"شاي الفقاعات" يمنح زوجين ثروة بقيمة 2.2 مليار دولار

مشروبات مختلفة بمتجر شاي فقاعات "نايوكي هولدينغز" في شنغهاي، الصين
مشروبات مختلفة بمتجر شاي فقاعات "نايوكي هولدينغز" في شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في عام 2014، رهنت "بينغ زين" وزوجها "زاو لين" منزلهما كضمان للحصول على قرض مصرفي لإنجاز أعمالهما الوليدة في صنع شاي الفقاعات.

اليوم، تقدر قيمة الشركة التي قاما بتأسيسها، "نايوكي هولدينغز" (Nayuki Holdings)، بـ3.8 مليار دولار. تبلغ قيمة حصص الزوجين حوالي 1.1 مليار دولار لكل منهما، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للأثرياء.

في مقابلة معها، تقول بينغ، المدير التنفيذي والمدير العام للشركة: "لم يكن قراراً متهوراً. لقد أمضينا حوالي عامين في اختبار مشروباتنا في الشارع قبل افتتاح أول متجر لنا".

حققت "نايوكي" التي بدأت بثلاثة فروع في مدينة شينزين بجنوب الصين، طفرة في سوق مشروبات الشاي الراقية، التي شهدت توسّعها إلى أكثر من 560 متجراً في أكثر من 70 مدينة، معظمها في الصين. لكن بعض المحللين أعربوا عن قلقهم حول مدى قدرة الشركة التي تتكبد خسائر حالياً على التحول وتحقيق أرباح والحفاظ عليها.

سوق شاي الفقاعات

ظهر شاي الفقاعات في تايوان في الثمانينيات، ثم اكتسب شهرة بعد ذلك، وانتشر في أماكن أخرى في آسيا. ورغم ارتباطه بــ"كرات التابيوكا" التي تمثل "الفقاعات" في الاسم، إلا أن إصدار "نايوكي" غالباً ما يحتوي على عناصر مختلفة مثل الفواكه الطازجة أو طبقات الجبن الكريمية.

تستحوذ "نايوكي"، التي جمعت حوالي 656 مليون دولار في اكتتابها العام الأولي، على حوالي 19% من سوق مقاهي الشاي الحديثة الفاخرة من حيث إجمالي استهلاك التجزئة في عام 2020، بحسب ما ذكرت الشركة في نشرة الاكتتاب العام الأولي، نقلاً عن تقرير "تشاينا إنسايت إندستري كونسلتانسي" (China Insights Industry Consultancy)، ما يضعها في المرتبة الثانية بالسوق، وفقاً للشركة. فهناك لاعب رئيسي آخر هو شركة "هاي تي" (HeyTea)، التي تأسست عام 2012 والمسيطر عليها بشكل وثيق.

التقت "بينغ"، التي تبلغ من العمر 33 عاماً، "زاو" وتزوجا في مدينة شنزين التي تُعدّ مركز التكنولوجيا في البلاد. وكانت تعمل نائباً للأمين العام لشركة برمجيات قبل أن تؤسس الشركة. في حين عمل "زاو"، 42 عاماً، رئيس مجلس إدارة "نايوكي"، سابقاً في العديد من شركات المواد الغذائية بما في ذلك وحدة "برغر كينغ" في شينزين. يمتلك كل من الشركاء المؤسسين حوالي 28% من "نايوكي". ورفضت الشركة التعليق على صافي ثروتها.

توسع "نايوكي"

تتذكر "بينغ" عندما قاما بوضع منزلهم رهناً لضمان القرض المصرفي وتقول: "كان أصدقاؤنا وعائلتنا قلقين علينا في ذلك الوقت... لكننا وفريقنا كنا مؤمنين بخيارنا".

تقع أكثر من 90% من منافذ بيع "نايوكي" في البر الرئيسي للصين في مدن المستوى 1 والمستوى 2، وهي العلامة التي تمنحها الصين للمناطق الحضرية المتقدمة. كما أن لديها متجراً واحداً في هونغ كونغ وآخر في اليابان.

تهدف الشركة إلى فتح 300 فرع إضافي هذا العام، و350 فرع آخر في عام 2022، معظمها عبارة عن متجر جديد يسمى "نايوكي برو"، والذي يقوم ببيع أيضاً القهوة ومنتجات المخابز الأصغر حجماً لجذب العاملين في المكاتب، بحسب "بينغ" التي تضيف: "تطلق "نايوكي" مشروباً جديداً كل أسبوع منذ العام الماضي لدفع العملاء الأصغر سناً للعودة إلى متاجرها". وتوضح أن معظم مبيعات الشركة تتم عبر الإنترنت خاصة بعد أن قامت جائحة كورونا بتغيير عادات المستهلكين.

تقول "بينغ": "بعد الوباء، أصبح 70% من طلباتنا تتم من منصات الإنترنت. حيث اعتاد العملاء سابقاً القدوم إلى متاجرنا في مجموعات مكونة من ثلاثة أو أربعة أشخاص لمقابلة بعضهم البعض وتناول الطعام، ولكننا نجد الآن المزيد منهم يطلبون مشروباً عبر الإنترنت متى رغبوا في ذلك".

حققت الشركة عائدات بنحو 3.1 مليار يوان (480 مليون دولار) العام الماضي، وخسارة صافية بنحو 203 ملايين يوان.

سوق الشاي وتحدي الربحية

على الرغم من التوقعات بأن يحقق سوق الشاي في الصين أداءً إيجابياً في الفترة المقبلة، يظل موضوع تحقيق الربحية المستدامة لـ"نايوكي" وغيرها من الشركات في الصناعة مصدر قلق، وفقاً لجيسون يو، المدير الإداري لشركة الأبحاث "كانتر وورلد بانل غريتير تشاينا" الذي أضاف : "لا يزال تحديث سلسلة التوريد بأكملها لدفع المزيد من الكفاءة هو التحدي الرئيسي أمام شركة "نايوكي" ونظرائها".

كيني إنج، محلل الأوراق المالية في شركة "إيفر برايت سن هونغ كاي" في هونغ كونغ، قال إن "نايوكي" قد تحقق دفعة من توسعها، لكن يبقى السؤال الأكبر هو ما إذا كانت ستكون قادرة على الاستمرار في ذلك على المدى الطويل مضيفاً: "أعتقد أنه لا يزال أمام "نايوكي" مجال كبير لتحسين ربحيتها من خلال توسيع نطاق شبكة المتاجر خلال ثلاث إلى خمس سنوات القادمة. لكن التحديات الحقيقية للنمو المستدام ستأتي بعد ذلك".

قالت بينغ، إن الشركة تعمل على خفض التكاليف وتعزيز الكفاءة، مثل أتمتة العمليات كثيفة العمالة بما في ذلك تقطيع الفاكهة وعجن العجين. وأضافت: "نأمل أن تصبح "نايوكي" علامة تجارية يرغب العملاء في العودة إليها كل يوم. نريدها أن تصبح شيئاً يمكننا القيام به طوال حياتنا".