شركة ألعاب إلكترونية ناشئة تستهدف أسواق الولايات المتحدة

الألعاب الإلكترونية شهدت نمواً متزايداً خلال الفترة الماضية
الألعاب الإلكترونية شهدت نمواً متزايداً خلال الفترة الماضية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتجه رجل الأعمال كارلوس أوكيلوتي رودريغيز، المتخصص في ألعاب الفيديو، إلى سوق الترفيه الأمريكي بعد تأسيسه واحدة من كبريات شركات امتيازات الرياضات الإلكترونية الأوروبية.

وقال اللاعب المحترف السابق لـ"بلومبرغ"، إنَّه يُجري محادثات مع العديد من منصات البث الأمريكية لتطوير وبيع المحتوى، من خلال الاعتماد على فرق عمل شركة "جي 2 إي سبورتس"G2 Esports، ومقرُّها برلين، بالإضافة إلى نجومها الرياضيين، والعلامة التجارية، "ساموراي ووريور" Samurai warrior.

ينضمُّ رودريغيز إلى مجموعة متنامية من شركات الألعاب التنافسية التي تسعى لتحويل البطولات المعروضة مباشرة على منصات، مثل "تويتش"Twitch، إلى برامج تلفزيونية، ومقاطع الفيديو على الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى الأفلام.

أضاف رودريغيز: "أستطيع أن أرى بوضوح مسار علامة الساموراي بعد بضع سنوات من الآن، فهي ستظهر في أفلام هوليوود. هذه سيرة حياتي الذاتية، وأعدكم أنَّ هذا سيحدث في مرحلة ما".

كان "رودريغيز"، البالغ من العمر 31 عاماً، لاعباً بارزاً في شركة "إس كيه غيمينغ"SK Gaming، المدعومة من شركة "دويتشه تليكيوم"Deutsche Telekom AG، قبل أن يقوم بتأسيس "جي 2" في عام 2015، كما كان الإسباني أيضاً من أوائل اللاعبين المحترفين الذين قاموا ببثِّ ألعابه مباشرة منذ حوالي عقد من الزمان، ليؤسس بذلك قاعدة من المعجبين المخلصين، وليقوم بعدها ببيع منتجاته الخاصة.

جعل "رودريغيز" من نفسه نجم مقاطع الفيديو التسويقية لشركة "جي 2"، فقد ملأها بالنكات، والهزل، والإشارات إلى الثقافة الشعبية. وفي شهر يناير، عقد صفقة ممتدة لعدة سنوات مع "أديداس"، لكي يقوم بسلسلة من المقاطع التي تُحاكي أفلام "المذيع"، و"الماتريكس"، و"مملكة الخواتم"، و"ملحمة الفضاء".

وقال "رودريغيز": "يريد الناس أن ينحازوا لنا أو ضدنا، وستكون في أفضل وقت عندما يحبك 50%، ويكرهك 50% من الآخرين".

وسيطرت "جي 2" على بطولات "دوري الأبطال" League of Legends الأوروبية الأخيرة، وتنافست بنجاح ضدَّ فرق من آسيا وأمريكا الشمالية. توظِّف الشركة حالياً حوالي 85 شخصاً، وتعمل مع 80 لاعباً ومدرباً في مجال الرياضات الإلكترونية، بالإضافة إلى صانعي المحتوى.

اختبار السوق

لدى "جي 2" الملايين من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصلت على أكثر من 8.3 مليون دولار من أموال الجوائز، لتصبح ضمن أفضل 20 فريقاً عالمياً، وفقاً لموقع "إي سبورتس إيرنينغز" esportsearnings.com.

وسيختبر دخول الشركة إلي السوق الأمريكي ما إذا كان بإمكان الفرق الأجنبية اكتساب قوة جذب في صناعة يُهيِّمن عليها اللاعبون المحليون. وستتنافس الشركة على جذب انتباه الكثير من المنظَّمات الراسخة والمموَّلة جيداً، مثل "تي إس إم" TSM ، ومقرُّها لوس أنجلوس، و"فازي كلان" FaZe Clan ، و"إن آر جي إي سبورتس"NRG Esports ، المدعومة من شاكيل أونيل، لاعب كرة السلة السابق في الدوري الأمريكي للمحترفين.

وخلال الشهر الماضي، أعلنت شركة "جي 2" عن سلسلة جديدة من برنامجها التلفزيوني الواقعي للألعاب، "ماكينغ ذا سكواد" Making the Squad، كما عقدت صفقات رعاية مع كلٍّ من "أديداس"، و"رالف لورين"، و"بيتواي، المتخصصة في المراهنات الإلكترونية. وفي الشهر الماضي أيضاً، قالت الشركة، إنَّها ستُقدِّم رموزاً غير قابلة للاستبدال بالشراكة مع منصة "بوندلي" Bondly.

تضاعُف المستخدمين

ونمت الرياضات الإلكترونية من مجتمع محدود من المتحمِّسين إلى عمل تجاري عالمي، استقطب رعاة رئيسيين من أمثال "كوكا كولا"، و"إل في إم إتش"، و"بي إم دبليو"، الذين أرادوا الوصول إلى الجماهير الأصغر سناً المبتعدين عن وسائل الإعلام التقليدية.

يستخدم المعجبون موقع "تويتش"، التابع لشركة "أمازون"، وخدمة "يوتيوب" التابعة لمنافسها "غوغل"، لمشاهدة اللاعبين المحترفين. ولم يؤدِ تخفيف القيود على الوباء، وعودة ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في العديد من المناطق إلى وقف نمو الصناعة، بل تضاعف متوسط ​​عدد مشاهدي "تويتش" تقريباً في شهر يونيو مقارنة بالعامين الماضيين.

وبرغم أنَّ لدى "جي 2" متابعين فعلياً في الولايات المتحدة، إلا أنَّه يمكنها جني المزيد من الأرباح من خلال وجود محلي أقوى. وتضمُّ آسيا أكبر قاعدة من المعجبين بسوق الرياضات الإلكترونية، لكن تميل الولايات المتحدة إلى احتلال المرتبة الأولى من ناحية الجوائز المالية، وشراكات العلامات التجارية، ومبيعات البضائع. كما أنَّها الدولة التي تدفع فيها الصناعة بكل قوتها، لكي تحقّق دخلاً من حقوق الوسائط.

من جانبها، أسست شركة "ألايد إي سبورتس"Allied Esports الأمريكية استوديو إنتاج لتطوير مكتبة محتوى لمنصات الفيديو عند الطلب، بالاعتماد على عرض الدورات الحيّة المعاد تجميعها، وقصص فرق الرياضات الإلكترونية المختلفة، وحياة أفضل لاعبيها.

وقال جود هانيغان، الرئيس التنفيذي لـ"ألايد إي سبورتس": "إذا كنت تريد دولارات أمريكية، فأنت بحاجة إلى تفعيل نشاطك في الولايات المتحدة. فمثلاً، إذا أبرمت صفقة مع (كوكاكولا) هنا، فأنت لن تقوم بتفعيلها في أوروبا. هذه ليست طريقة إنفاق العلامات التجارية عادة".