صانعة لعبة "فارم فيل" الشهيرة.. تتوسع في منصات أخرى لإضافة إيرادات بمليار دولار

شركة "زينجا" ستطرح أول ألعابها على "نينتندو سويتش" العام الحالي
شركة "زينجا" ستطرح أول ألعابها على "نينتندو سويتش" العام الحالي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبدو أن مخضرم ألعاب الفيديو ورئيس شركة "زينجا" (Zynga)، فرانك جيبو، ، قد عاد من حيث بدء في قطاع ألعاب الفيديو.

فمنذ عشر سنوات، حين كان في شركة "إلكترونيك آرتس"، ساعد التنفيذي السابق هناك على تطوير ألعاب ذات أسماء شهيرة مثل "ستار وورز"، و"باتيلفيلد"، لتطرح على كل من وحدات ألعاب الفيديو، وأجهزة الحاسوب الشخصية.

ثم أدار بعد ذلك الأعمال المتعلقة بالهواتف الذكية للشركة، حيث كان يحاول صنع نسخ مُصغرة، من ألعابه الأكثر شهرة، لتطرح على الهواتف الذكية.

إيرادات بمليار دولار سنوياً

حالياً، يدير "جيبو" البالغ من العمر 52 عاما "زينجا"، وهو يضع نصب عينيه تحدٍ جديد، وإن كان يبدو مألوفاً.

حيث يريد "جيبو" تحويل "زينجا" من شركة تصنع ألعاب الهاتف، إلى مطورة ألعاب ناجحة لوحدات الألعاب والحواسيب الشخصية.

ومنذ أن أصبح المدير التنفيذي لشركة "زينجا" في عام 2016، استطاع أن يقلب الأحوال في إستوديو الألعاب الذي كان يكافح من قبل.

ويرى "جيبو" حالياً فرصة لإضافة إيرادات تزيد على مليار دولار سنوياً للشركة، من خلال النمو إلى ما أبعد من نقاط قوة "زينجا" مع ألعاب الهواتف والأجهزة المحمولة.

منصات متعددة

هذا التحوّل الذي يُعرف بالدفع عبر المنصات، سيخلق ألعاباً مناسبة لأجهزة الحاسب الآلي، ولوحدات الألعاب مثل "ينتندو سويتش".

وهو الأمر الذي يشكل فرصة كبيرة للشركة التي حققت إيرادات بـ 2.3 مليار دولار خلال العام الماضي، ويقدم فرصة لإثبات إمكانية "زينجا" على المنافسة مع كبرى شركات القطاع، مثل "إلكترونيك آرتس"، وغيرها وذلك في ملعبهم الرئيسي.

وقال "جيبو" في مقابلة: "نحن مؤمنون بشدة بذلك وسندخل بكل ثقلنا".

لعبة "فارم فيل"

وعندما انضم "جيبو" لشركة "زينجا" منذ خمس سنوات، كانت لا تزال الشركة تعيش على أطلال لعبة الهاتف المحمول "فارم فيل"، وهي أشهر ألعابها وأكثرها نجاحاً.

وفي 2009، ساعدت لعبة محاكاة الزراعة هذه "زينجا" على ريادة الترفيه على وسائل التواصل الاجتماعي، وتسللت إلى ملايين الحسابات على "فيسبوك" وإلى الهواتف الذكية، من خلال تقديم نهج جديد إدماني للألعاب. وقد تبعتها الشركة بمنتجات أخرى، مثل "ووردس ويذ فريندز" و"سيتي فيل".

لكن جاذبية "زينجا" بدأت تتلاشى، وبحلول عام 2016، عندما انخفضت المبيعات السنوية لثلاث مرات على التوالي في أربع سنوات سابقة، كان من الواضح أن الشركة بحاجة إلى تغيير.

وشرع "جيبو"، ذو الشعر الرمادي القصير والذي غالباً ما يرتدي سترة رياضية، في تحويل "زينجا" إلى شيء مختلف تماماً، حيث أنفق المليارات على عمليات الاستحواذ، وجلب للشركة مجموعة من الألعاب المتوافقة مع الهواتف المحمولة، كما وظف قوى عاملة عالمية.

وقد حصلت الشركة على دفعة إضافية خلال عمليات الإغلاق الناتجة عن الوباء، وهو ما ساعد على ارتفاع أسهمها بنسبة 61% خلال العام الماضي.

"ستار وورز"

حالياً، يعد الدفع نحو المنصات المتعددة، الخطوة التالية الرئيسية للشركة. وقال "جيبو" إن الشركة، التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو، لديها عشرات الموظفين الذين يعملون على عدد من الألعاب التي يمكن تشغيلها ليس فقط على الأجهزة المحمولة، وإنما أيضاً على أجهزة الحاسب الآلي أو وحدات الألعاب.

وستكون أول لعبة لشركة "زينجا" من هذا النوع" هي "ستار وورز: هانترز"، التي من المقرر صدورها في وقت لاحق من العام الحالي، على الهاتف المحمول، وعلى منصة "نينتندو سويتش" كذلك.

ويعد التوسع أمراً ضرورياً، إذا أرادت الشركة مواصلة النمو بوتيرة متسارعة. وقد زادت مبيعات "زينجا" بنسبة 45% على الأقل سنوياً خلال العامين الماضيين، ويرجع ذلك جزئياً إلى عمليات الاستحواذ.

وقال مات كانترمان، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس"، إنه مع استمرار عمليات الاندماج في القطاع، أصبح من الصعب العثور على فرص الاستحواذ.

وقال: "لم يعد هناك الكثير من الشركات ذات الحجم المناسب للشراء بالنسبة لهم".

تغييرات في قطاع ألعاب الهاتف

تؤثر التغيرات التي تطال القطاع بأكمله على أعمال شركة "زينجا" كذلك. فعلى سبيل المثال، تجعل "أبل" تتبع نشاط المستخدمين أمراً أكثر صعوبة بالنسبة للشركات، وهو ما يمثل تحدياً لمبيعات الإعلانات بالنسبة للشركات. كما أن شركة "غوغل " تتحرك في نفس الاتجاه.

وهو الأمر الذي قد يمثل صفعة لشركات ألعاب الهواتف المحمولة، التي تقدم منتجاتها عادة مجاناً، وتعتمد على الإعلانات لتعزيز الإيرادات.

إلا أن "زينجا" تعد بالفعل أقل اعتماداً على أموال الإعلانات من بعض منافسيها، حيث جاءت نحو 16% من إيراداتها خلال العام الماضي فقط من الإعلانات، وفقا لبيانات "بلومبرغ".

استراتيجية متعددة الجوانب

توصّل فريق "جيبو" مؤخراً إلى نهج جديد متعدد الجوانب لزيادة المبيعات. وتشمل الخطة، بالإضافة إلى التوسع إلى منصات مختلفة، استمرار توسع الشركة دولياً، وتقديم ألعاب أسهل للمستخدمين العاديين.

وحتى في ظل الرياح المعاكسة في سوق الإعلانات، فإن "زينجا" تتطلع للحصول على المزيد من العائدات من هذا المصدر من خلال إدارة شبكتها الإعلانية الخاصة، وقال جيبو، إن كل من هذه المساعي يمكن أن يدر مليار دولار إضافية للشركة.

مضيفاً: "نعتقد أننا نستطيع مضاعفة قيمة الشركة في السنوات القليلة المقبلة".

من جهته، قال دوغ كلينتون، الشريك الإداري في "لوب فينتشرز"، وهي شركة رأس مال مغامر مقرها مينيابوليس، إن إنشاء ألعاب تعمل على منصات متعددة ربما يمثل الفرصة الأكبر للنمو لـ"زينجا".

وارتفعت أسهم "زينجا" بنسبة 5% تقريباً خلال العام الحالي حتى نهاية الأسبوع الماضي، لتصبح قيمتها السوقية 11 مليار دولار، وشكّل التوسع الدولي، مثل شراء شركة "بيك غيمز" التركية العام الماضي، جزءاً كبيراً من نمو "زينجا"، وحوّل قوتها العاملة.

وفي نهاية الربع الأول، كان أغلب موظفي "زينجا" البالغ عددهم ألفين و400 موظف بدوام كامل، يعملون في الخارج، بينما عندما انضم جيبو إلى "زينجا" في 2016، كانت غالبية الموظفين في سان فرانسيسكو.

وتقاوم "زينجا" إلى حد ما توغلاً في أراضيها كذلك، حيث تتوسع "إلكتورنيك آرتس" و"تيك-تو إنتر أكتيف سوفت وير" في ألعاب الهواتف المحمولة منذ سنوات، كما استحوذت "أكتيفيجن بليزارد" على صانعة لعبة الهاتف الشهيرة "كاندي كراش" في 2015.

رسومات أفضل

لكن الدخول إلى مجال ألعاب الحواسيب الشخصية ووحدات الألعاب، لن يكون سهلاً، إذ عادة تكون الألعاب في هذه المنصات أكثر توسعاً في رسوماتها وطريقة اللعب، ويكون لدى العملاء توقعات أعلى منها.

وقد اشترت "زينجا" مؤخراً إستوديو "إتشترا غيمز "، الذي ساعد مؤسسها على تصميم ألعاب مثل "ديابلو"، و"تورش لايت"، لتحسين خبرتها في هذا المجال.

وقال كلينتون: "من الواضح أن "زينجا" تعد بمثابة أرض لألعاب الهاتف في الأصل، لذا يتعين عليها تطوير بعض المهارات الجديدة لتكون جيدة عند العمل على منصات مختلفة.

وأضاف: "يبدو أنهم درسوا الأمر جيداً، لكن يتعين علينا أن نتوقع أن يستغرق هذا الأمر وقتاً".

وفي لعبة "ستار وورز هانترز"، سيتمكن اللاعبون من أن يصبحوا صيّادي جوائز، أو يكونوا ضمن قوات صاعقة تابعة لإمبراطوريات، ويخوضوا نزاعات مع بعضهم البعض في بيئة مستوحاة من مواقع تصوير أفلام "ستار وورز " الشهيرة، وستكون اللعبة مجانية حتى على منصة "ناينتندو"، ولكن مثل معظم منتجات الهواتف، سيعرض على اللاعبين شراء الكثير أثناء اللعبة.

وعلى الشركة أن تحرص على تحقيق التوازن الصعب، من حيث عدم وضع اللاعبين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة، في وضع حرج مقارنة بمن يلعب اللعبة على وحدات الألعاب. ولا يختلف الأمر فيما يتعلق بمحاولة "زينجا" لتحقيق التوازن بين أعمالها المزدهرة في مجال الأجهزة المحمولة، والرغبة في التوسع في أماكن أخرى.

وقال جيبو: "بينما سندخل تحسينات فيما يتعلق بالتجربة"، وتابع: "الكيفية التي تكون فيها المنافسة يجب أن تكون عادلة".