تعرَّف على من جمع المليارات من السيارات الكهربائية

ايلون ماسك، مؤسس ورئيس شركة تسلا
ايلون ماسك، مؤسس ورئيس شركة تسلا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصل إيلون ماسك صعوده المذهل في عام 2020 نحو آفاق جديدة هذا الأسبوع فهو على وشك أن يصبح رئيساً لشركة من شركات مؤشر "اس أند بي 500" (S&P 500)، وذلك بعد أيام قليلة فقط من إعلانه ثاني أغنى إنسان على وجه الأرض بثروة تقدر بـ139 مليار دولار.

ولكن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" ليس رائد الأعمال الوحيد في عالم السيارات الكهربائية الذي سجَّل نسبة ثراء مذهلة هذا العام، لأنَّ بعض منافسيه يعملون على زيادة صافي ثرواتهم بمعدل أسرع، بحسب مؤشر بلومبرغ للأثرياء.

وكان "وليام لي"، مؤسس شركة "نيو إنك" (Nio Inc)، قد حقق ثراء بمعدل 12 ضعفاً في عام 2020 من مجموعته القابضة المدرجة في لائحة مصنِّعي السيارات في الولايات المتحدة، محققاً بذلك أسرع وتيرة للمكاسب بين أغنى 500 شخص في العالم. كما قفز صافي قيمة ثروة "هي زياوبينغ"، رئيس شركة "إكس بينغ" (XPeng Inc)، بأكثر من 600%. وزادت ثروات عدد من الأشخاص الذين يتتبعهم مؤشر "بلومبرغ" في صناعة السيارات الكهربائية، بشكل عام، إلى أكثر من 140 مليار دولار، التي من ضمنها الـ111 مليار دولار زيادةً لماسك.

التكنولوجيا الرقم 1

الجدير بالذكر أنَّ هذا لا يأخذ بعين الاعتبار قطاع الأجزاء التكميلية، والملحقات المطلوبة للسيارات الكهربائية. فعلى سبيل المثال، تبلغ إجمالي ثروة المساهمين الرئيسيين في شركة "كونتيمبوراري أمبيريكس تيكنولوجي" (Contemporary Amperex Technology) المصنّعة للبطاريات، 40 مليار دولار، التي زادت بنحو 23 مليار دولار هذا العام.

وقال هينريك فيسكير، الشريك المؤسِّس لشركة "فيسكر" (Fisker) لصناعة السيارات الكهربائية ، عبر الإنترنت مؤخراً: "إنّ تكنولوجيا الرقم 1 في السيارات في المستقبل، هي البرمجيات والرقائق التي بحوزتك، لذلك فإنَّ الأمر لم يعد يتعلق بمن صنع محاور السيارة، أو من ختم هذه القطعة المعدنية".

وبالتالي يحاول الآن صانعو السيارات التقليديين، وشركات تصنيع قطع الغيار اللحاق بالركب. فشركات مثل "فورد موتور"، و"فولكس فاغن"، و"كونتينانتال إيه جي"، و"تويوتا موتور" التي عانت جميعها من انخفاض هذا العام، أو بالكاد سجلت أي ارتفاع، هي من الذين يسعون إلى تغيير طريقة عملهم، والامتثال لقواعد انبعاثات أكثر صرامة. إلا أنَّ شركة "جنرال موتورز"، كانت واحدة من الاستثناءات، التي ساعدها هدفها الطموح المتمثل في طرح 30 مركبة كهربائية جديدة، مع حلول عام 2025 برفع أسهمها إلى أعلى مستوى خلال ثلاث سنوات.

هل هي فقاعة؟

لقد حوَّلت الجائحة كل التركيز إلى قطاع النقل، خاصة في ظلِّ ثقة الخبراء بهيمنة السيارات الكهربائية على سوق السيارات العالمي. كما أنَّ فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإعلان الصين مؤخَّراً عن خطط لمواصلة دعم الصناعة، أدى إلى زيادة التوقعات؛ وذلك يأتي في وقت لم تعلن فيه حتى بعض الشركات عن أرباحها بعد، وهو الذي لم يمنع بعض مراقبي السوق من التساؤل؛ عمَّا إذا كانت هذه مجرد فقاعة.

وقال آندي وونغ، مدير صندوق في شركة "إل دبليو أسيت مانيجمينت" في هونغ كونغ: "تشجِّع الدول الكبرى في جميع أنحاء العالم تطوير السيارات الكهربائية لتتحول إلى إجراءٍ رئيسيٍّ لخفض انبعاثات الكربون، خاصة بعد الجائحة". وأضاف: "شهدت شركات"تسلا" و"نيو" و"اكس بينغ" تحسينات في ميزة القيادة الذاتية مؤخراً، وهو ما يساعد على رفع تقييماتها."

صحيح أنَّ منافسي ماسك يراكمون ثرواتهم بشكل أسرع، إلا أنه يحظى بأكبر مكاسب إجمالية هذا العام بفضل ارتفاع نسبته 580% في قيمة أسهم شركة "تيسلا". ويأتي في الترتيب بعد ماسك، ثاني أغنى شخص بين صانعي السيارات الكهربائية، وانغ تشوان-فو، مؤسس شركة "بي واي دي" (BYD)، الذي تضاعف صافي ثروته ثلاث مرات لتصل إلى 14 مليار دولار.

"فيسكر"، "لودرستاون"

وفضلاً عن شركة "تسلا" ومنافسيها الكبار، راهن المستثمرون أيضاً على الشركات الجديدة في القطاع الذي لديه إمكانية نموٍّ سريعٍ، مما خلق موجة أخرى من الثروات الذاتية.

وأصبح ستيف بيرنز، مؤسس شركة "فيسكر ولوردستاون موتورز" (Fisker and Lordstown Motors Corp)، من أصحاب المليارات بعد طرح شركاتهما للاكتتاب العام هذه السنة بفضل شركات أسست لأغراض الاستحواذ، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ. وقفزت أسهم الشركات المتداولة في الولايات المتحدة بأكثر من نسبة 85% الشهر الماضي، مدعومة بإعلان انضمام شركة "تسلا" لمؤشر"اس آند بي 500" المنتظر في 21 ديسمبر.

وفي حين رفض ممثلو شركة "اكس بينغ" (XPeng)، وشركة " لوردستاون موتورز" (Lordstown Motors Corp) التعليق، قالت المتحدِّثة الرسمية لشركة "بي واي دي" (BYD)، إنَّ خطة الصين الأخيرة تزيد من إمكانات الصناعة. وقال متحدث باسم شركة "فيسكر" إنَّ الشركة تركِّز الآن على سيارتها الأولى، المعروفة باسم "أوشين اس يو في" (Ocean SUV)، التي من المقرر أن يبدأ إنتاجها في عام 2022. ولم يرد أي جوابٍ من ممثل شركة "نيو" على طلب التعليق.

وقال ستيف مان، المحلل في "بلومبيرغ إنتليجنس": "يبدو أنَّ حجم سوق السيارات الكهربائية قد كبر بشكل واسع، مما خلق فرصة حتى للاعبين الجدد الأصغر حجماً للتنافس على نصيب منه".