المشاهير وأصحاب المليارات يشترون "بتكوين".. هل ستلحق بهم؟

الممثلة البريطانية ميسي وليامز
الممثلة البريطانية ميسي وليامز المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هُناك احتمال أنَّك تشعر بأنك مُتأخر. ورُبما ستعرف أنَّ بتكوين آخذة في الارتفاع، وربما ستعرف أيضاً أنها عملة مشفرة، وأنها أصبحت فجأةً الموضوع المُفضل لدى الجميع، عندما ترتفع قيمتها أو تنخفض، وأنَّها كانت موجودة لفترة طويلة. لذلك ربما عليك أن تعرف المزيد عنها بالمقارنة مع الذي تعرفه الآن.

لا تقلق، لقد عُدنا إلى الأساسيات مع المستشارين الماليين لاطلاعك على آخر جديد، ومساعدتك في الإجابة على سؤال قد يكون خاطراً في ذهنك مؤخراً، وهو: هل يتوجب عليَّ شراء بتكوين، وكيف؟

في كل مرة قام "دان هيرون" بكتابة الجملة التالية "كيف يجب الاستثمار في بتكوين" في "غوغل"، حصل على "10 ملايين مصدر ليس لديهم أيَّة سلطة".

ويتعلق هذا بالمستشار المالي في ""إليمينتال ويلث أدفايزرز" التي تتخذ من سان لويس أوبيسبو في ولاية كاليفورنيا مقرَّاً لها، لقد أراد تعريف العملة المشفَّرة لعملائه من جيل الألفية، وبالطبع كان يراقب ارتفاع سعرها خلال هذا الخريف. لذلك حضر مؤتمراً عن بتكوين مؤخَّراً لمدة يومين، كما ترك المؤتمر في نفسه أسئلة أكثر من الإجابات، وشعوراً بأنَّ الثقافة المحيطة بالعملة، قد تكون "رائعة وأخويَّة" إلى حد ما.

ثم وجد" دان هيرون" "كوينباس" وهي بورصة العملات الرقمية - وتُعدُّ الأكبر في الولايات المتحدة، والأكثر استخداماً في المملكة المتحدة- التي تُمّثِّل بشكل متزايد الطريق السائد للمُستثمرين الأفراد الراغبين بشراء بتكوين في العديد من البلدان. إنَّ هذه البورصة مُسجلة في الولايات المتحدة مع شبكة إنفاذ الجرائم المالية، ولديها ترخيص نقود إلكترونية من هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة. وتشمل البورصات الرئيسية الأخرى مثل "بيتريكس" و"كراكين" و"بينانس"، التي تشكل أكبر بورصة عملات رقمية فورية في العالم من جهة حجم التداول.

تفرض البورصات عادةً رُسوماً تصل إلى عدة نقاط في المائة لإيداع الأموال والتجارة، وقد يحتاج المستخدمون أيضاً إلى دفع رسوم سعر الصرف، إذا كانت البورصة تعمل بعملة أجنبية فقط.

أمَّا بالنسبة لـ"هيرون"، فقد كان إنشاء حسابه يشبه إلى حدٍّ كبير الاشتراك في منصة تداول الأسهم الرقمية "روبين هوود". وقام خلال عطلة عيد الشُكر بإدخال بيانات البنك المحلي الخاصة به، وتمَّ التحقق من هويته، ثم اشترى ما قيمته 100 دولار من البتكوين عن طريق تحويل الأموال إلى حسابه الجديد، وكانت رسوم التداول آنذاك حوالي 3 دولارات.

وقد تكون بتكوين هي العملة الرقمية الأكثر شهرة في العالم، لكنَّها ليست العملة الوحيدة في الكون. خلال السنوات الأخيرة، كما دخل عدد كبير من العُملات المُشفرة الجديدة إلى الفضاء، بما في ذلك "إيثريوم" و "الريبل" و"تيثير"، كما أطلق "فيسبوك" مشروعاً للعملات المشفرة في عام 2019، سمَّاها باسم "ليبرا"، لكنَّه تعرَّض على الفور تقريباً لردود تنظيمية، ثمَّ غيَّرت الجمعية التي تقف وراء المشروع اسمها إلى "ديم".

بتكوين كاستثمار طويل الأجل

قال المُستثمر الملياردير "مايك نوفوغراتز" إنه يرى "أطناناً من المُشترين الجدد" وسط "نقصٍ في المعروض" من قبل بتكوين. ولم يخجل مؤسس "غالاكسي ديجيتال" من وجهات نظره حول العملة المشفرة، وقال الشهر الماضي، إنها قد تصل إلى 65000 دولار (في حين تبلغ الآن هي حوالي 19000 دولار).

وكان يرد حينها على تغريدة "مايسي ويليامز" ،التي تلعب دور "آريا ستارك" في مسلسل لعبة العروش، التي سألت مُتابعيها البالغ عددهم 2.7 مليون، عما إذا كان ينبغي لها الاستثمار في العملة الرقمية. ويُذكر أنَّ مشاهير آخرين، دعموا العملات المُشفَّرة سابقاً، مثل "سنوب دوغ"، و"أشتون كوتشر"، و"مايك تايسون".

ويرى "هيرون من "إليمينتال ويلث" أنَّ بتكوين جُزء من حوار أكبر، لا سيَّما مع المُستثمرين الأصغر سناً، الذين لديهم أفق زمني يتراوح بين 25 و 30 عاماً، ولديهم ميل للتمويل الرقمي.

لكن "هيرون" لن ينصح أيَّ شخص بالتعجل في وضع مدخراته في العملة المشفرة. لكنه يرى ذلك جزءاً من مزيج شامل، قد "يضيفُ مزيجاً على عائداتك إلى حدٍّ ما" في بيئة اليوم، المُنخفضة السعر. إذ قال: "قد تفكر في ذلك إذا كان لديك القدرة ربما على وضع 5% من محفظتك هناك، والسماح لها بالارتفاع، ومعرفة ما سيحدث."

كما ترى "تيريزا موريسون" المؤسِّس والشريك في مجموعة "بيكيت" للاستشارات المالية، ومقرها توكسون، أنَّ العملة المشفرة هي استثمار في المستقبل. وتشعر أنها "العملة الأصلية للإنترنت"، قد تعمل بشكل جيد كوسيلة للتحوط من التضخم، إذا كان العُملاء يستثمرون مبالغ صغيرة، مثل 1% من قيمة محفظتهم.

قلق يكتنف أشخاصاً آخرين بسبب تقلُبات بتكوين

من جهة أخرى قال غاري كوهن الرئيس الاقتصادي السابق لـدونالد ترمب، والرئيس السابق لمجموعة "غولدمان ساكس"، إن بتكوين" تفتقر إلى بعض الموثوقية الأساسية للسوق الحقيقية".

وأضاف: "جزء من موثوقية نظام ما، هو بحوزة من، ومعرفة من يمتلكهُ، ومعرفة سبب نقلهُ". و"لا يمتك نظام بتكوين شفافية في هذا الأمر. لذلك هناك الكثير من الأشخاص الذين يتساءلون، لماذا قد تحتاج إلى نظام لا يحتوي على سجل تدقيق؟ ".

يسجل "البلوكتشين" التابع لبتكوين كل معاملة في سجل عام. ومع ذلك، فإنه لا يكشف عن أسماء الأشخاص أو المنظمات التي تشتري وتبيع الأصول الرقمية، ويكشف فقط عن سلسلة من الأحرف العشوائية.

ويشعر "دانا مينارد"، وهو المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة "توين سيتيز ستراتيجز" بالتفاؤل بشأن أداء العملة، لكن لديه مخاوف تتعلق بالأمور التنظيمية.

فقد قال في إشارة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية: "بدون مباركة هيئة الأوراق المالية والبورصات، فإنَّ الشيء الصعب بالنسبة لبتكوين هو الافتقار إلى الرقابة والمضاربة في الغرب الأمريكي الذي تسبب في قيام الأسعار بارتفاعات كبيرة خلال فترات زمنية قصيرة"

وعلاوة على ذلك، يحثُّ "مينارد" على توخِّي الحذر عند طلب المشورة حول بتكوين عبر الإنترنت. إذ قال: "إنه غير منظم، لذا يمكن للجميع، أو أي شخص تقديم المشورة"، مضيفاً أنه لن يضع جميع الناصحين في اعتبارهم مصالح المستثمر الفردي.

يقول "مايك كاليجيوري" وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "كاليجيوري فاينانشال" في نيو ألباني بولاية أوهايو: "بالنسبة لي يبدو الأمر، وكأنه ذَهَبُ الحمقى". ويهتم مُخطط الرسوم فقط، وقبل كل شيء بتقلب العملة. ويضيف "إنها فئة أصول جديدة نوعاً ما، ولها سجل حافل نسبياً".

لهذا السبب، لا تتفق شركة "كاليجيوري" مع مُناصري البتكوين، وتمتنع عن النُصح بها، وتقول: "إنها بمثابة تحوط مفيد في المحفظة، لأنها غير مرتبطة بأداء أسواق الأسهم، أو السندات، أو السلع".

ويضيف صاحب الشركة "مايك كاليجيوري": " لا يريدُ المستثمرون فقط أصولاً غير مُترابطة في محافظهم." "إنهم يريدون أصولاً غير مُترابطة في محفظتهم، بالإضافة إلى الأصول التي يعتقدون بدرجة عالية من اليقين أنها ستزداد مع مرور الوقت." أما بالنسبة إلى "كاليجيوري"، فإنَّ بتكوين حتى الآن لم تطرح قضيتها بالشكل الكافي، فهو لا يوصي لأي من عملائه بالعملة المشفرة.

أساسيات شراء البتكوين: ما الذي تقوم بشرائه فعلاً؟

وفقاً لـ"كارستن سورنسن"، الأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد الذي يقود دورة تدريبية حول العملات المشفرة، إنها ليست عملة مادية، "إنه بشكل حرفي، مُجرد رقم". فإن اعتمدت على المبلغ الذي تريد إنفاقه، يُمكنك أن تشتري 1 بتكوين، أو 10 بتكوين، أو تشتري جزءاً من بتكوين. ووفقاً للبروتوكول التأسيسي لبتكوين، سيتم سك 21 مليوناً فقط من هذه العُملة.

ونظراً لإمكانية تقسيم البتكوين إلى ثمانية منازل عُشرية، يمكن شراء كُسور صغيرة من الكل. لذلك، إذا اشتريت ما قيمته 100 دولار من العملة المُشفرة، عندما تمَّ تداولها بحوالي 19000 دولار، فستحصل على ما يقرب من 0.0053 من بتكوين.

لقد سمعت عن "محافظ بتكوين". هل أحتاج واحداً؟

نعم، فإنه ليس بإمكانك شراء بتكوين حتى يكون لديك محفظة؛ لأن هذا هو العنوان الذي ستقدمه لمكان إرسال العملة المُشتراة. المحافظ هي كما تبدو - أماكن لتخزين العملات – إنما هي في حالة بتكوين، محافظ افتراضية. تتضمن بعض المحافظ الشهيرة "بلوكتشين دوت كوم" و"إيكسودوس"و"إليكتروم"و"ميسسيليوم". وبإمكانك الوصول إليها عبر هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك.

تُضيف محافظ الأجهزة، وهي أماكن لتخزين عملات البتكوين الخاصة بك، التي تمَّ فصلها تماماً عن الإنترنت، طبقة إضافية من الحماية من المُتسللين. ويكمن الخبر السار في إمكانية فتحك العديد من المحافظ مجاناً. فأنت تدفع رسوماً قليلة لنقل بتكوين إلى المحفظة، أو تخريج بتكوين منها.

إذا كنت قد قرأت عن بتكوين، فستعرف أنها تشتهر بالحفاظ على سرية الهوية، وتسمح المحافظ بذلك، وأنت بحاجة إلى محفظة لتحويل بتكوين، لكنك لست بحاجة إلى ربط اسمك، أو رقم هاتفك بالعديد من المحافظ.

كيف أشتري بتكوين؟

كما ذكرنا سابقاً، فإنَّ وجهتك الأكثر المُحتملة هي تبادل البتكوين (نعم، ربما تكون قد شاهدت ماكينات بيع بتكوين شخصياً، ولكن هي في الغالب عبارة عن مُستجدات).

سوف تُنشئ حساباً، وتُدخل طريقة الدفع. في البورصات ذات السمعة الطيبة، ستتم مُطالبتك بمعلوماتٍ، مثل تفاصيل حسابك المصرفي، أو بطاقة الخصم أو الائتمان. وستحتاج بعد ذلك إلى إثبات هويتك برخصة القيادة، أو الهوية، أو جواز السفر. وبعد التحقق من هويتك، يمكنك البدء في شراء بتكوين بطريقة الدفع التي اخترتها، وتحويلها إلى محفظتك الشخصية، ومشاهدتها باهتمام أكبر بسبب تقلب سعرها.

هل باستطاعتي شراء الأشياء مع استعمال بتكوين الخاصة بي؟

بالتأكيد، بدأ بعض البائعين في قبوله وسيلةً للدفع، وتتراوح هذه المتاجر من متاجر صغيرة إلى مُنتجع تزلج سويسري. لكن معظم الناس لا يستخدمون بتكوين لشراء الأشياء، ويستخدمونها بدلاً من ذلك كاستثمار أو مخزن ذي قيمة - بالطريقة التي يشتري بها الناس الذهب، ولكن لا يستخدمونه حقاً لشراء الأشياء اليومية.

ويشكُّ بعض الناس في إمكانية أن تصبح العُملة المشفرة عُملة عالمية في الوقت القريب. لكنَّ بتكوين كوسيلة للدفع، حصدت تقدماً خلال هذا العام، عندما أعلنت في شهر أكتوبر شركة "باي بال" أنها ستسمح للعُملاء باستخدامها والعُملات الافتراضية الأخرى للتسوق من 26 مليون تاجر على شبكتها.

ماذا عن صندوق بتكوين؟

ظهرت صناديق البتكوين في الأخبار هذا العام، لكنها لا تزال بعيدة نسبياً عن مُتناول معظم المستثمرين العاديين. في أغسطس، كما أعلنت شركة "فيدالتي" عن إطلاق أول صندوق استثمار مُشترك في بتكوين، إذ سيتم توفير أداة بتكوين المُدارة بشكل سلبي فقط للمُشترين المُؤهلين من خلال المكاتب العائلية، ومُستشاري الاستثمار المُسجلين، والمؤسسات الأخرى، بحسب ما ذكر شخص مطَّلع على الأمر. وستكون الأصول الرقمية لشركة "فيداليتي" راعيةً للصندوق، ويبلغ الحد الأدنى للاستثمار 100000 دولار.

ووفقاً لـ"مينارد توين" من شركة"سيتيز ويلث"، فإنَّ هذا يعني يعني أن هذه الأنواع من الأموال ربما لا تكون مناسبة لمُعظم الناس. ويُقصد من بتكوين عادةً أن تكون جزءاً صغيراً من غالبية المحافظ، ويضيف: "إذا كان الحد الأدنى للدخول هو 100000 دولار، والحد الأقصى الذي تريد تخصيصه له في محفظتك هو 5%، فمن الأفضل لكَ، عندما تأتي أن تحمل معك كيساً مليئاً بالنقود".

وكانت مُشتقات البتكوين قد خضعت للفحص خلال هذا العام. في أكتوبر، واتهم المُدعون العامون الأمريكيون مؤسسي "بيت ميكس"، وهي بورصة للمُشتقات المالية المُشفرة في هونغ كونغ، بالفشل في منع الجهات السيئة الفاعلة من استخدام النظام الأساسي لغسل الأموال القذرة. وبدءاً من شهر يناير، سيتمُّ حظر بيع مُشتقات التشفير لمُستثمري التجزئة في المملكة المتحدة.