش الاقتصاد العالمي في دعم نمو إيرادات تلك الشركات ويسهل عليها تحمل الأعباء الكبيرة للديون.

رغم ذلك، تبقى هناك العديد من الأسباب التي تدعو للقلق في ظل اتجاه الأسعار والتضخم للارتفاع ووصول الرافعة المالية لأعلى مستوى في 11 عاما، وانخفاض التأمين ضد المخاطر لأقل مستوى في ثلاث سنوات.

قال فينسينت بينجويجوي مدير محفظة في "فيديراتيد هيرميس" Federated Hermes التي تدير استثمارات بقيمة 625 مليار دولار: "السوق لا يزال لديها وقت طويل في ظل توافر سيولة جاهزة للاستثمار وأساسيات قوية جداً" وأضاف بينجويجوي: "إنها ليست مريحة منذ فترة طويلة".

بلغ حجم سوق السندات ذات العائد المرتفع مستوى قياسي عند 461 مليار يورو (550 مليار دولار) بسبب تصاعد وتيرة الاقتراض في ظل الوباء وكذلك موجة انخفاض تصنيف الشركات إلى درجة غير استثمارية. لكنه يبقى أصغر في الحجم مقارنة بسوق سندات المضاربة الذي بلغ نحو 1.5 تريليون دولار، مرتفعاً من مستوى صفر في عام 1998.

لم يتخلَّ الجميع عن مراكز البيع. حيث نجد جيراود شاربين مدير صندوق في "بلوباي لإدارة الأصول" يزيد رهاناته الهبوطية على مؤشرات الائتمان. قال شاربين في مقابلة: "أعتقد أن السوق يجب أن تتخذ مراكز بيع أكبر في الواقع. إنه يفتقد الرؤية".

ورغم أن شاربين يمثل أقلية، حتى المضاربين على ارتفاع الائتمان يحذرون من الصفقات بدون تحوط، بينما تتغير الأسعار في نطاق ضيق للغاية. أوصى المحللون الاستراتيجيون في "بنك أوف أمريكا" في بداية يونيو، العملاء بتحوط ضد محافظ سوق الائتمان.

أسباب تثير القلق

هناك القليل من المؤشرات التي تثير القلق في الوقت الحالي. حيث لا تزال التوقعات بشأن تخلف الشركات عن سداد السندات ذات العائد المرتفع منخفضة، وتتراوح بين 2 - 3% في العام 2021 مقارنة بمستوى 3.3% العام الماضي، فيما قد تتغير تلك التوقعات بمجرد تقليص البنوك المركزية لبرامج شراء الأصول التي دعمت الشركات المصدرة للسندات خلال الوباء.

تجاوزت حالات التخلف عن سداد السندات ذات العائد المرتفع في أوروبا مستوياتها في الولايات المتحدة وفقاً لما ذكرته "ستاندرد أند بورذ غلوبل"، بينما تتوقع اتساع تلك الفجوة بحلول الربع الأول من العام 2022 مع وصول معدلات التخلف عن السداد في أوروبا إلى 5.25%.

قال يوشين فيلسنهايمر العضو المنتدب في "إكس أيه أي إيه انفستمنت" XAIA Investment في ميونيخ: "سيضرب التباطؤ القادم السوق بشكل أقوى في ظل زيادة الرافعة المالية في الاقتصاد ووجود فرص أكبر للتخلف عن السداد بشكل واسع بسبب مخاطر التضخم التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الفائدة".

أوروبا

طرح الاتحاد الأوروبي أمام البنوك ثاني إصداراته من سندات برنامج "الأجيال القادمة" NextGenerationEU للمساعدة في تمويل تعافي المنطقة من الوباء. وقد وصلت قيمة الطلبات التي تقدم بها المستثمرون لشر أول إصدار ضمن البرنامج والبالغ قيمته 20 مليار يورو يوم الثلاثاء أكثر من 142 مليار يورو.

من المتوقع أيضاً أن يكشف الاتحاد الأوروبي النقاب عن القواعد التنظيمية الخاصة بإصدار السندات الخضراء في وقت لاحق من الصيف، وطرح أول إصدار للسندات الخضراء في أقرب وقت في سبتمبر.

أصدر خمسة مقترضين، من بينهم "بونش تافيرنس" Punch Taverns و"سيكونومي" Ceconomy سندات جديدة يوم الجمعة، مما يعزز قيمة الإصدارات الأسبوعية لتصل إلى نحو 50 مليار يورو.

يتوقع محللو "باركليز" تباطؤ الهوامش الخاصة بالأوراق المالية المدعومة بالأصول في أوروبا بمعظم القطاعات، بعد أن وصلت إلى مستويات ما بعد الأزمة المالية العالمية.

آسيا

تراجع حجم الإصدار الأسبوعي من السندات المقومة بالدولار في آسيا باستثناء اليابان إلى أدنى مستوى خلال شهر، وسط ما تشير إليه تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من إمكانية تشديد السياسة النقدية في وقت مبكر عن المتوقع.

انخفض حجم الإصدار للأسبوع الثاني على التوالي ليبلغ 2.8 مليار دولار مقارنة بـ 5.2 مليار دولار في الأسبوع السابق وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.

تتراجع هوامش عائد السندات ذات التصنيف الائتماني عالي الجودة في آسيا باستثناء اليابان للأسبوع الرابع على التوالي في أطول تراجع تشهده منذ مارس.

الولايات المتحدة

وصلت الإصدارات عالية الجودة للأسبوع بأكمله إلى 22 مليار دولار حتى نهاية يوم الخميس.

أفصحت شركة "إنبريدج" عن إطار لإصدارها سندات مرتبطة بالاستدامة لتصبح أول شركة لخطوط الأنابيب في أمريكا الشمالية التي تسعى إلى الامتثال لقواعد حماية البيئية.