رصد تسريب هائل لغاز الميثان في قلب أكبر مركز للفحم بالصين

سحابة غاز الميثان جرى رصدها فوق مقاطعة "شانشي" في 18 يونيو 2021
سحابة غاز الميثان جرى رصدها فوق مقاطعة "شانشي" في 18 يونيو 2021 المصدر: nbsp&؛ شركة "كايروس أس أيه أس"
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رُصدت سحابة هائلة من غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية التي تساهم بشكل رئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري، في أكبر منطقة لإنتاج الفحم في الصين.

يعدُّ التسرُّب في مقاطعة "شانشي" الشمالية الشرقية أحد أكبر التسربات التي تنسبها شركة التحليلات الجغرافية "كايروس أس أيه أس" (Kayrros SAS) حتى الآن إلى قطاع الفحم العالمي، ومن المحتمل أن تكون ناتجة عن عمليات تعدين متعددة.

تظهر التفاصيل للبيانات التي جرى التقاطها عبر الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء الأوروبية السحابة على بعد 90 كيلومتراً (56 ميلاً) شرق مدينة "تاي يوان"، عاصمة مقاطعة "شانشي"، في مدينة "يانغ تشيوان"، حيث يوجد بالمنطقة 34 منجمَ فحم، وفقاً لمكتب مقاطعة "شانشي" للطاقة.

لم تستجب إدارة البيئة في مقاطعة "شانشي"، ومكتب الطاقة بالمقاطعة، ووزارة البيئة الصينية لطلبات التعليق.

وبحسب شركة كايروس؛ فإنَّ معدل الانبعاثات اللازم لإنتاج السحابة التي لوحظت في صورة القمر الصناعي في 18 يونيو الماضي سيكون عدة مئات من الأطنان المترية في الساعة. للمقارنة، فإنَّ انبعاثاً بمقدار 200 طن في الساعة سيكون له تقريباً ما يعادل ارتفاع درجة حرارة المناخ في العقدين الأولين بمثابة 800 ألف سيارة تقود بسرعة 60 ميلاً في الساعة، وفقاً لمجموعة صندوق الدفاع عن البيئة الأمريكية.

تعدُّ الصين أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم. كما يوفِّر القطاع أكبر فرصة للبلاد للتخفيف من انبعاثات الميثان، وفقاً لتقييم الأمم المتحدة. في شهر مارس الماضي، تضمَّنت أحدث خطة خمسية للصين- ولأوَّل مرة- تعهداً باحتواء الغاز الذي يحبس ما يقرب من 80 مرة من الحرارة أكثر من ثاني أكسيد الكربون في العشرين عاماً الأولى بعد إطلاقه.

الهدف الأوسع للرئيس "شي"

وضع الرئيس شي جين بينغ طموحاً للبلاد لبدء الحدِّ من استخدام الفحم اعتباراً من عام 2026 في طريقها إلى هدف أوسع يتمثَّل في بلوغ ذروة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول نهاية العقد، والوصول إلى حياد الكربون بحلول عام 2060.

ركَّزت الجهود المبذولة للحدِّ من استخدام الفحم إلى حدٍّ كبير على الكمية الكبيرة من ثاني أكسيد الكربون المتولِّدة عند حرقه. لكنَّ تعدين الوقود يمثِّل مشكلة أيضاً، لأنَّ المنتجين كثيراً ما يسمحون بإطلاق غاز الميثان المحاصر في العمليات تحت الأرض لتقليل مخاطر الانفجار.

يمكن أن يستمر تسرُّب غاز الميثان لفترة طويلة بعد إغلاق المناجم أو التخلي عنها، ومن المتوقَّع أن يكون القطاع مسؤولاً عن حوالي 10% من انبعاثات الغاز من صنع الإنسان بحلول نهاية العقد، وفقاً لمبادرة الميثان العالمية.

قال صندوق الدفاع عن البيئة في تقرير له، إنَّه لتحقيق أهدافها الحيادية للكربون لعام 2060، يتعيَّن على الصين إنشاء نظام استثمار وتمويل يعالج خفض غاز الميثان. وقد يكون من المنطقي أيضاً أن تتخذ شركات التعدين أنفسها خطوات إضافية لالتقاط انبعاثات غاز الميثان، إذ يمكن استخدام الغاز لتوليد الطاقة، أو تجفيف الفحم أو كوقود إضافي، وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية.

يأتي تحليل سحابة مقاطعة "شانشي" بعد عمل سابق لرصد انبعاثات غاز الميثان في دول مثل روسيا وجنوب إفريقيا، إذ يعمل العلماء على تحديد أكبر مصادر الانبعاثات. البيانات الحالية ليست متكاملة على الصعيد العالمي حتى الآن، ويمكن أن تتأثر عمليات مراقبة الأقمار الصناعية بالغطاء السحابي، وهطول الأمطار، وشدة الضوء المتفاوتة. يمكن أن تواجه الأقمار الصناعية أيضاً صعوبة في تتبُّع الانبعاثات والتسريبات البحرية في مناطق خطوط العرض العليا.