ميركل وماكرون يقودان أوروبا لتعزيز الصلة مع الصين

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حثَّت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين على السماح باستقبال مزيد من الرحلات الجوية من أوروبا، وضغط الزعيمان على الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الإثنين للمشاركة بشكل أوثق مع الكتلة.

عملت الصين والاتحاد الأوروبي بجدٍّ لإبقاء التعاون بينهما قائماً، فقد تحوَّل قادة الكتلة نحو انتقاد سجل بكين في مجال حقوق الإنسان بحدَّة.

تركَّزت مكالمة عبر الفيديو "كونفرانس" بين الزعماء على إصلاح مجموعة واسعة من الموضوعات.

سعت كلٌّ من ميركل وماكرون إلى تأسيس سياسة خارجية أكثر استقلالية للاتحاد الأوروبي عن الولايات المتحدة، خاصةً عندما يتعلَّق الأمر بالصين وروسيا.

كما حاول الزعيمان الشهر الماضي استئناف محادثات الاتحاد الأوروبي مع الكرملين، والتي لم تُعقد منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. لكنَّ الدول الأعضاء التي كانت غير مرحبة بالفكرة رفضت ذلك.

قالت ميركل للصحفيين، إنَّ أحد "التطورات الإيجابية" لمكالمة يوم الإثنين، هو أنَّ شي أشار إلى استعداد الصين للتعاون مع الاتحاد الأوروبي في إفريقيا.

وصرَّحت الزعيمة الألمانية التي انتهت ولايتها للصحفيين في برلين بعد مؤتمر افتراضي منفصل حول غرب البلقان: "لا يمكن أن يكون هذا أمراً جيداً، إلا إذا ناقشنا معاييرنا ونهجنا الخاص حول إفريقيا".

وقالت: "سنواصل المحادثات حول مدى التعاون في الموضوعات الخلافية"، مضيفةً أنَّه يمكن تنسيق التعاون من خلال برنامج "ميثاق مع إفريقيا" (Compact With Africa) الذي أطلقته ألمانيا خلال رئاستها لمجموعة العشرين في عام 2017.

وقالت ميركل: "من الجيد بالطبع أن نتجنَّب وجود العديد من الجهات الفاعلة المختلفة ذات النهج المختلف تماماً، بالنسبة للبلدان المستهدفة في إفريقيا".

تخفيف قيود السفر

وقال مسؤول مطَّلع على المناقشات في الإليزية، إنَّ الزعيمين الأوروبيين حثَّا الصين على تخفيف القيود المفروضة على الأوروبيين الراغبين في السفر إلى البلاد. وقال أيضاً، إنَّ الزعماء الثلاثة اتفقوا على وجود فرصة سانحة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ويجب اغتنامها.

وقالا، إنَّه يجب أن يحصل الأوروبيون على وصول أفضل إلى السوق الصينية، وطلبوا تحقيق المنافسة العادلة حتى تتمكَّن الشركات الأجنبية في الصين من الاستفادة من ظروف مماثلة لتلك التي لدى الشركات الصينية في أوروبا، وفقاً للمسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته.

وقال ستيفن سيبرت المتحدِّث باسم ميركل، في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني، إنَّ النقاشات شملت التعاون في مكافحة جائحة كوفيد -19، وإمدادات اللقاحات العالمية، إلى جانب القضايا الدولية والإقليمية.

كما تحدَّثوا عن حماية المناخ والتنوّع البيولوجي، إذ دعت المستشارة، وكذلك ماكرون إلى مزيد من التعديلات على أهداف خفض ثاني أكسيد الكربون على المدى القصير، ومزيد من الجهود المشتركة لحماية التنوّع البيولوجي.

نبرة حادة

لم يتحدَّث مسؤول الإليزية بالتفصيل عن الأحاديث المتبادلة المتعلِّقة بحقوق الإنسان، لكنَّه قال، إنَّ ميركل وماكرون أثارا موضوع حملة الصين ضد أقلية الإيغور في مقاطعة شينجيانغ، إلى جانب موضوع تعاملها مع المحتجين المؤيدين للديمقراطية في هونغ كونغ.

اعتمد الأوروبيون لهجةً أكثر حدَّة مع الصين إلى جانب طموحات الرئيس الأمريكي جو بايدن لجمع الحلفاء التقليديين في صف واحد للضغط من أجل اتخاذ إجراءات بشأن الديمقراطية، وحقوق الإنسان.

برزت معاملة الصين للإيغور كنقطة توتر رئيسية، مع خضوع مسؤولين من الجانبين للعقوبات. وفي مايو، ألغى المشرِّعون في الاتحاد الأوروبي التصديق على الاتفاقية الشاملة للاستثمار.

نفت الصين مزاعم جماعات حقوق الإنسان بإجبارها العرق المسلم بالعيش ضمن معسكرات اعتقال، وبرامج عمل ومبادرات تحديد النسل. في حين أفاد تقييم أجرته الأمم المتحدة أنَّه جرى اعتقال ما بين عشرات الآلاف إلى "أكثر من مليون" من الإيغور.

كما تسبَّبت التصريحات الصادرة من مجموعة السبع، ومنظمة حلف شمال الأطلسي التي أعربت عن القلق بشأن حزم الصين على الصعيدين الداخلي والخارجي في حدوث خلاف. ودعت ميركل وماكرون إلى التوصُّل إلى حلٍّ وسط مع الصين، إذ يجدان أنَّ تعاونها أمر حيوي للجهود العالمية لمكافحة تغيُّر المناخ، ووباء كوفيد -19.