النفط يقفز مع ضعف الدولار وهبوط مخزونات مركز كوشينغ الأمريكي

مضخة نفط في أحد الحقول خارج ميدلاند بولاية تكساس الولايات المتحدة
مضخة نفط في أحد الحقول خارج ميدلاند بولاية تكساس الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفزت أسعار النفط الخام بأكبر قدر في أكثر من أسبوعين، وسط ضعف الدولار وارتفاع الفوارق السعرية بين العقود الآجلة للخام، مع توقعات بمزيد من الانخفاضات في مخزونات أكبر مركز لتخزين النفط في الولايات المتحدة.

ارتفعت العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 2.9% يوم الاثنين، واقترب خام برنت من الحاجز النفسي عند مستوى 75 دولاراً للبرميل.

ومع ارتفاع الأسهم الأمريكية وانخفاض الدولار ، تعززت جاذبية السلع المسعرة بالدولار. إذ يترقب المستثمرون التعليقات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، بعد أن قال جيمس بولارد من الفيدرالي في سانت لويس، إن أسعار الفائدة قد تحتاج إلى الارتفاع في عام 2022.

ارتفعت الفوارق السعرية بين العقود الآجلة بإمتداد مداها الزمني في الولايات المتحدة، مما يشير إلى توقع نقص الإمدادات. حيث تعمقت الفوارق السعرية للعقود الأجلة مع أسعار العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط - وهو مقياس لصحة السوق - إلى أعلى مستوى منذ عام 2018 في تعاملات يوم الاثنين. واتسع الفارق على طول المنحنى لأقوى مستوى منذ حوالي سبع سنوات.

أفاد مزود البيانات "جينس كابي" (Genscape Inc). بانخفاض قدره 2.6 مليون برميل في مخزونات مركز كوشينغ في أوكلاهوما الأسبوع الماضي، وفقاً لأشخاص على دراية بتقرير المخزونات.وكذلك أفاد بوصول الإمدادات في المركز إلى أدنى مستوياتها بالفعل منذ مارس 2020.

قال جون كيلدوف، الشريك في شركة "أجين كابيتال" (Again Capital LLC): "لقد اصطفت النجوم لصالح الثيران بشكل كبير".

ارتفاع الطلب وتراجع الإنتاج

ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بأكثر من 10% منذ بداية يونيو مع خروج الاقتصادات الكبرى من القيود والإغلاق وتوسع طرح لقاحات كوفيد 19.

انتعش الاستهلاك، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء من آسيا. وبحلول أغسطس، قد يتجاوز الطلب العالمي على النفط الرقم القياسي 100.8 مليون برميل يومياً، وهو القمة التي تم الوصول إليها في أغسطس 2019، والذي قد يرجع لاحتمالية الطلب المكبوت على الأنشطة الترفيهية، وفقاً لشركة "سيتي غروب"، كذلك توقع بنك أوف أمريكا وصول العقود الآجلة للنفط إلى 100 دولار للبرميل خلال العام المقبل.

قال بارت ميليك، رئيس استراتيجية السلع في "تي دي سيكيورتيز": "مع استمرار التوقعات بحدوث انتعاش كبير إلى حد ما في الطلب في النصف الثاني واستمرار تشدد تحالف أوبك+ في ضبط الإنتاج على الأقل في الوقت الحالي، يبدو، أننا على الأرجح سنشهد مزيداً من الاختناق في أسواق النفط".

بالإضافة إلى توسع الفروق السعرية للعقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط، ارتفعت فروق الأسعار الأخرى في التقويم أيضاً، مما يشير إلى قوة على المدى الطويل. يتم تداول عقد الخام لشهر سبتمبر بأكثر من دولار واحد فوق عقد أكتوبر، وهو الأقوى منذ عام 2014 تقريباً.

يراقب التجار أيضاً المفاوضات بين إيران والدول الأخرى بشأن الملف النووري. وحتى الآن لم تكن المحادثات النووية حاسمة بين القوى العالمية وإيران - التي انتخبت رئيساً متشدداً جديداً - مما يبطىء احتمالات الانتعاش السريع لصادرات خام الجمهورية الإسلامية.

أرجأ الدبلوماسيون جولة سادسة من الاجتماعات، مع وجود فجوة كبيرة متبقية لإصلاح الاتفاق النووي الإيراني، وهي المرة الثالثة للإرجاء منذ بدء المحادثات في أبريل، التي يتجاوز فيها المفاوضون المواعيد النهائية التي حددوها بأنفسهم لتجديد الاتفاق. كما استبعد إبراهيم رئيسي، الرئيس المنتخب، عقد لقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويفرض الإخفاق في إبرام اتفاق ضغوطاً إضافية على الأعضاء الآخرين في تحالف أوبك +، الذي يجتمع الأسبوع المقبل للنظر في استعادة المزيد من إنتاج النفط.