ظل كارلوس غصن يخيم على اجتماع نيسان السنوي بعد أعوام من اعتقاله

كارلوس غصن، الرئيس السابق لشركة نيسان موتور يجلس في سيارة أثناء مغادرته مكتب محاميه في طوكيو، اليابان
كارلوس غصن، الرئيس السابق لشركة نيسان موتور يجلس في سيارة أثناء مغادرته مكتب محاميه في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد عامين ونصف من اعتقال كارلوس غصن، ما تزال شركة "نيسان موتور" تكافح للخروج من الفضيحة التي تورَّط فيها رئيس مجلس الإدارة، وكبير مديريها التنفيذين السابق.

استجوب المساهمون في الاجتماع السنوي لشركة صناعة السيارات اليابانية يوم الثلاثاء مراراً وتكراراً المسؤولين التنفيذيين حول الأحداث المحيطة باعتقال غصن في 2018، مما يشير إلى أنَّ "نيسان" ربما كانت أفضل حالاً خلال حقبة الإدارة التنفيذية السابقة للسيارات.

"تحت قيادة غصن كان هناك الكثير من الأشياء الجيدة" قال أحدهم أثناء استجوابه في مقر الشركة في يوكوهاما، مشيراً إلى فترة قبل أربع سنوات عندما تصدَّر التحالف الثلاثي بين "نيسان"، و"رينو"، و"ميتسوبيشي موتورز" أحجام المبيعات العالمية.

اضطرابات بسبب الوباء

تكبَّدت "نيسان" خسائر على مدى عامين متتاليين منذ اعتقال غصن بتهمة ارتكاب مخالفات مالية، برغم أنَّ صناعة السيارات العالمية ككلٍّ واجهت العديد من الاضطرابات بسبب الوباء، ونقصاً شديداً في أشباه الموصلات. في العام الماضي، كشفت "نيسان" النقاب عن خطة تحوُّل تتضمَّن الابتعاد عن استراتيجية عهد غصن لبيع السيارات بتخفيضات كبيرة لزيادة حصتها في السوق، مما يقلل من الأرباح.

لم يقتنع المساهم: "الحوافز والخصومات.. إنَّها شر؟ حتى مع وجود الحوافز، من الأفضل بيع السيارات، ألا تعتقد ذلك؟"

بقي ماكوتو أوشيدا، الذي تولى منصب كبير المديرين التنفيذيين بعد عام من اعتقال غصن، متمسِّكاً باستراتيجيات "نيسان" الحالية، ومجادلاً بأنَّ الكثير من الألم الذي تشعر به الشركة اليوم ينبع من الأضرار التي لحقت بالعلامة التجارية التي نجمت عن السعي وراء الحجم بشكل مكثَّف في الماضي. قال أوشيدا: "تحرز "نيسان" تقدُّماً ثابتاً في خطَّتها لتحويل الأعمال"، فقد تجاوز أداء إبريل ومايو التوقُّعات.

سجَّلت شركة صناعة السيارات خسارة تشغيلية قدرها 151 مليار ين (1.4 مليار دولار) في السنة المالية 2020 المنتهية مؤخراً، وتستهدف تحقيق ربح سنوي ثابت للعام الحالي. قال أوشيدا: "نبذل قصارى جهدنا لتجنُّب تكبُّد خسائر لثلاث سنوات متتالية".

استجواب المديرين

خلال الاجتماع الذي استمر قرابة ساعتين، تمَّ استجواب المديرين التنفيذيين أيضاً بشأن تقارير إعلامية تشير إلى تآمر أفراد في "نيسان" لاعتقال غصن، وهو ما قال عنه أوشيدا، إنَّه لا أساس له من الصحة. وعارض مساهم آخر إعادة انتخاب أعضاء مجلس الإدارة الذين كانوا حاضرين عند إقالة غصن، لأنَّه كان يجب التعامل مع الأمر داخلياً دون الإضرار بقيمة علامة "نيسان" التجارية، على حدِّ قوله.

يقيم غصن، الذي هرب من المحاكمة في اليابان في أواخر عام 2019، الآن في لبنان وينفي اتهامات سوء السلوك المالي. ويحارب غريغ كيلي، مدير "نيسان" السابق الذي اعتقل مع غصن، التهم الموجهة إليه في محاكمة في طوكيو.

في نهاية الاجتماع السنوي، وافق المساهمون على إعادة تعيين أوشيدا و11 مديراً آخر. تعدُّ "رينو" أكبر مساهم في "نيسان" بحصة تبلغ 43% من شركة صناعة السيارات اليابانية. كما جرى رفض اقتراح آخر كان سيشهد الكشف عن اتفاق تحالف "نيسان"، و"رينو".

وقال أوشيدا: "فيما يتعلَّق بالرئيس السابق، فقد تسبَّبنا في قلق المساهمين. الثقة ليست شيئاً يمكن إعادة بنائه بين ليلة وضحاها. ومع ذلك؛ فإنَّنا نشهد علامات انتعاش".