استخدامات مبتكرة لمراكز الفاعليات الجامعية في عصر الجائحة

مركز  فاعاليات بجامعة شيكاغو
مركز فاعاليات بجامعة شيكاغو المصدر: جامعة شيكاغو
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في أيّ وقت اعتياديّ من الأعوام السابقة، كان بناء "إسادور وسادي دورين" الواقع في جامعة إلينوي بمدينة شيكاغو الأمريكية يستضيف الأحداث المختلفة، من خطابات نائب الرئيس الأمريكي حينها جو بايدن، إلى مهرجان شيكاغو للعلوم الإنسانية، وحتى منتديات المرشحين للانتخابات البلدية بالمدينة، إذ يُعتبر هذا المبنى أكبر مكان يمكن رؤيته في الحرم الجامعي، وهو يتسع لنحو 3 آلاف شخص، وقد صممته شركة الهندسة المعمارية "HOK"، واكتمل تشييده في عام 2008.

لكن بعد تفشي جائحة "كوفيد-19"، أصبحت الجامعة بحاجة سريعة إلى معرفة ما إذا كان من الممكن لها بعد الآن استخدام أكبر مساحة مخصصة للفاعليات فيها وكيفية القيام بذلك. لذا في خريف 2020، تحوَّل مبنى منتدى جامعة إلينوي "UIC Forum" إلى منشأة صحية متخصصة، وأصبح المبنى الذي كان سابقًا يستقبل المؤتمرات والندوات، بقاعته الرئيسية الواسعة وغُرَفِه المخصصة للاجتماعات، مكانًا لإجراء اختبارات "كوفيد-19"، إذ تُطبَّق تدابير التباعد الاجتماعي، وتُعطى لقاحات الإنفلونزا للطلاب والموظفين.

وتُعَدّ المساحات الكبرى المخصصة لعقد الاجتماعات في الجامعات جزءًا من أساليب التعليم العالي الحديثة، فقد انتشرت بين المؤسَّسات التعليمية فكرة وجود منشآت كبيرة وباهظة لا ترتبط بأيّ تخصص أكاديميّ، وغالبًا ما تُصمَّم على أيدي مهندسين معماريين رفيعي المستوى يجوبون العالم، ويُعطَون ميزانيات سخية لتنفيذ هذه المشاريع. وقد انتشرت هذه الأنواع من المساحات في عدد من جامعات الولايات المتحدة خلال السنوات العشر أو العشرين الماضية، ويرجع السبب في ذلك إلى تسابق الجامعات في ما بينها لتشييد أماكن التجمعات هذه.

وفي الجانب الآخر للمدينة من منتدى جامعة إلينوي "UIC Forum"، يقع مبنى ساحة "ديفيد روبنشتاين" الجديد والتابع لجامعة شيكاغو، وقد صممه استوديو التصميم الهندسي "ديلر سكوفيديو + رينفرو"، الذي قد يكون أفضل مثال على هذا النوع من الأماكن.

وهذا المنتدى الجديد عبارة عن برج مصنوع من الزجاج وسبائك الزنك، بارتفاع يبلغ 166 قدمًا (القدم = 0.30 متر)، وقيمة تصل إلى 100 مليون دولار، وتتخذ شكل كومة من الأعمدة الشبيهة بالألعاب. ويحتوي المبنى على أماكن تجمع تتسع لـ600 شخص، ولـ285 شخصًا. واستطاعت قاعتها الرئيسية التكيُّف مع الواقع الجديد الذي يحتّم وجود مسافات التباعد الاجتماعي بين الأشخاص، وساعدها في ذلك كون حجمها يحاكي حجم قاعات الاحتفالات والمناسبات.

جامعة هارفارد

في عام 2018، في جامعة هارفارد، حوّلت شركة "هوبكنز أركيتكتس" المعمارية البريطانية "مركز هوليوك" سابقًا، الذي كان يحتوي على المساحات الإدارية الخاصة بالجامعة، إلى مركز باسم "سميث كامبس"، وأُضيفَت ردهة زجاجية وجدران خضراء اللون ومقاعد على هيئة مدرجات تعطي انطباعًا بالأوقات الممتعة.

تقول جولي كريتس، مديرة المساحات المشتركة في جامعة هارفارد، إنّ مركز "سميث" مقسم إلى مكتبة وقاعة طعام ومساحة لعقد الفاعليات الخاصة ومساحة للقاءات الاجتماعية، وهي متاحة لمجتمع هارفارد وزوار الحرم الجامعي.

وأشارت كريتس إلى أنّ الأمور تغيّرت كثيرًا الآن، فبدءًا من أواخر أكتوبر لم يبقَ سوى القليل من المساحات المفتوحة لتناول الطعام وللحصول على الوجبات السريعة، فضلًا عن إعادة تنظيم الصالة الكبيرة لتتماشى مع إجراءات التباعد الاجتماعي.

وفي حرم "مانهاتنفيل" الجامعي بجامعة كولومبيا نجد منتدى "ذا فورم"، الذي صُمم مبناه على يد المهندس المعماري رينزو بيانو الحائز على جائزة "بريتزكر" (Pritzker). ووفقًا للمديرة التنفيذية للجامعة ماري ماكجي، فهذا المبنى الحاصل على شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED) هو مركز مؤتمرات أكاديميّ ومجتمعيّ، يحوي مقهى مزودًا بخدمة "واي فاي" مجانية، وقائمة من الأحداث والعروض العامّة. ويهدف إلى المساعدة في سدّ الفجوة بين المدن وربط جامعة كولومبيا بحيّ هارلم الواسع بالمدينة. ويخضع الحرم الجامعي في "مانهاتنفيل" لاتفاقية النفع المجتمعي التي توصلوا إليها بشق الأنفس في الولايات المتحدة.

وقبل تفشي كورونا بقليل، احتشد سكّان نيويورك في قاعة المحاضرات للاستماع إلى حديث مغني الراب جي-زي، كجزء من سلسلة محاضرات قدّمها قسم دراسات الأمريكيين من الأصول الإفريقية، لكن الأمر تغيَّر الآن، فأغلق المبنى بشكل شبه كامل، رغم استضافة المبنى لتدريب المشرفين على صناديق الاقتراع خلال فترة الانتخابات.

وتُعتبر الفجوة بين الغرض من هذه المساحات وما يمكن استخدامها فيه حاليًّا شديدة الوضوح، وهي تشابه في حالها الآن المقرات الرئيسية الخاصة بعديد من شركات التكنولوجيا، التي تحتوي على مكاتب ذات تصاميم مفتوحة ومناطق كثيرة للاسترخاء. فهذه المساحات مصممة ببساطة لعالم ما قبل الجائحة. وبينما بدا بناء هذه المساحات يحمل حسًّا من تعظيم النفس لهذه الجهات التي تبني مثل هذه التحف الفنية قبل الجائحة، فإنّ هذا الواقع يبدو قاتمًا مع خلوّ القاعات من أيّ فاعليات. وقد رفضت كل من جامعتي هارفارد وكولومبيا الإفصاح عن الميزانيات الخاصة بمبانيهما.

ويصبح السؤال الآن، بعد أن شُيِّدَت تلك المباني: هل يمكن استخدامها لمواجهة الأزمة في اللحظة الراهنة؟ وكيف يمكن لمباني مثل هذه أن تتغير في المستقبل؟.

بماذا تتميز قاعات الفاعليات

قد تبدو قاعة المحاضرات المزدحمة كأنها أسوأ مكان يمكن الوجود به في الوقت الحالي، إلا أنّ هذه المباني لديها أساليب خاصة تسير وفقًا لها.

فأولًا: تتمتع هذه المباني بمرونة أكثر من مباني الجامعات الأخرى المتخصصة، كالمختبرات على سبيل المثال. وفي هذا الصدد يقول ديفيد تاييرتس، المهندس المعماري في الحرم الجامعي لجامعة إلينوي "UIC": "هذه المساحات بإمكانها إعادة تشكيل ذاتها، فمن المفترض أن تتمتع بالمرونة والقدرة على التعديل أو التكيف حسب الطلب".

ثانيًا: تتمتع تلك المباني بمساحات كبيرة توفر للأشخاص مساحة لانتشار بعضهم بعيدًا عن بعض، وبالتالي الحضور خارج نطاق نقل الفيروس، كما أنها غالبًا ما تكون مجهزة بأنظمة تهوية حديثة وعالية الجودة من شأنها امتصاص جزيئات الفيروس المنتشرة في الهواء. ويقول كيفن فان دين ويملينبرغ، أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة أوريغون الأمريكية ومدير معهد الصحة في البيئة العمرانية التابع للجامعة: "إذا كان بإمكانك التحكم في مدى كثافة الإشغال، ولديك مساحات شاسعة وأنظمة هواء مُحسنة يمكن من خلالها التحكم بالحرارة ومتطلبات تنقية الهواء اللازمة للحشود الكبيرة، فقد تشكّل هذه المساحات بعض الأماكن التي يمكن البدء في استخدامها قريبًا".

كما يتمتع بعض المعالم التصميمية المميزة لهذه المباني بفوائد صحية محتملة، مثل الجدران الزجاجية في قاعات المحاضرات الخاصة بساحة "ديفيد روبنشتاين". وتقول جوزفين لاو، أستاذة الهندسة في جامعة نبراسكا والمتخصصة في جودة الهواء والتهوية، إنّ دراسات عديدة وجدت أنّ الضوء بإمكانه تقصير عمر فيروس "كوفيد-19"، لذا فإنّ استخدام مزيد من ضوء الأشعة فوق البنفسجية يُعَدّ أفضل للبيئة الداخلية.

ويعتقد فان دين ويملينبرغ أيضًا أنّ الوباء يمنح الجامعات فرصة لإعادة توجيه هذه المنشآت بعيدًا عن الاحتياجات المؤسَّسية البحتة، وتخصيصها لدعم المجتمع على نطاق أوسع.

مساهمات إجتماعية

وتقول ماكجي إنّ دعم الجوار كان دائمًا عنصرًا أساسيًّا ضمن خطط مبنى "ذا فورم" في جامعة كولومبيا، إذ استضاف المبنى دروسًا خاصة للأطفال بعد انتهاء اليوم الدراسي، وبرامج تعليم الإحصاء، وحملات للتبرع بالملابس.

ومع ذلك، كثيرًا ما يفشل التصميم والموادّ المختارة لمراكز الفاعليات الرياضية "Ivy League" في وضع احتياجات خدمة المجتمع واسعة النطاق في الاعتبار، حتى إنها لا تكترث لأي شكل من أشكال الأزمات الصحّية الحادّة، وذلك بحسب ليليان إسبرين، الشريكة في "WRNS Studi" الواقعة في سان فرانسيسكو، التي تعمل على تنفيذ مشاريع عديدة للتعليم العالي.

وأضافت إسبرين، وهي أيضًا عضو في الجمعية المهنية لتخطيط الكليات والجامعات: "إنها تحمل كثيرًا من التباهي"، إذ تتسم تصميماتها بالتشطيبات الراقية والأبعاد الهائلة، التي تجعلها أماكن جذابة لحلقات النقاش الجماعية، ولكنها لا تُعَدّ بالضرورة موضع ترحيب بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر احتياجًا إلى الجامعات.

وأردفت: "لا أعرف ما شعور طلاب الجيل الأول ممن جاؤوا من خلفيات منخفضة الدخل، وكيف يمكننا التفكير في الخبرات المعيشية للجميع وأخذها بعين الاعتبار".

وقالت إسبرين، وهي تنظر باتجاه مبنى "ديفيد روبنشتاين" المكوَّن من 10 طوابق: "عندما تفكّر في الشكل الذي يبدو عليه الحرم الجامعي التقليدي، فإنّ البرج العاجي هو الشكل الذي يخطر في بالك".

اختبرت إسبرين هذا الانفصال بين الواقع والخيال بنفسها، فنظرًا إلى كونها واحدة من سكان أمريكا اللاتينية وجُزر آسيا والمحيط الهادي، ونشأت في منزل يتحدث الإسبانية بين بورتوريكو ولوس أنجلوس، كانت تلك المباني التي استقبلتها في جامعة كاليفورنيا بيركلي -التي صممتها شركتها منذ ذلك الحين- تثير الرعب بالنسبة إليها. كانت تشعر بالإحباط بسبب العمارة الجافة لقاعة ورستر، موطن مدرسة الهندسة المعمارية، ومكتبة الفنون الجميلة الرئيسية، إذ تبدو أكوام الكتب اللانهائية التي تبدو كأنها تصرخ في وجهها وتقول: "أنت لا تعرفين كثيرًا من الأمور". وكان الطابع الذي يطغى على المساحات يترك إسبرين تشعر كأنها مرتبكة وغير مرئية وبلا قيمة.

لا حاجة إلى القاعات الضخمة

وفي وقت لاحق، وخلال عملها شعرت إسبرين بصراع مماثل تمثَّل في تصميم مركز مؤتمرات للجامعة، فقد بدا غريبًا بالنسبة إليها تصميم مكان يعتزم آلاف المسافرين من جميع أنحاء البلاد الوصول إليه ومناقشة موضوعات مجهولة في غرفة مكيفة بلا نوافذ لعدة أيام متتالية. وعلقت إسبرين على الأمر قائلة: "هذه ليست الطريقة التي أفكر بها. لم أفهم هؤلاء الأفراد. هل تطلب مني أن أضع 400 شخص في قبو؟".

وعلى جهة أخرى، تُعتبر هذه المباني الجامعية الجديدة إلى حدٍّ كبير مراكز مؤتمرات، وبالتالي فإنّ دورها في الحرم الجامعي يختلف عن المنشآت الأكاديمية الأساسية.

وبالنسبة إلى أيّ طالب، يوجد فاصل بين المبنى الذي يذهب له لحضور محاضرة وينظر إليه باعتباره بوابته للتخصص الأكاديمي، وبين مركز الفعاليات الذي يتردد عليه أشخاص مشهورون قد يناقشون أمور لا تعنيه بالضرورة. فما علاقة هؤلاء الطلاب بالأحاديث الطويلة لرواد الفكر ممن يُستضافون في هذه المنتديات؟ وكيف يمكن لمثل هذه المساحات مساعدة الأشخاص محدودي الموارد؟ يعتمد هذا الأمر على مدى استعداد الجامعات لتوسيع نطاق رأس المال الثقافي والفكري الذي تجذبه هذه المباني، والأموال المترتبة على ذلك.

وبالتأكيد، لدى مثل هذه المباني فئات مستهدفة بعيدة تمامًا عن الطلاب. يقول روجر غولدشتاين، الذي يعمل مديرًا في شركة "جودي كلانسي"، وهي شركة معمارية تركز على التعليم العالي: "فكرة تشييد مبنى جديد تُعتبر وسيلة لقول: انظر، نحن نتطوّر ونحقّق الإضافات الضخمة بشكل أفضل من منافسينا، ويجب أن تدعمنا في ذلك".

وبشكل عامّ، يُعتبر تشييد الهياكل الجامعية رفيعة المستوى عملية مدفوعة من قِبل الجهات المانحة، وغالبًا ما تعتمد على سخاء الخريجين، وتُنفَّذ على أمل أن يكون الشكل النهائي قادرًا على السماح باستخدام مزيد من الأموال. ويقول غولدشتاين إنّ هذه المباني الجديدة تُعتبر وسيلة لتجديد شكل الجامعة بين قاعدة خريجيها.

وبمجرد بنائها، يتوقعون أن تستحقّ تلك المباني الاحتفاظ بها، وغالبًا ما يُنظر إلى مثل هذه المباني على أنها "كيانات ذاتية الدعم"، كما يقول تاييرتس من جامعة إلينوي في شيكاغو "UIC"، إذ تتقاضى مراكز الفاعليات رسومًا من خارج الجامعة ومن المدارس والكليات الموجودة التابعة لها، وغالبًا ما تُحوَّل هذه الأموال إلى الإدارة الشاملة للمؤسَّسة التعليمية.

وتتعامل الجامعات المختلفة مع هذه العملية بشكل مختلف، فعلى سبيل المثال تتقاضى جامعة كولومبيا السعر ذاته من المجموعات الخارجية والداخلية، فيما تسعى جامعة إلينوي في شيكاغو إلى تحقيق نقطة تعادل بين تكاليف الخدمات والصيانة التي تتحملها المجموعات الداخلية في الجامعة، ولكنها أيضًا تستمرّ بمواصلة بناء المساحات لعقد الاجتماعات.

ولكن بعد تفشّي الوباء وتسبُّبه في توقُّف حلقة التمويل هذه، فإنّ وضع هذه المساحات بعد هذه الأزمة قد يبدو بشكل مختلف تمامًا، مع إمكانية إجراء تغييرات في التصميم، بالإضافة إلى إصلاحات ميكانيكية.

وتتوقع إسبرين رؤية ميزات إضافية، مثل إضافة مساحات مفتوحة، والتوجه نحو المباني الأصغر حجمًا، مع توفير مزيد من التهوية الطبيعية وإمكانية وصول الضوء الطبيعي إلى المساحات، مشيرة إلى إمكانية تشييد المباني من نقطة الصفر وجعلها أكثر تكيفًا مع إمكانية إعادة تصميم المساحات للاستخدام الحالي. وقد أوضحت أن قاعة المحاضرات التي تضم 500 مقعد أصبحت بلا فائدة حاليًّا.

وبالنسبة إلى الحلول التقنية، يتوقع فان دين ويملينبرغ إمكانية رصد العوامل المساهمة في تفشي الأمراض المنتشرة عبر الجوّ، من خلال أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء التي يمكنها أخذ عيّنات من الهواء لتحديد مستويات الفيروس.


وكانت جوزفين لاو تدرس تطبيق تقنية مصباح الإشعاع فوق البنفسجي المبيد للجراثيم، وهي تقنية تتضمن مصابيح مثبتة في السقف تبثّ أشعة فوق بنفسجية بإمكانها القضاء على "كوفيد-19" وغيره من الفيروسات والجراثيم. وحتى تستطيع الحصول على هذه الأجهزة، ستحتاج إلى نحو ألف دولار لتغطية مساحة تبلغ بضع عشرات من الأمتار المربعة، وبالتالي فإنها ليست رفاهية مستحيلة لمكان مثل جامعة شيكاغو. ولكن تفشي وباء كورونا وتسبُّبه في القضاء على عمليات الالتحاق بالجامعة، وسحب التبرعات الخيرية الأخرى، جعل عديدًا من الكليات يكافح من أجل إبقاء أبوابه مفتوحة.

وبالتالي يقول فان دين ويملينبرغ إنّ بعض هذه المؤسسات لا يمتلك فلسًا واحدًا يمكنه الاحتفاظ به ولا يمكنه حقًّا الاستثمار في التحسينات الرأسمالية.

وبالنسبة إلى الجامعات التي لم تكُن قادرة على تحمُّل تكاليف توظيف المهندس المعماري رينزو بيانو حتى قبل تفشي الوباء، فإنّ ويملينبرغ يعمل على تطوير لأنظمة التدفئة والتهوية والتكييف، بالتعاون مع منظمة "Last Mile" غير الربحية، إذ يمكن استخدام اثنين من فلاتر الهواء داخل مروحة صغيرة تتخذ شكل صندوق مقابل 60 دولارًا تقريبًا، مما يُعتبر مشروعًا يمكنه النجاح في مركز المؤتمرات الصغير والتماشي مع الميزانيات الصغيرة، ويمكن اعتباره مقياس ثقة للتعليم العالي.

ويضيف فان دين ويملينبرغ: "نأمل أن تكون هذه الفكرة فعالة، وقد نرى قريبًا كيف تبدو هذه الأجهزة في أماكن مثل غرف المؤتمرات ذات الألواح الخشبية الخاصة بمنتدى ديفيد روبنشتاين".