قانون أمريكي جديد قد يجبر "أمازون" على بيع أعمالها اللوجستية

موظفون يراجعون صناديق بأحد مستودعات أمازون في نورث كارولينا، الولايات المتحدة
موظفون يراجعون صناديق بأحد مستودعات أمازون في نورث كارولينا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال متحدّث باسم مشرّعي قانون مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، إن شركة "أمازون" قد تُجبَر على بيع قسمها القيّم للخدمات اللوجستية والخاص بشبكة المستودعات ومراكز التسليم السريع للطلبات الإلكترونية في جميع أنحاء البلاد، بموجب قانون مكافحة الاحتكار الذي اقترحته نائبة في الكونغرس من مدينة سياتل، مسقط رأس الشركة.

ودعم الحزبان اقتراحاً من النائبة الديمقراطية في واشنطن براميلا جايابال، بشأن مشروع قانون سيمنع "أمازون" من استقطاب البائعين لاستخدام خدماتها اللوجستية مقابل معاملة تفضيلية في متجرها الإلكتروني النشط.

لجنة مكافحة الاحتكار

ويستخدم نحو 85% من أكبر بائعي "أمازون" خدمة مراكز التنفيذ لدى الشركة لقاء رسوم لتخزين منتجاتهم في المستودعات، وتعبئتها وشحنها، وفقاً لتقرير صادر عن فريق من الديمقراطيين بلجنة مكافحة الاحتكار التابعة للجنة القضائية في مجلس النواب، خلال شهر أكتوبر الماضي.

كما ستنظر اللجنة القضائية يوم الأربعاء في مشروع قانون جايابال المقدّم بتاريخ 11 يونيو، إلى جانب خمسة مشاريع إصلاحية لقانون مكافحة الاحتكار، مدعومة من الحزبين أيضاً. ولدفع مشروع القانون إلى الأمام، من المتوقَّع التصويت عليه خلال هذا الأسبوع بمجلس النواب، إلا أن مصيره لا يزال مبهماً لعدم تبني أي سيناتور له، ولعدم اتضاح حجم داعميه في تلك الغرفة أيضاً.

ورغم أن مشروع القانون قد لا يصبح قانوناً أبداً، فإنه المؤشر الأوضح حتى الآن على كيفية كبح المشرّعين جماح القوة السوقية لشركة "أمازون"، التي سينفق من خلالها المتسوّقون الأمريكيون نحو 386 مليار دولار هذا العام، لتحصل هي على 41 سنتاً من كل دولار يُنفَق إلكترونياً، وفقاً لشركة "إي ماركيتير إنك" (EMarketer Inc)، كما ساهم وعد بائع التجزئة، "أمازون"، بالتسليم السريع، في هيمنتها على الإنترنت بالولايات المتحدة.

بدورها أشارت مذكّرة بحثية صادرة عن "بنك أوف أميركا كورب" في العام الماضي إلى أن قيمة الأعمال اللوجستية لـ"أمازون" قد تصل إلى 230 مليار دولار في عام 2025، لتتفوّق بذلك على شركة "كوكا كولا".

تعليق الصورة: العمال يستردّون الصناديق في أحد مراكز التنفيذ التابعة لـ"أمازون" بعاصمة ولاية نورث كارولينا الأمريكية، رايلي، يوم الاثنين الموافق 21 يونيو 2021. يأتي "يوم برايم" السنوي الذي ستطلقه شركة "أمازون" يوم الاثنين، في الوقت الذي يكافح فيه العالم للتصدّي لآثار الوباء المستمرة.

إضعاف النمو السريع لـ"أمازون"

وقال كريس إيفانز، المتحدث باسم جايابال: "يطالب قانون إنهاء احتكار المنصّات، المدعوم من الحزبين، المنصّات المهيمنة والتي تشمل (أمازون)، بتصفية خطوط أعمالها مثل مراكز التنفيذ التابعة لـ(أمازون)، لأنها تمنحها سلطة الانحياز لخدماتها الخاصة".

في معرض إشارته إلى تحقيق وتقرير الديمقراطيين بمجلس النواب، قال إيفانز: "أفاد عديد من البائعين الخارجيين بأنهم ليس لديهم خيار سوى الدفع مقابل خدمة مراكز التنفيذ المفروضة من (أمازون) لبيع منتجاتهم". ورفض متحدث باسم "أمازون" التعليق.

ويبيّن تشريع جايابال إصرار بعض المشرّعين على إضعاف النمو السريع لشركة "أمازون" في صناعة الخدمات اللوجستية، بسبب التهديد الذي تشكّله أمام شركة "يونايتد بارسيل سيرفيسيز إنك" و"فيديكس كورب"، بعد أن قلّلت "أمازون" اعتمادها على شركائها القدامى بما في ذلك خدمة البريد الأمريكية، وتسليم المنتجات بنفسها.

إضافة إلى ذلك، يأتي أكثر من نصف المنتجات المبيعة على "أمازون" من تجار مستقلّين لقاء عمولة تُدفَع للشركة عن كل عملية بيع. ويُمكن للتجار التعبئة والشحن بأنفسهم، إلا أن كثيراً منهم قال إنه يستخدم خدمة "أمازون" لقاء رسوم إضافية، لعرض منتجاتهم في مكان أفضل بالموقع ولتعزيز مبيعاتهم، وفقاً لتقرير الديمقراطيين. وتجاوزت عائدات خدمة البائعين الخارجيين في "أمازون"، التي تشمل العمولات والخدمات اللوجستية، مبلغ الـ80 مليار دولار في عام 2020، أي ما يقرب من ضعف المبيعات البالغة 45 مليار دولار من قسم "أمازون ويب سيرفيسيز"، للحوسبة السحابية بالشركة.

كما تستخدم "أمازون" خوارزميات لتحديد المنتجات التي ستُبرَز في الموقع بناءً على كلمات البحث الرئيسة التي يُدخِلها المتسوّقون، فيما يذهب أغلب المساحة الأكثر بروزاً للمعلنين المدفوعين.

السعر والسمعة

وتتنوّع المنتجات التي تعتقد "أمازون" أنها مفضَّلة لدى المستهلكين، وتحتفظ الشركة بسرّ عمل الخوارزميات، ولكنها تتضمن عوامل مثل السعر، وسمعة التاجر، وإمكانية توصيل "أمازون" المنتجات إلى العميل سريعاً. هنا قال التجار إنهم يستخدمون خدمات "أمازون" اللوجستية لكي يُرَوا بشكل أفضل على الموقع النشط.

من جانبه أرسل تاجر إلكتروني خطاباً إلى المشرّعين الفيدراليين في عام 9201، يتهم فيه "أمازون" بإجباره وبائعين آخرين على استخدام خدماتها اللوجستية الباهظة، التي تضطرهم بالتالي إلى رفع الأسعار للمستهلكين. اتهمت الرسالة "أمازون" بـ"ربط" سوقها وخدماتها اللوجستية معاً، في ما يُعَدّ انتهاكاً محتملاً لمكافحة الاحتكار، وذلك لكي تهيمن الشركة على فرع من السوق وتمنح نفسها ميزة في فرع آخر لا تتمتع فيه بمكانة كبيرة.

وقال البائعون في المقابلات إن تكلفة تسليم المنتجات بنفسها قد تقلّ عن "أمازون"، ولكن الأغلبية أشاروا إلى أنهم يستخدمون خدمة مراكز التنفيذ التابعة لـ"أمازون" لكي يتجنبوا معاقبتهم على تأخير التسليم، ومشكلات الأداء الأخرى، وإبراز منتجاتهم بشكل أكبر على الموقع. وبدوره قال التاجر في الخطاب إن "أمازون" رفعت رسومها بنسبة 20% خلال السنوات الأربع السابقة، حتى زادت بنسبة 35% على الخدمات المنافسة. هذا وقد اعترضت "أمازون" على تلك المزاعم.