الاتحاد الأوروبي يضع معايير أكثر صرامة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية

أوروبا تضع معايير صارمة لإنتاج بطاريات صديقة للبيئة
أوروبا تضع معايير صارمة لإنتاج بطاريات صديقة للبيئة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطِّط أوروبا لفرض متطلَّبات بيئية أكثر صرامة على البطاريات، مع بدء تطبيق إصلاحات اقتصادية جذرية لتعزيز صناعة السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة.

ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى وضع معيار عالميٍّ للسوق سريع النموِّ لتصنيع البطاريات، وذلك من خلال اقتراح لوائح الطاقة النظيفة في ديسمبر المقبل. وتهدف هذه المعايير إلى ضمان أنَّ كلَّ البطاريات التي يُسوَّق لها في منطقةٍ صديقةٍ للبيئة طَوال دورة حياتها.

وقال فيرجينيوس سينكفيشيوس، مفوَّض شؤون البيئة في الاتحاد الأوروبي، في مقابلة: "في تقديرنا سيصبح الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر سوق عالمية للبطاريات"، موضحاً أنَّ عدد البطاريات المطروحة في سوق الاتحاد الأوروبي وأهميتها، سيزيدان على مدى الأعوام المقبلة، كما أنَّ استدامة هذه البطاريات لا ينبغي أن تتخلَّف عن الركب.

وكان الاتحاد الأوروبي قد استثمر بالفعل مليارات في مشروع "التحالف الأوروبي للبطاريات" الذي يتنافس مع آسيا، التي تُعدُّ المزوِّد الوحيد في الوقت الراهن لبطاريات السيارات الكهربائية الموجودة في أوروبا.

وبحسب تقديرات المفوَّضية الأوروبية، فمن المتوقَّع ارتفاع القيمة السوقية لقطاع البطاريات في المنطقة إلى 250 مليار يورو (300 مليار دولار) مع حلول عام 2025، للوصول إلى قدرة إنتاجية قادرة على تلبية الطلب في صناعة السيارات.

وفي أوروبا، يقود كلٌّ من ألمانيا وفرنسا، موطن كبار مصنٍّعي السيارات، الجهودَ المبذولة لإطلاق صناعة البطاريات الأوروبية. وبالإضافة إلى ذلك وافق الاتحاد الأوروبي، العام الماضي، على تقديم ما يصل إلى 3.2 مليار يورو كمساعدات لمشروعٍ مشترك، يجمع بين سبع دول، ويضم شركات صناعية عملاقة، مثل شركة "باسف"، وصانع السيارات "بي إم دبليو"، ومجموعة "بي إس إيه".

وأوضح سينكفيشيوس أنَّ فكرة جعل البطاريات أكثر صداقة للبيئة، ستتطلب من الاتحاد الأوروبي اللجوء إلى مصادر أكثر مسؤولية تجاه المواد الخام، التي تستخدم بدورها الطاقة النظيفة في الإنتاج، وتعمل على خفض نسبة المواد الخطرة، وتعزيز مستوى الكفاءة في استخدام الطاقة، وتحسين استدامتها.

وأشار أيضاً إلى أنَّ القواعد الجديدة ستؤثِّر في البطاريات المصنَّعة في الاتحاد الأوروبي، المكوَّن من 27 دولة، وتنطبق على البطاريات التي تُستورَد من الخارج أيضاً.

وأضاف مفوَّض شؤون البيئة في الاتحاد الأوروبي أخيراً: "يجب تطبيق إطار العمل الجديد على كل أنواع البطاريات، وكل أنواع كيمياء البطاريات، سواء كانت تُباع بشكل منفصل، أو تُدرج ضمن المنتجات، فمثل هذه الخطوة ستضمن خضوع أنواع البطاريات المختلفة لالتزامات متشابهة، ولكنها متباينة".

الصفقة الخضراء

يُعدُّ المستقبل الكهربائي المتزايد للمنطقة جزءاً من الصفقة الخضراء، وهي استراتيجية شاملة من شأنها التأثير في كل جوانب الاقتصاد في أوروبا، إذ يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى خفض الانبعاثات الصادرة عن وسائل النقل بنسبة 90 %، وذلك من أجل تحقيق هدفه الذي يتمثَّل في التخلص تماماً من انبعاثات الغازات الدفيئة مع حلول عام 2050.

وبدأت سوق السيارات الكهربائية الآخذة في النموِّ في أوروبا جذب صانعي البطَّاريات، إذ أعلنت شركة "SVolt Energy Technology" الصينية مؤخَّراً أنها تعتزم الانضمام إلى شركة "Contemporary Amperex Technology" في افتتاح مصنع في ألمانيا، في حين تخطط شركة "باناسونيك"، مورِّد البطاريات لصانع السيارات الكهربائية "تسلا"، لبدء مشروع تجاريٍّ متعلِّق بالبطاريات في النرويج.

وفي بداية شهر نوفمبر، قال صانع السيارات الألماني "بي إم دبليو" إنَّّ كلَّ مصانعه الألمانية، ستنتج على الأقل سيارةً كهربائيةً واحدةً بشكل كامل مع حلول نهاية عام 2022.