5 دروس عن نجاح العمل التعاوني من دراسة لبرنامج وكالة الأمن القومي

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

برنامج "مختبر العلوم التحليلية"، هو عبارة عن مشروع تعاوني في إطار شراكة عمرها ثمانية أعوام، بين وكالة الأمن القومي الأمريكية وجامعة ولاية كارولينا الشمالية. ويهدف المختبر لجمع أشخاص من قطاع الأعمال، والأوساط الأكاديمية والحكومية، لمساعدة مجتمع الاستخبارات على التوصُّل لحلول تستهدف "التحديات الأكثر إلحاحاً، المتعلِّقة بالأمن القومي والتكنولوجيا".

على سبيل المثال، خلال عام 2016، استخدم المتعاونون في البرنامج معلومات من الحافلات والقطارات في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وذلك لتنبيه المسؤولين إلى مشكلات السلامة المحتملة للرياضيين، والمشاهدين أثناء التجمُّعات الكبيرة.

دراسة التعاون

درس فريق من الباحثين من خارج إطار البرنامج هذا المختبر. ونشروا كتاباً عن العمل التعاوني متعدد التخصصات. وتقول كاثلين فوغل، المؤلفة المشاركة في الكتاب، ونائب مدير "كلية مستقبل الابتكار في المجتمع" بجامعة ولاية أريزونا: "كان اهتمامنا ينصبُّ على معرفة مدى النجاح الفعلي للعمل التعاوني في المجتمع الحقيقي".

وجد الباحثون أنَّ أحد أكبر العقبات التي تقف أمام التعاون، هو الصدام الثقافي بين الأعضاء من المهن المختلفة. وتوضِّح فوغل: "وجدنا في الاجتماعات أنَّ الموظفين الحكوميين يجلسون على أطراف الغرفة.. لم يفهم الأكاديميون الجالسون على الطاولة ما كان يحدث، وتساءلوا عما إذا كان ذلك يعني أنَّ هؤلاء لا يريدون المشاركة في الاجتماعات؟". وتضيف: "لكن الحقيقة هي أنَّ الموظفين الحكوميين معتادون على أنَّ الأشخاص العاملين يجلسون عادة على أطراف الغرفة، في حين يجلس كبار المسؤولين الحكوميين فقط على الطاولة".

والسؤال الآن هو: كيف يمكن التأكُّد من نجاح التعاون وتجانسه؟ فيما يلي بعض أهم استنتاجات الباحثين:

وضّح حتى أصغر المهام

يمكن أن يكون لدى الأشخاص في مختلف المجالات فهم متباين حتى لأبسط المهام؛ بداية من إعداد الاجتماعات حتى إرسال بريد إلكتروني. وتقول فوغل: "عليك أن تكون على تواصل دائم مع الآخرين لإيضاح كيفية القيام بالأمور أو عدم القيام بأخرى. وأن تكون صريحاً حول المشكلات عند ظهورها". وتضيف: "كان علينا التوصُّل إلى بروتوكولات توضِّح كيف يمكنك العمل مع الآخرين".

لا تنسَ الأهداف طويلة الأجل

غالباً ما كانت المبادرات الخاصة بمهمات وكالة الأمن القومي العاجلة تحظى بالأولوية على حساب المشروعات طويلة الأجل. وكتب الباحثون: "هذا ليس بالضرورة بالأمر السيئ"، ولكن هناك خطر في "الانجذاب المتزايد لإنتاج الأعمال الملموسة والتي يمكن تنفيذها بسرعة". ويكمُن الخطر هنا في أنَّ المشاريع قصيرة الأجل يمكن أن تطغى على أعمال "البحث والابتكار على المدى الطويل، التي يمكن أن يكون لها مكاسب مستقبلية كبيرة".

حدد "المهمات الحرجة"

تعتبر "المهمات الحرجة" أمراً شائعاً في المشاريع الحكومية. ومنها مثلاً: بناء الجسور، أو تدريب المستجيبين الأوائل. وتعني هذه المهمات أنَّ القيام بهذا العمل ضروري، وأنَّه إذا فشلت المهمة سيحدث ضرراً أو إصابة للآخرين. وهذا أمر محفِّز، خاصةً في سياقات العمل عن بعد تكون الروابط الاجتماعية فيها بين أعضاء الفريق ضعيفة. وتقول بيفرلي تايل، وهي مؤلفة مشاركة مع غوغل، وأستاذة في "كلية بوول للإدارة" في جامعة ولاية كارولينا الشمالية: "يعدُّ تحديد المهمات الحرجة أمراً ضرورياً للغاية، خاصة عندما يعتمد العمل على التواصل الافتراضي".

ركز على الناتج النهائي للعمل

الأشخاص المعتادون على جداول زمنية محددة ضمن ساعات العمل التقليدية،

لا يقدِّرون دائماً أقرانهم الذين يعملون لساعات عمل أقل من فترة الـتاسعة صباحاً إلى الخامسة عصراً التقليدية. وقال أحد العاملين في المختبر للباحثين: "علمنا أنَّ أساتذة الجامعات يمكنهم القدوم والعمل وفقاً لتفضيلاتهم إلى حدٍّ ما. وكان هذا الأمر مفاجئاً بالنسبة إلينا".

يمكن أن تؤدي هذه المواقف إلى حدوث توترات، لذلك ينبغي توضيح أنَّ المهم هو الناتج النهائي، وليس الجلوس في المكتب لساعات أطول.

كن مسانداً

تبدو هذه النقطة واضحة للغاية؛ الأشخاص الذين يعملون في إطار تعاون يحتاجون إلى الشعور بدعم مديريهم. وإذا كنت تدير العمل عن بعد، فأنت بحاجة إلى العمل بجهد أكبر لتوضيح هذا الدعم. وتقول تايلر، إنَّ العاملين "سيفقدون الشغف" إذا لم تتم الإشادة بهم، وترقيتهم، ومكافأتهم على أعمالهم.