كيف فازت شركة ناشئة بترخيص مصرفي نادر في الهند؟

المودعون وأصحاب الحسابات في بنك "البنجاب ومهاراشترا" يحتجون في سبتمبر 2020
المودعون وأصحاب الحسابات في بنك "البنجاب ومهاراشترا" يحتجون في سبتمبر 2020 المصدر: أ.ف.ب
Andy Mukherjee
Andy Mukherjee

Andy Mukherjee is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies and financial services. He previously was a columnist for Reuters Breakingviews. He has also worked for the Straits Times, ET NOW and Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ستصبح "بهارات بي"، شركة مدفوعات ناشئة تكاد تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مالكة نصف بنك في الهند، وهو مكسب استعصى على العديد من عمالقة رجال الأعمال في الدولة.

وقد تكون ضربة حظ، حتى أن "جاسبال بيندرا"، الذي سيمتلك النصف الثاني، اضطر للانتظار 6 سنوات، للفوز بالفرصة، منذ أن فقد مركزه كأكبر مصرفي آسيوي في "ستاندرد تشارترد" نتيجة سلسلة من الخسائر في الهند وإندونيسيا.

وتعد الموافقة المبدئية التي حصلت عليها "بهارات بي" و"بيندرا"، بمثابة زواج تقام مراسمه في السماء، أو ربما في الجحيم المتعطش لرأس المال، وهذا هو حال القطاع المصرفي في الدولة خلال العقد الماضي.

"بنك البنجاب"

وباركت الجهة التنظيمية، الثنائي، لموافقتهما على إزالة حطام مصرف صغير ملوث بالاحتيال.

وانهار بنك "البنجاب ومهاراشترا التعاوني" (PMC) بعد أن قدم ما يزيد على 70% من قروضه لأحد مطوري الأحياء الفقيرة المُفلس. ولمنع تكالب الناس على سحب الودائع، اضطر بنك الاحتياطي الهندي إلى منع المودعين في البنك من الوصول لأموالهم.

كان ذلك في سبتمبر 2019، وبعد عامين وموجتين من الوباء، أصبح لدى المدخرين العالقين حلٌ أخيراً: ستضع "بهارات بي" ووحدة من شركة "بيندرا" وهي "سينترام كابيتال ليمتد"، أعمالهم المالية في بنك مرخص حديثا، مهمته تقديم قروض صغيرة للشرائح التي لا تتعامل مع البنوك من السكان.

ومن أجل شرف الحصول على تلك الرخصة، سيتعين على البنك الجديد تحمل جزء على الأقل من التزامات بنك "PMC"، وكذلك جزء من أصوله المتآكلة.

صفقة محفوفة بالمخاطر

لكن تحمل حجم الثقل المتوقع من البنك الجديد، غير واضح، وربما تكون قاعدة ودائع "PMC" المسجلة في مارس 2020 والبالغة 107 مليارات روبية (1.5 مليار دولار)، قد تقلصت بعد أن خفف البنك المركزي الهندي، قيود السحب في يونيو من العام الماضي، ولم يعد هناك الكثير من الأصول الجيدة المتبقية التي يمكن تحقيق عائد منها.

كما أن 80% من دفتر قروض البنك البالغ 45 مليار روبية أصبحت معدومة في مارس من العام الماضي، وقد يكون أحد الخيارات هو تقليص ودائع المودعين في "PMC" وإعطائهم حصصا في البنك الجديد - بخلاف ما سيحصلون عليه من مؤسسة ضمان الودائع - وكل ذلك سيعتمد على الصفقة التي يبرمها المشرع نيابة عنهم.

جولة تمويل

وبخلاف ذلك، فإن سجل الشركة نظيف تماماً، ولم تنضم "بهارات بي"، التي تسمح للتجار بقبول المدفوعات من أي من التطبيقات العديدة الشائعة بين المستهلكين، حتى الآن، لنادي شركات "اليونيكورن" التي لا يقل تقييمها عن مليار دولار.

لكن موقع "تك كرانش" ذكر أن جولة تمويل بقيادة "تايغر غلوبال" (Tiger Global) ستساعدها بسهولة على تخطي تلك العقبة، وستستخدم الأموال في إنشاء بنك من العصر الجديد، وسيؤدي تقييم الجدارة الائتمانية لشركات التجزئة من خلال بيانات العملاء في الوقت الفعلي، وجعل ذلك أساساً لتسعير قروض رأس المال العامل، إلى الاستغناء عن الحاجة لإنشاء شبكة فروع مادية مكلفة.

وتعتمد عشرات الملايين من متاجر التجزئة الصغيرة في الهند على العلاقات الشخصية مع تجار الجملة للحصول على قروض، وبالتالي فإن وضعهم تحت مظلة الإقراض الرسمي من شأنه أن يسحبهم إلى شبكة الضرائب، ويساعد في تخفيف أزمة الموارد للحكومة التي شهدت تفجر مستويات ديونها بسبب أزمة كوفيد- 19.

تجربة جديدة

وبالنسبة لـ "بيندرا"، فإن الوقت حان لتجربة شيء مختلف عن بناء الإمبراطوريات من خلال نموذج مؤسسات التمويل البنكية القديمة من قبل التكتلات الكبيرة.

وفي الهند، لطالما كان أخذ الشركات المدينة سيئة الإدارة عبر عملية إفلاس رسمية أو التوصل إلى تسوية مع مالكيها المؤثرين سياسياً صعباً مثل خلع الأسنان.

ومؤخراً، أصبح استخلاص رأس المال من الشركات المنهارة مزحة مؤلمة، ويسفر عن معدلات استرداد قروض تتراوح من 4% إلى 6% للدائنين.

بنوك متعثرة

وفي غياب الآلية الرسمية للتعامل مع انهيارات البنوك، نتوقع المزيد من الترتيبات الخاصة، وترسل دعوة البنك السنغافوري "دي بي إس غروب هولدينغز ليمتد" (DBS Group Holdings Ltd) للاستحواذ على أصول والتزامات البنك المتعثر "لاكشمي فيلاس بنك ليمتد" (Lakshmi Vilas Bank Ltd) رسالة قوية مفادها أن البنك المركزي الهندي تعلم درسه من نصف عملية الإنقاذ المخيبة للآمال لـ"يس بنك ليمتد" (Yes Bank Ltd)، وهو مقرض شركات رئيسي سمح له بالمضي قدماً مترنحاً كمقرض مستقل.

ويمكن لضربة الحظ المفاجئة لشركة "بهارات بي" أن تقدم نموذجاً لإعادة رسملة البنوك الهندية في عصر ما بعد كوفيد.

واستجاب البنك المركزي الهندي، للوباء من خلال خفض أسعار الفائدة، وتوفير سيولة تعادل حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي.

وعندما يتم سحب هذه الأموال بالأخير، ستحتاج المزيد من البنوك ذات خزائن رأس المال المستنزفة إلى منازل جديدة، وإذا كان محافظ المركزي الهندي، سيلعب دور السيدة القلوق، بينيت، من "برايد آند بريجاديس" (Pride and Prejudice)، فربما ستلعب شركات التكنولوجيا المالية العاشقة الأخرى دور مستر دارسي.