حكومة المجر تسعى لاستعادة السيطرة على مطار بودابست بعرض شراء

الحكومة المجرية تضع أعينها على مطار بودابست
الحكومة المجرية تضع أعينها على مطار بودابست المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قدمت الحكومة المجرية عرضاً غير ملزم لشراء مطار بودابست، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. ويسعى رئيس الوزراء، فيكتور أوربان، للسيطرة على ما كان أحد أسرع المطارات نمواً في المنطقة قبل جائحة فيروس كوورنا.

وقال أحد الأشخاص، إن العرض، الذي استلمه مالكو المطار مؤخراً، يعتبر أقل من القيمة السوقية مقارنة بعروض مماثلة حديثة، بما في ذلك التقييم الأخير لمطار سيدني.

ورغم أن مالكي مطار بودابست استبعدوا حتى وقت قريب بيع حصتهم، لكنهم أعربوا أيضاً عن مخاوفهم بشأن استخدام الحكومة المجرية لأساليب قاسية لمحاولة فرض إرادتها.

وذكرت "بلومبرغ" في أبريل أن تلك الأساليب القاسية تشمل منع الأموال المخصصة لمواجهة تداعيات كورونا، وتصاريح تطوير المطار، فضلاً عن الانتقادات الشديدة لكيفية إدارته، والتي تعتبرها الشركة المشغلة بأنها عديمة الأساس.

تعتزم الحكومة المجرية تقديم "عرض عادل"، لكنها أضافت أنه في حالة الرفض، ستسلك الدولة طريقة أخرى لاستعادة سيطرتها، وفقاً لما قاله وزير الابتكار والتكنولوجيا، لازلو بالكوفيتش، الشخص المسؤول في مجلس الوزراء لاستعادة مطار بودابست، في مقابلة منشورة على الموقع الإخباري "Vasarnap.hu" قبل شهر.

امتنعت شركة " أفي أليانز" (AviAlliance) المشغلة لمطار بودابست، وهي شركة لإدارة المطار مقرها ألمانيا، وهي أيضاً أكبر المساهمين، عن التعليق. ولم ترد حكومة المجر فوراً على طلب للتعليق.

تحجيم الأجانب

سعت حكومة "أوربان" إلى تقليص الملكية الأجنبية في عدد متزايد من الصناعات التي تعتبرها استراتيجية، وقالت، إن مطار العاصمة هو مفتاح السياحة والتنمية الاقتصادية الأوسع. ويتعرض "أوربان" لانتقادات من جبهات متعددة.

قد تعلق المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، الاثنين المقبل الموافقة على خطة تعافي المجر، قائلة، إنها لا تقوم بما يكفي لمكافحة الفساد، مما قد يهدد وصول تمويل بمليارات اليورو في الوقت المناسب. وأدان غالبية القادة الأوروبيين الشهر الماضي، قانون يوسع حملة قمع حقوق مجتمع "المثليين"، من خلال حظر المحتوى للقصر الذي يُعد "ترويجا للمثلية الجنسية".

جاء عرض الحكومة لشراء المطار أقل من القيمة السوقية العادلة، وفقاً لشخص مطلع على تقييم المالكين، وأشار أحد المصادر إلى بيع مطارات مماثلة، بما في ذلك لندن سيتي ونيس في عام 2016، وبروكسل في عام 2019، وجميعها كانت لها تقييمات تستند إلي متوسطات إيرادات الشركات قبل الفوائد والضرائب والإهلاك في منتصف العشرينيات.

على الرغم من الأضرار التي لحقت بالصناعة، لكن لا يبدو أن جائحة كوفيد قد غيرت التقييمات، حيث تلقى مطار سيدني عرضاً في يوليو يبلغ 22 ضعفاً (قبل الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء) لعام 2019، وهو مقياس للربحية، حيث إن السعر مدفوع في الغالب بالتطور المستقبلي لـصناعة الطيران.

تاريخ الخصخصة

أعلن مطار بودابست عن تسجيل أرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك، بقيمة 38 مليون يورو (45 مليون دولار) في العام الماضي، وخسارة صافية قدرها 110 ملايين يورو، بعد انهيار قطاع السفر. ويتوقع المطار عودة العمليات إلى مستويات ما قبل كوفيد بحلول عام 2023.

بدأت خصخصة المطار في عام 2005، وباعت الحكومة المجرية حصتها المتبقية في عام 2011، بعد عام من عودة "أوربان" إلى السلطة. وتستمر اتفاقية الامتياز حتى عام 2080.

ذكرت "بلومبرغ" لأول مرة في أكتوبر 2020، أن حلفاء "أوربان" تواصلوا مع المطار وقدموا عرضاً غير مرغوب فيه.

وفي ذلك الوقت، تم تكليف تحالف بتقديم العرض، وضم التحالف شركة التكرير المملوكة جزئياً للدولة " مول نيرت" (Mol Nyrt)، و"دانيال جيلينيك"، مالك شركة التطوير العقاري المحلية "إندوتيك" (Indotek)، التي أبرمت صفقات تجارية مع عائلة "أوربان". وبعد تعثر المحادثات، قالت الحكومة المجرية، إنها تعتزم الاستحواذ على حصة أغلبية في مطار بودابست.