أخطاء اقتصادية شائعة لدى جمهور العملات المشفرة.. ما هي؟

عملة بتكوين المشفرة تحظى بمزيد من القبول والانتشار
عملة بتكوين المشفرة تحظى بمزيد من القبول والانتشار المصدر: غيتي إيمجز
Tyler Cowen
Tyler Cowen

Tyler Cowen is a Bloomberg Opinion columnist. He is a professor of economics at George Mason University and writes for the blog Marginal Revolution. His books include “The Complacent Class: The Self-Defeating Quest for the American Dream.”

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في الأسبوع الماضي جادلتُ، بأن العملة المشفرة موجودة لتبقى. حالياً أود أن أشرح لبعض أصدقائي في مجال العملات المشفرة، لماذا لا تأخذهم أجزاء من الاقتصاد السائد وعالم المال بجدية أكبر؟

لنقولها بصراحة: كثير منكم لا يفهم الاقتصاد النقدي جيداً.

الدولار سيستمر

هناك خطآن شائعان.

أولاً، الدولار ليس على وشك الانهيار، ولن يتم استبداله بأصل من التشفير.

تعد الولايات المتحدة أحد أكبر اقتصادين في العالم، ومركز العالم الناطق باللغة الإنجليزية. إذ لديها القدرة على فرض الضرائب، وهي أقوى شبكة تحالفات وأقوى جيش.

نعم، لقد طبعت الكثير من الدولارات منذ عام 2008، لكنها اتخذت أيضاً خطوات لخفض السرعة التي يتم بها تداول تلك الدولارات.

من المرجح أن تكون معدلات تضخم الأسعار أعلى خلال العامين المقبلين، أو نحو ذلك، ولكن بالفعل بعض الضغوط التضخمية الآنية آخذة في الانحسار؛ فأسعار الخشب، على سبيل المثال، تنخفض حالياً.

وعلى مدى 10 سنوات، يمكن للحكومة الأمريكية الاقتراض بسعر فائدة حقيقي قريب من الصفر، وهي بالكاد علامة على أنها إمبراطورية قد تفشل.

لا مجال للإفلاس

كما أن حكومة الولايات المتحدة ليست على وشك الإفلاس أو على وشك اللجوء إلى التضخم المفرط.

قد تصل نسبة الدين الأمريكي مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي إلى 200%، لكن اليابان التي هي أفقر وأصغر، عملت بشكلٍ جيد مع مستويات ديون مماثلة.

ضع في اعتبارك أن الثروة الوطنية، على الرغم من صعوبة تقديرها، قد تزيد بمقدار ستة إلى ثمانية أضعاف عن الناتج المحلي الإجمالي.

لذا فإن نسبة الدين إلى الدخل 200% قد تعني أن نسبة الدين إلى الثروة منخفضة وتصل إلى 25%.

إن هذا ليست نهاية العالم. فكر في مدى الراحة التي ستشعر بها إذا دفعت 75% "فقط" من قرضك العقاري.

من المرجح أن تضر العملات المشفرة بعملات البلدان التي يكون أداءها سيئاً للغاية، مثل فنزويلا.

لن يختفي النقد الإلزامي، لذلك على المدى الطويل يمكن للعملات المشفرة في الواقع تعزيز قيمة الدولار، عن طريق خنق صعود المنافسين المحتملين.

الأسعار لن ترتفع للأبد

النقطة الثانية، التي غالباً ما يتم تجاهلها في مجتمع العملات المشفرة، هي أن أسعار العملات الرقمية لن تستمر في الارتفاع إلى الأبد بمعدلات عالية.

لا يهم ما إذا كان انكماش عرض النقود مدموجاً داخل نظام تشفير، أو سيتم اكتشاف استخدامات جديدة وقيمة في كل عام.

في مرحلة ما، ستحدد السوق قيمة العملة المشفرة، وتدمج تلك المعلومات في مستوى مرتفع من الأسعار لتلك الأصول.

منذ ذلك الحين فصاعداً، ستكون معدلات العائد المتوقعة - أجرؤ على القول - طبيعية.

قارن سوق العملات المشفرة بسوق الفن، التي لم تدرك لفترة طويلة القيمة المحتملة لرسومات الفنان آندي وارهول. لسنوات كانت الأسعارتشهد ارتفاعاً كبيراً.

ومع ذلك، في هذه المرحلة، لا تزال هناك سوق سائلة، والقيمة المتوقعة للاستثمار في "وارهول" ليست بالضرورة أفضل أو أسوأ من قيمة الاستثمار في الأعمال الفنية المعروفة الأخرى.

قيمة العملات المشفرة

هناك وجهة نظر يمكن الدفاع عنها بشكل تام (وإن كانت متنازع عليها) مفادها أن السوق لم تقدر بعد القيمة الكاملة للعملات المشفرة. قد يستمر هذا الوضع لبعض الوقت، لكنه لن يستمر لعقود.

المفارقة هي أن العديد من الحجج التي تقدمها أنواع العملات المشفرة تشير بشكل خاص إلى معدلات عائد نقدي منخفضة على العملات المشفرة.

لذا، إلى الحد الذي يكون فيه التشفير مفيداً كضمان أو لأغراض السيولة، سيكون الناس أكثر استعداداً للاحتفاظ بالعملات المشفرة بمعدلات عائد نقدي منخفضة، تماماً كما هم على استعداد للاحتفاظ بالنقد، أو مثلما ترفع الاستخدامات الفرعية لسندات الخزانة الأمريكية أسعارها وتخفض معدلات العائد المتوقعة.

إذا وصلنا في النهاية إلى عالم من المتوقع أن ترتفع فيه الأسهم 5% إلى 7% سنوياً، و"بتكوين" 1%، فسيكون ذلك علامة على أن العملة المشفرة قد حققت ذلك.

تطبيع التشفير

النقطة الأكثر عمومية هي أنه على الرغم من أن التشفير كان فئة أصول غير عادية على مدار تاريخه بالكامل، إلا أنه لن يتصرف كفئة أصول غير عادية إلى الأبد.

أنا أفهم لماذا قد ينظر المدافعون عن العملات المشفرة باستياء إلى توبيخ الاقتصاديين النقديين ذوي التوجه السائد.

القليل من الاقتصاديين فعلوا شيئاً ضئيلاً من أجل ترقية أو تطوير أفكار التشفير، وأحياناً سخروا منها.

إن "ساتوشي" و"فيتاليك بوتيرين" ليسا مجرد مبتكرين بارزين، بل هما أيضاً أهم اقتصاديين نقديين في عصرنا. ومهما كانت القيمة طويلة المدى للعملات المشفرة، فإن الأسواق قد فهمتها بشكل خاطئ.

ورغم كل ما قيل، فإن تطبيع - نظرية التشفير وكذلك القيمة - قادم. لكن، سيكون أقل متعة من وضع التشفير الراديكالي والمقلوب رأساً على عقب. لكنه مع ذلك هو شيء يستحق الاحتفال.