بعد صعود قياسي.. تراجع الطلب يمحو مكاسب الخشب

محت أسعار الخشب رسميا جميع مكاسبها المحققة منذ بداية 2021، بعد أن كانت من بين أفضل السلع أداء بالعالم، حيث أدى الوباء إلى ارتفاع الطلب على البناء وأثار مخاوف من التضخم.

انخفضت الأسعار عند إقفال الإثنين بنسبة 0.6% عن مستويات بداية 2021، مع تراجع الطلب وتوسع العرض استجابة للمكاسب السابقة.

أثار صعود أسعار الخشب، وهو منتج شائع لأغراض البناء، ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان نقطة بارزة في الجدل حول السياسة النقدية للولايات المتحدة.

أربعة أضعاف

في مرحلة ما، تم تداول العقود الآجلة للأخشاب عند 1733.50 دولارا لكل ألف قدم من الألواح، أي أكثر من أربعة أضعاف مستوى العام السابق.

يعتبر انخفاض أسعار الخشب من بين أكثر الأمثلة دراماتيكية على انخفاض أسعار السلع بعد أن أدى الارتفاع في المواد الخام من النحاس إلى الذروة في وقت سابق من 2021، إلى إثارة القلق من أن ارتفاع التكاليف قد يقوض الانتعاش الاقتصادي.

أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول الشهر الماضي إلى انخفاض الخشب باعتباره دليلا على أن ضغوط الأسعار ستهدأ، مع حل اختناقات العرض بفضل إعادة فتح الاقتصاد وتلاشي حزم التحفيز المالي.

قال جيمي غرينو، مستشار الاستثمار والسلع في العقود الآجلة بـ "بي أي فاينانشال" في فانكوفر: "أدت النفقات الهائلة إلى خروج الكثير من الناس من السوق".

انخفض الخشب تسليم سبتمبر 5.6% يوم الاثنين إلى 712.90 دولارا لكل ألف قدم لوح في بورصة شيكاغو التجارية.

جريج كوتا، الرئيس التنفيذي لشركة "ويستلاين كابيتال استراتيجيز إنك" ومقرها أوهايو، المتخصصة في استراتيجيات تجارة الأخشاب، قال إن الأسعار انخفضت مع ارتفاع مستويات المخزون و"الانخفاض الكبير" في الطلب على الأخشاب لدى متاجر التجزئة الكبيرة، حيث يقوم مُجددو المنازل الذين يعملون بأنفسهم عادة بإجراء عمليات الشراء.

أضاف كوتا إن انخفاض أعمال التجديدات أتاحت المزيد من الأخشاب لشرائها أمام بناة المنازل، مما ساعد في الضغط على الأسعار للانخفاض.

تجاهلت السوق نشوب أكثر من 300 حريق غابات متزامن وازدحام عربات السكك الحديدية في منطقة الإنتاج الرئيسية في بريتش كولومبيا غرب كندا.

ولا يزال مستوى السعر الحالي مرتفعا تاريخيا. منذ التسعينيات في القرن الماضي، تم تداول العقود الآجلة للأخشاب في الغالب بين 200 دولار إلى 400 دولار لكل ألف قدم من الألواح، باستثناء عام 2018 عندما تجاوزت الأسعار حاجز الـ 600 دولار.

التراجع التصحيحي

يشير هذا "التراجع التصحيحي الهائل" إلى أن السوق قد أعيد ضبطها لتعكس توقعات العرض والطلب لبقية العام، وفقا لـكوتا.

تهدد الأسعار المرتفعة تاريخيا للأخشاب بإبقاء تكاليف الإسكان مرتفعة في أمريكا الشمالية خلال المستقبل المنظور.

قال كوتا إن أسعار الأخشاب تشهد "تحولا نموذجيا"، وهي في طور تحديد مستوى متوسط ​​جديد أعلى بكثير من الأسعار نتيجة لذلك.

كوتا أوضح في رسالة بالبريد الإلكتروني: "أعتقد أن أسعار العقود الآجلة للأخشاب ستشهد تقلبات شديدة من جانبين لتتأرجح في نطاق سعري أكثر تطرفا يتراوح بين 550 دولارا و1200 دولار للفترة المتبقية من عام 2021".

أضاف: "لكن أي محاولة للتراجع عن مستوى الـ 1000 دولار ينبغي أن يتدخل منتجو الأخشاب بشدة ".

قد تجد أسعار الأخشاب "أرضية على المدى القريب عند حوالي 700 دولار - 800 دولار قبل أن ترتفع مرة أخرى قبل موسم البناء في الخريف"، مشيرة إلى "موسم حرائق شديد الاضطراب" باعتباره محفزا صعوديا محتملا للأسعار، حسبما قالت " إي أر ايه فورست برودكتس ريسيرش" في مذكرة صادرة يوم 30 يونيو.

قال بول كوين، المحلل في "أر بي سي كابيتال ماركيتس"، إنه من المعتاد أن تنجرف الأسعار إلى الأسفل خلال أشهر الصيف، وتحقق ارتفاعا طفيفا في سبتمبر، ثم تنخفض مرة أخرى في نوفمبر. أضاف كوين :"نعتقد أن أسعار الربيع لعام 2022 ستشهد فترة مماثلة لما حدث في عام 2021، على الرغم من أنه من المحتمل ألا تكون مرتفعة نظرا لزيادة السعة الإضافية"، مشيرا إلى أن الطلب على بناء المنازل الجديدة لا يزال يتسارع.

"ما زلنا نتوقع أن تكون الأسعار أعلى من المتوسط على المدى الطويل في المستقبل"، وفقا لـ كوين.