الحذر يغلب على تشغيل مصافي النفط الأمريكية رغم الطلب القياسي على البنزين

أسعار البنزين تواصل الارتفاع مع زيادة الطلب
أسعار البنزين تواصل الارتفاع مع زيادة الطلب المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هل ينبغي لشركات التكرير الأمريكية أن تكون متحمسة للإنتاج بسبب أسبوع واحد من الطلب القياسي على البنزين؟

مع استمرار ضعف استهلاك وقود الطائرات وارتفاع مخزونات نواتج التقطير، رغم الطلب المحلي القوي، تعتمد شركات التكرير على البنزين باعتباره شريان الحياة في فصل الصيف.

شهدت العطلة الأولى في موسم الصيف يوم 4 يوليو طلباً قوياً على وقود السيارات، وهو ما يجعل مصافي التكرير بحاجة إلى الزخم حتى العطلة الثانية لهذا الموسم وهي عيد العمال، الذي يصادف الأسبوع الأول من شهر سبتمبر.

ارتفع الطلب على البنزين، الذي يقاس بالمنتج الذي أتيح للمستهلكين، بنسبة 9.5% إلى أكثر من 10 ملايين برميل يومياً الأسبوع الماضي، وهو رقم أسبوعي قياسي في البيانات المتوفرة منذ عام 1990. وتقدر شركة "إنرجي أسبكتس" اللندنية للاستشارات أن يظل الطلب أقل بنحو نقطتين مئويتين عن مستويات عام 2019، بعيداً عن المقارنات بصيف 2020 عندما قضى الوباء على استخدام الوقود.

قال روبرت كامبل، رئيس أبحاث منتجات النفط في "إنرجي أسبكتس": "لن أُفاجأ إذا كان لدينا يوم عمل قوي للغاية، لكننا لن نتفوق على مستويات عام 2019". وأضاف أن انخفاض مستويات التوظيف واستمرار الناس في العمل من المنزل، وعدم القدرة على السفر بنفس القدر، من الأسباب التي تشير إلى بلوغ الطلب ذروته على الأرجح.

يشير التغيير والتبديل الحكيم في معدلات تشغيل المصافي إلى أن شركات التكرير نفسها تدرك جيدًا الطبيعة المؤقتة للطلب الصيفي، خصوصاً هذا العام، مع استمرار تعافي الولايات المتحدة من تبعات "كوفيد-19".

انخفض معدل تشغيل المصافي إلى 92.2% في الأسبوع الماضي من 92.9% في الأسبوع الأسبق، مع تراجع طلب المصانع في مناطق ساحل الخليج وجبل روكي والساحل الغربي.

طفرة الطلب

قالت تريشا كيرتس، الشريك المؤسس لشركة "بترونيردس" (PetroNerds): "إنه حقاً انتعاش فريد". ولكن قالت أيضاً: "إنها توضح كثيراً من الاتجاهات الفريدة في الولايات المتحدة، إذ يقود مزيد من الناس سياراتهم من خلال جداول العمل المرنة، والعودة إلى العمل، ولكنّ كثيراً منهم ما زال لا يعمل".

في غضون ذلك، قفزت صادرات البنزين بنسبة 90% لتصل إلى 848 ألف برميل يومياً. وقال كامبل إن الصادرات القوية لا تزال ضرورية لشركات التكرير لأن "هوامش الربحية ليست كبيرة والخام باهظ الثمن". ولكن ما داموا قادرين على الحفاظ على الصادرات عند هذه المستويات "فإنهم سيصنعون الفارق حتى تشرق الشمس".

لا يزال من الصعب جني الأرباح حتى مع ارتفاع معدلات التطعيم الذي شجع مزيداً من السائقين على النزول إلى الطرق هذا الصيف. فقد اضطرت شركات التكرير، التي كانت تعتمد في السابق على واردات النفط الخام الثقيلة، إلى التحول إلى درجات محلية أخف وزناً وأكثر تكلفة، إذ أصبح تأمين المواد الثقيلة أكثر صعوبة.

ينتج هذا النوع من النفط الخام الخفيف وقوداً غير مكتمل، لذا فهو يجبر بعض المصافي على استيراد مواد أولية لتكون قادرة على تشغيل مفككات الوقود الحفازة السائلة التي تصنع البنزين بمعدلات كاملة.

يظهر الطلب على البنزين واعدًا، في حين أن الديزل ووقود الطائرات أقل طلباً، ويجب أن يحافظ على معدلات التكرير تحت السيطرة.

قال زاكاري روجرز، مدير خدمات النفط العالمية بشركة "رابيدان للطاقة": "ارتفعت مخزونات نواتج التقطير في ساحل الخليج بنسبة 34% عما كانت عليه في يوليو 2019، وتراجعت صادرات نواتج التقطير بنسبة 16.4% الأسبوع الماضي، وكذلك انخفض الطلب على وقود الطائرات للأسبوع الثاني على التوالي، لذا من غير المرجح أن ترتفع عمليات التكرير".