"المركزي الأوروبي" أكثر حذراً من "الفيدرالي" في تجاوز معدل التضخم المستهدف

يتضمن مستهدف التضخم بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي وجود فترة انتقالية قد يرتفع فيها التضخم لأعلى من المستهدف ولكن بشكل معتدل
يتضمن مستهدف التضخم بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي وجود فترة انتقالية قد يرتفع فيها التضخم لأعلى من المستهدف ولكن بشكل معتدل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اتفق "البنك المركزي الأوروبي" مع توجه "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي في خطوته نحو تحديد مستهدف جديد للتضخم عند 2%، لكنه لم يلتزم مثل الفيدرالي بالسماح بارتفاع الأسعار بقوة بعد التعافي.

أثناء الإعلان عن نتائج المراجعة الاستراتيجية طويلة المدى يوم الخميس، قال مسؤولو المركزي الأوروبي في فرانكفورت، إن النهج الجديد ببساطة "يعني وجود فترة انتقالية قد يرتفع فيها التضخم لأعلى من المستهدف ولكن بشكل معتدل". وهو ما يتناقض مع الالتزام الصريح من نظرائهم الأمريكيين بالسعي إلى تحقيق معدل تضخم أعلى من المستهدف بعد فترة من الضعف.

اقرأ المزيد: "المركزي الأوروبي" يتخلص أخيراً من فوبيا التضخم.. فماذا حدث؟

وفي ردّ على سؤال صحفي "هل نقوم باستهداف متوسط التضخم مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي؟" قالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي: "بصراحة شديدة لا. فهناك طرق متعددة للتعامل مع الوصول لحد أدنى فعال"، في إشارة إلى أسعار الفائدة المنخفضة، لدرجة أن البنوك المركزية تخاطر بنفاد أدواتها النقدية للتأثير في التضخم.

ما الفرق بين السياستين؟

قرر الاحتياطي الفيدرالي العام الماضي السعي إلى تحقيق مستهدف "متوسط" 2% مما يعني أنه سيسمح للتضخم بتجاوز المستهدف خلال الانتعاش الاقتصادي لتعويض النقص السابق. بينما قرر البنك المركزي الأوروبي الابتعاد عن الهدف القديم المتمثل في "أقل من 2%، ولكن قريباً منه"، والذي كان يُنظر إليه على أنه غامض وتمت صياغته في وقت كان فيه ضغط الأسعار المفرط في منطقة اليورو في السنوات الأخيرة هو الشاغل الرئيسي وليس العكس.

أوضح كارستن برزيسكي، الاقتصادي في "آي إن جي" في فرانكفورت إلى أن الفارق بين مستهدف البنكين المركزيين "مهم". وقال: "ستحصل على سياسة نقدية أكثر تطرفاً في الولايات المتحدة".

وبينما يشير تغيير البنك المركزي الأوروبي لهدف التضخم إلى فترة أطول من السياسة النقدية التيسيرية، قال المسؤولون، إنهم سيولون اهتماماً أكبر لتكاليف المساكن التي يقطنها مالكوها، والتي لا تنعكس حالياً في بيانات التضخم الرسمية. لكن تقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس" تشير إلى أن تلك التكاليف سوف تضيف نحو 0.1-0.2 نقطة مئوية للتضخم ما لن يؤثر على تحديد المستهدف.

اقرأ المزيد: الأموال السهلة ستستمر.. لكن البنوك المركزية ستكون أكثر صرامة

قالت لاغارد، إن الهدف "المتماثل" الجديد للبنك المركزي الأوروبي سيؤدي إلى استجابة "قوية أو مستمرة بشكل خاص" من البنك المركزي في حالة حدوث صدمة اقتصادية سلبية، بحيث لا تترسخ لدى البنك توقعات منخفضة بشأن ارتفاع الأسعار. فيما لم تحدد لاغارد التكلفة أو الفترة الزمنية التي يمكن أن يستغرقها أو يحتاجها ذلك النهج إلى تجاوز معدل التضخم المستهدف البالغ 2%.

أعرب كبار مسؤولي المركزي الأوروبي مؤخراً عن مخاوفهم بشأن هدف الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في البحث عن معدل تضخم متوسط بمرور الوقت. حيث قال ينس ويدمان، رئيس البنك المركزي الألماني، إن البنك المركزي إذا لم يشدد السياسة النقدية مع ارتفاع التضخم، سيكون بذلك يخدم الحكومات المثقلة بالديون. كما قالت إيزابيل شنابل، عضو مجلس الإدارة التنفيذي في المركزي الألماني، إن التضخم يمكن أن يرتفع بسرعة أكبر من المتوقع، وفي هذه الحالة سيكون هناك شكوك "ما إذا كان من الممكن بالفعل رفع أسعار الفائدة بالسرعة اللازمة".

ماذا يقول اقتصاديو "بلومبرغ إيكونوميكس"؟

"لم يقتدِ مجلس إدارة المركزي الأوروبي بنموذج الاحتياطي الفيدرالي الذي يتبع متوسط لمستهدف التضخم. بعبارة أخرى، لن يهدف البنك المركزي الأوروبي إلى تجاوز مستهدف التضخم مؤقتاً لتعويض انخفاض التضخم قبل ذلك"، وفقاً لديفيد باول ومايفا كوزين.

وقال اقتصاديون، إن وضع متوسط للمستهدف سيجعل من الصعب اتفاق 25 عضواً بمجلس إدارة المركزي الأوروبي بشأن معدل زيادة الأسعار المسموح به، وبشكل خاص مع ما شهده المجلس من حالة جدل شديد في الماضي بشأن اتجاه السياسة النقدية.

اقرأ المزيد: الفيدرالي سيقلص مشتريات الأصول.. لكن لا تفزعوا

واجه الاحتياطي الفيدرالي أسئلة حول السلطة التقديرية التي أعطاها لنفسه في إطار العمل الجديد. فعلى سبيل المثال، تسمح السياسة الجديدة للتضخم بتجاوز 2% "لبعض الوقت" بدلاً من وضع معايير كمية لتحديد معدل التضخم المستهدف. وقال برزيسكي: "علينا حقاً الانتظار في كلتا الحالتين لنرى مدى جدية تنفيذهما لأهدافهما الجديدة".