أسهم "الميم" ليست جديدة.. ولن تختفي

شعار شركتي "غيم ستوب" و"ايه ام سي" أشهر أسهم "الميمز"
شعار شركتي "غيم ستوب" و"ايه ام سي" أشهر أسهم "الميمز" المصدر: بلومبرغ
 Nir Kaissar
Nir Kaissar

Nir Kaissar is a Bloomberg Opinion columnist covering the markets. He is the founder of Unison Advisors, an asset management firm. He has worked as a lawyer at Sullivan & Cromwell and a consultant at Ernst & Young.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عليك التعود على أسهم الـ"ميم"، لأنَّها لن تختفي.

بدأ جنون أسهم الـ"ميم" الذي سيطر على الأسواق المالية هذا العام في يناير، عندما قفز سهم شركة "غيم ستوب" لمتاجر ألعاب الفيديو بالتجزئة إلى ما نحو 350 دولاراً من حوالي 20 دولاراً في غضون أسبوعين فقط.

وارتفعت الأسهم الأخرى التي كانت في يوم من الأيام خاملة بدرجات متفاوتة منذ ذلك الحين، مثل شركة دور السينما "ايه ام سي إنترتينمنت هولدنجز"، ومتاجر التجزئة للسلع المنزلية "بيد باث أند بيوند".

الأسواق فتحت للجميع

تعدُّ أسهم"ميم" حديثةً بشكلٍ صادم، وقديمةً بشكلٍ متعب، وكل ذلك يشير إلى المزيد من الـ "ميمز" في المستقبل.

الجديد هو أنَّ القدرة على تحريك الأسواق التي كانت حكراً في السابق لـ "وول ستريت" أصبحت حالياً في أيدي أي شخص لديه دولار وهاتف ذكي.

فتطبيقات التداول التي تقدِّم عمولاتٍ صفريةً، وأسهماً كسرية، فتحت الأسواق للجميع، بغضِّ النظر عن مدى تواضع مدخراتهم.

مسلحين بهذه الأدوات الجديدة؛ يلتقي المستثمرون العاديون عبر الإنترنت لتجميع أموالهم، والاستحواذ على صناديق التحوُّط التي تراهن ضد شركات مثل"غيم ستوب"، أو ترفع ثروات الشركات المحاصرة، مثل "ايه ام سي إنترتينمنت".

أما الأمور القديمة فهي كل شيء آخر: التفاني المتعصب للأسهم الموقرة، والزيادة المصاحبة في حجم التداول، والارتفاعات والانخفاضات المروعة، والتقييمات غير المنطقية.

لاشيء مستحدث

كل ذلك كان موجوداً منذ أن بدأت الأسواق، ولا يوجد نقص فيه في سوق الأسهم الأمريكية في الوقت الراهن.

في الواقع، هذه سوق مليئة بحماسة عقائدية تجاه الاضطرابات والشركات الخضراء وموردي الوعاء، ناهيك عن العملات المشفَّرة، والشركات ذات الأغراض الخاصة للاستحواذ، والرموز غير القابلة للاستبدال، وغيرها من البدع خارج سوق الأسهم.

في ضوء ذلك؛ فإنَّ"غيم ستوب"، و"ايه ام سي إنترتينمنت"، هما الأكثر شهرة، والأكثر متابعة من بين أسهم الـ "ميم"، وهم بالكاد يعتبرون غير عاديين.

تقييمات مرتفعة

على سبيل المثال، ضع في اعتبارك تقييماتهم. إنَّني أستخدم نسبة السعر إلى المبيعات، لأنَّها توفِّر أوسع أساس للمقارنة مع الأسهم الأخرى.

أكثر من 200 شركة في مؤشر"راسل 3000"، التي تمثِّل أكبر الشركات العامة الأمريكية من ناحية القيمة السوقية، لديها نسبة السعر إلى المبيعات أعلى من"ايه ام سي إنترتينمنت" بناءً على المبيعات خلال العام الماضي.

وحوالي 1500 منهم لديهم نسبة أعلى من "غيم ستوب". ولا يعدُّ هذان السهمان من أسهم الـ "ميم" من أغلى الأسهم حتى في قطاعاتهما.

وهذه الأرقام تأتي استناداً إلى عائدات العام الماضي، وهو رقم منخفض للغاية لتجار التجزئة أصحاب المتاجر الفعلية، ودور السينما التي تجتاز جائحة عالمية.

واستناداً إلى المبيعات المتوقَّعة على مدار 12 شهراً القادمة، يوجد حوالي 600 سهم بحسب نسبة السعر إلى المبيعات أعلى من "ايه ام سي إنترتينمنت"، وحوالي ألف سهم مع نسبة أعلى من "غيم ستوب".

بعبارة أخرى، التقييمات المرتفعة هي سمة مشتركة لما يمكن وصفه بأغلى سوق للأوراق المالية في العالم اليوم، ومن بين أغلى الأسواق على الإطلاق.

حجم التداولات

ويشار إلى أنَّه ليس بالضرورة أن تكون أسهم الـ"ميم" هي الأكثر تداولاً. كان لدى"ايه ام سي إنترتينمنت" أعلى متوسط حجم تداول خلال الأشهر الستة الماضية، لكن "غيم ستوب" احتلت المرتبة 19 بين سهم"راسل 3000" بهذا المقياس.

علماً أنَّ أسهم الـ "ميم" الأخرى، مثل"بيد باث أند بيوند"، و"وينديز"، و"كلين إنرجي فيولز"، و"وركهورس غروب" تقع في أسفل القائمة.

الشيء نفسه ينطبق على تقلُّبات أسهم الـ "ميم"، فقد كانت"غيم ستوب"، و"ايه ام سي إنترتينمنت" من بين الأكثر تقلُّباً هذا العام، وفقاً لقياس الانحراف المعياري لتغيُّرات الأسعار اليومية، ولكن ليس بشكل فريد.

وهنا مرة أخرى، لا توجد أسهم الـ "ميم" الأخرى في مكان قريب من أعلى تلك القائمة.

صعوبة التنبؤ بالمستقبل

أشكُّ أيضاً في أنَّ مساهمي أسهم الـ "ميم" أكثر ميلاً للنجوم من مساهمي "تسلا" أو"زووم"، أو أي من الأسهم العديدة الأخرى التي تحصل على تقييمات أعلى.

وبالتأكيد ليسوا ميالين لما اكتسحه المستثمرون في البدع السابقة.

هل تتذكَّر "بيتس دوت كوم"، و"وورلد كوم"، و"لايكوس" والشركات الأخرى ذات الأسعار الباهظة أثناء هوس الإنترنت في أواخر التسعينيات؟

أو ماذا عن شركة "إيستمان كوداك"، و"إيميري إير"، و"فرايت كورب"، و"سيمبليسيتي باترن"، وشركات "نيفتي فيفتي" الأخرى ذات الأسعار الباهظة في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، هناك أمثلة لا حصر لها.

بالطبع، أنتجت تلك الحقب الزمنية أيضاً الشركات التي نمت في النهاية إلى تقييماتها الضخمة، ودفعت إيمان المستثمرين، مثل شركات "نيفتي فيفتي" المفضَّلة، وشركة "والت ديزني"، وشركة "كوكاكولا"، ونجوم عصر الإنترنت "أمازون"، و"غوغل" وشركتها الأم "ألفابت".

ولكن يكاد يكون من المستحيل اختيار الفائزين مقدَّماً، بغضِّ النظر عن مدى وضوح ذلك في الإدراك المتأخر، وبالتالي من الخطأ استبعاد أسهم الـ "ميم".

من الصعب للغاية التنبؤ بمستقبل الشركة، حتى عندما تعمل في الصناعات المحاصرة، مثل تجارة التجزئة أو الترفيه، يمكن أن تتحوَّل الثروات فجأة، ويمكن أن تتطوَّر الأعمال بطرق غير متوقَّعة.

"غيم ستوب" تحرز تقدُّماً

في الواقع، ربما يراهن جمهور"غيم ستوب" على أنَّ ضخَّ النقود في الشركة يمكن أن يغيّر الأمور، وهو رهان يقوم به المستثمرون النشطاء في "وول ستريت"، وشركات الأسهم الخاصة بشكل روتيني، وقد يكون ناجحاً.

اختطفت "غيم ستوب" اثنين من كبار المديرين التنفيذيين من "أمازون" لقيادة الشركة، كما أعلنت قبل أيام عن نتائج أفضل من المتوقَّع، وزادت الإيرادات 25% مقارنةً بالعام الماضي حتى الربع الأخير.

أشار زميلي "تاي كيم" في موقع بلومبرغ إلى أنَّ "تحوّلها الموعود به يتشكَّل، ويحرز تقدُّماً كبيراً".وقد يقوم المستثمرون في أسهم الـ "ميم" أخرى ببرهان مماثل.

لا تفهموني خطأ. أنا لا أوصي بـ"غيم ستوب"، أو"ايه ام سي إنترتينمنت" أو أي سهم "ميم" آخر، لكنَّه ليس طرحاً أكثر سخافة من مئات الأسهم الأخرى في هذه السوق ذات العقود الآجلة المشكوك فيها، والتقييمات المرتفعة بشكل مثير للضحك.

كثيراً ما كانت هناك مخزونات من الأسهم الساخنة، وستظلُّ موجودةً دائماً.

الفرق حالياً هو أنَّ لكلِّ شخص رأياً في أيِّ واحد يجب أن يربح. قد يكون عصر أسهم"ميم" قد بدأ للتو.