رائد صناعة الطائرات الكهربائية يتوسع بنماذج للشحن بدون طيار

شركة بيبيستريل تتحول لصناعة طائرات الشحن بدون طيار إلى جانب التاكسي الطائر
شركة بيبيستريل تتحول لصناعة طائرات الشحن بدون طيار إلى جانب التاكسي الطائر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سرعان ما اكتشف الرجل، الذي صنع الطائرة الكهربائية الوحيدة التي حصلت على موافقات الطيران، التحديات التي تواجه تحويل التكنولوجيا الرائدة عالمياً إلى أرباح في قطاع مستقبلي شديد المنافسة.

شهد "إيفو بوسكارول"، مالك شركة رائدة الطائرات الكهربائية "بيبيستريل" (Pipistrel)، انهيار شراكته التي امتدت لثلاثة أعوام لتطوير تاكسي طائر مع "أوبر تكنولوجيز" في 2020، عندما قررت عملاقة مشاركة السيارات كبح طموحها في قطاع التاكسي الطائر.

تحوَّل "بوسكارول" منذ ذلك الحين إلى الطائرات بدون طيار التي تحمل شحنات ثقيلة لمناطق نائية في الصين. وقال، إنَّ هذا الطريق أقل إرهاقاً من المنظور التنظيمي، والفني، والسلامة، بالمقارنة مع نقل ركاب أحياء عبر مدن كثيفة الطائرات الكهربائية، عمودية الإقلاع والهبوط.

وقال في مقابلة: "نحن نستخدم الهيكل نفسه، وفكرة التسيير الخاصة بالتاكسي الحضري لدخول سوق نقل الشحنات الذي يتمتَّع بقيود أقل، الذي يمثِّل فرصة للاستفادة مما طورناه".

تمكَّنت شركة "بوسكارول" الواقعة في سلوفينيا، التي بدأت كصانعة طائرات شراعية في عام 1989، من تحقيق إنجاز لم تصل إليه من قبل أي شركة أخرى تصنع طائرة كهربائية بالكامل.

في يونيو الماضي، فازت طائرة "فيليس إليكترو" (Velis Electro) ذات المقعدين التي صنعتها" بيبيستريل"، ومحركها "E-811" بشهادة عالمية من وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي، وتلقَّت طلبيات بصفقة 50 طائرة لشركة "غرين إيروليز" الفرنسية، التي تزوِّد كليات الطيران بطائرات تدريب.

كان من المفترض أن يكون التاكسي الطائر هو المشروع التالي، لكنَّ "بيبيستريل" تراجعت العام الماضي عن مشروع "أوبر"، مشيرةً إلى التقدُّم البطيء ثم باعت "أوبر" لاحقاً وحدة التاكسي الطائر الخاصة بها إلى "جوبي أفييشن" (Joby Aviation).

الخطوات القادمة

كانت الأولوية الأساسية لـ"بوسكارول" هي الاستفادة من الريادة التي رسخها بمنتجاته القائمة.

وبموجب صفقة في إبريل في الصين، التي بدأت منح تراخيص لطائرات الشحن بدون طيار، ستزوِّد "بيبيستريل" نموذجها "نوفا في 300" (Nuuva V300) بالموتور نفسه الكهربائي المستخدم في مشروعها المشترك مع "إس إف أكسبريس" (SF Express)، أكبر شركة شحن سريع في الدولة، وقالت "إس إف"، إنَّها قد تحتاج 1000 طائرة من تلك خلال العقد المقبل، ومن المفترض أن تبني تلك الطائرات في مصنع يقع على بعد 120 ميلاً شرق شنغهاي، وتمَّ التخطيط للمصنع منذ 2016، وتمَّ إنشاؤه في الأساس لصنع نماذج أخرى ليست للشحن.

وقال "بوسكارول": "لولا الوباء لكنَّا بدأنا الإنتاج بالفعل ".

وفي حين تسبَّبت أزمة فيروس كورونا في تأجيل استكمال المصنع المخصص للإنتاج، ما يزال رائد الأعمال البالغ من العمر 65 عاماً، يتوقَّع أن تسبق طائرة الشحن بدون طيار طائرات الركاب ذاتية القيادة بفارق كبير في الوقت، وتسلِّط خبرته الضوء على العقبات التي تواجه شركات، مثل: "جوبي"، و"ليليام" ، و"أرتشر أفييشن" برغم تدفُّق التمويل، وإبرام التحالفات التجارية.

الدمج مع شركات "الشيك على بياض":

أبرمت الكثير من شركات التاكسي الطائر الناشئة اتفاقيات للتحوُّل للملكية العامة عبر ما يعرف بشركات "الشيك على بياض"، وقالت شركة "إمبراير" البرازيلية الأسبوع الماضي، إنَّها تجري مفاوضات لصفقة مشابهة لذراعها "إيف أوربان آير موبيليتي".

أيضا بدأ القطاع يسجل مبيعات، وقالت "يونايتد آيرلاينز هولدينغز إنك"، إنَّها قد تشتري 200 طائرة من "آرتشر"، واقتنصت مجموعة "فيرتيكال إيروسبيس" طلبية لتسليم 1000 طائرة لشركات، مثل: "أمريكان إيرلاينز غروب إنك"، و"فيرجين أتلانتيك ايرويز ليمتد".

ومع ذلك، من المتوقَّع وفق أغلب الخطط أن تدخل الطائرات الكهربائية عمودية الإقلاع والهبوط الخدمة مع طيار يقودها، وهو ما سيزيد من سعة الطائرة التي تتسع عادة لشخصين إلى خمسة أشخاص.

وحتى في وجود طيار، سيتطلَّب طيران التاكسي الطائر بأعداد هائلة فوق شوارع المدن نظام إدارة حركة مرور جوية يقوم على الذكاء الاصطناعي، وفقاً لبوسكارول، وعلى سبيل المثال، عندما ستضع عمليات الإنتاج، سيكون هناك 80 ألف طائرة في سماء 170 مدينة حول العالم في الدقيقة، وهو رقم أعلى بـ20 ضعفاً من حركة الطائرات التقليدية والمروحيات.

سيساعد تركيز "بيبستريل" على الصين على الاستفادة من الارتفاع العالمي في الطلب على تسليم الطرود والمدفوع بالمشتريات عبر الإنترنت.

المدى والحمولة

ستزوِّد طائرة الشحن بدون طيار بثمانية من محرِّكات "E-811" التي تمَّ تصنيعها في الأصل لتاكسي "أوبر" الطائر، ومن المستهدف أن تحمل الطائرة 300 كيلوغرام (660 رطلاً) لمسافة 300 ميل، مع محرِّك احتراق داخلي يعمل على تشغيل مروحة مثبَّتة في الخلف لدفعها أثناء التحليق.

من المقرر أن تقوم الطائرة بأوَّل رحلة لها في أوائل 2022، وأن يبدأ الإنتاج في 2023، وفقاً لـ"بوسكارول".

تصنع "بيبيستريل" طائرات مراقبة شديدة التحمُّل، وتستهدف تطوير طائرة إقليمية سعة 19 مقعداً تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، وقادرة على العمل من مدرج طوله 400 متر (1300 قدم) فقط.

قال "بوسكارول"، إنَّه لن يبيع الشركة، لكن قد يفكر في التخلي عن حصة نسبتها 10% لجمع 100 مليون يورو (122 مليون دولار) على الأقل لتمويل التوسُّع.