رغم الإيرادات القياسية.. مساهمو "غولدمان" و"جيه بي مورغان" يركزون على التوقعات السلبية

حقق غولدمان ساكس وجيه بي مورغان إيرادات قياسية لكن المساهمين يثيرون شكوكاً بشأن التوقعات المستقبلية السلبية
حقق غولدمان ساكس وجيه بي مورغان إيرادات قياسية لكن المساهمين يثيرون شكوكاً بشأن التوقعات المستقبلية السلبية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى كبرى شركات وول ستريت إلى اجتذاب مصرفيين من البنوك الاستثمارية، ودفع الأموال في سبيل ذلك أكثر من أي وقت مضى لدعم استمرار نمو الأرباح. وذلك في الوقت الذي انصرف فيه تركيز المساهمين على بقية المشاكل الأخرى.

لم ينجح تسجيل صانع الصفقات "جيه بي مورغان" إيرادات قياسية، وحلول "غولدمان ساكس" بالمركز الثاني كأفضل إيرادات على الإطلاق مقارنة بباقي المنافسين، في صرف الانتباه عن تسجيلهما أسوأ ركودٍ فاق التوقعات في إيرادات تداول أدوات الدخل الثابت وتسارع زيادة التكاليف، ما يثير الشكوك بشأن النمو في المستقبل.

رغم تفوق أرباح البنكين على تقديرات المحللين، إلا أن السهمين سجلا تراجعات في تداولات يوم الثلاثاء.

وعلى الرغم مما أظهرته نتائج البنوك من تعافي الاستهلاك من تداعيات الإغلاقات أثناء الوباء وتزايد فرص نمو أرباح البنوك وسط تعافي أعمال الشركات، ركز المستثمرون على قضايا أخرى وتساءلوا، هل سيجبر زخم تداولات وول ستريت الشركات على زيادة الأجور؟ كم يلزم من الوقت لعكس اتجاه ركود الطلب على القروض وتعافي البنوك من تأثير استمرار أسعار الفائدة المنخفضة على إيراداتها؟

تعافي قوي في الأرباح

تقول سوزان روث كاتزكي، المحللة في "كريدي سويس" في مذكرة بحثية للعملاء: "المحصلة النهائية: تسجيل أداء ربع سنوي قوي بدعم من زخم تداولات السوق والإنفاق الاستهلاكي وجودة الائتمان، والتي تؤكد جميعها على قوة وسرعة التعافي الاقتصادي. ويبقى التساؤل حول ما اذا كانت تلك القوة سوف تستمر في ظل ارتفاع أسعار الفائدة ونمو الائتمان على نطاق واسع في المرحلة الثانية من التعافي".

انخفض سهم "جيه بي مورغان" 2.4% حتى الساعة 1 مساءً في نيويورك ليسجل ثالث أسوأ أداء بين 24 من كبرى البنوك الأمريكية المدرجة أسهمها في مؤشر "KBW" كما تراجع سهم "غولدمان" 1.2%.

تتشابه نتائج الربع الثاني مع نفس الفترة من العام الماضي في عدة نواحي، عندما سجل المتداولون مكاسب هائلة نتيجة تقلبات السوق الجامحة، لكن التوقعات الاقتصادية كانت تتراوح وقتها ما بين ضبابية وقاتمة.

ومع تباطؤ زخم التداولات، يتسابق صانعو الصفقات لمواكبة الطلب حيث تسعى الشركات إلى تعزيز مواردها المالية والبحث عن استحواذات جديدة واتخاذ العديد من الخطوات في إطار إعادة هيكلة استراتيجياتها لتتوافق مع التعافي. كذلك عاد المستهلكون إلى التسوق والسفر مرة أخرى.

شكوك مستقبلية

دعمت تلك العوامل أسهم البنوك بشكل كبير. حيث ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورذ 500 فاينانشالز" بنسبة 26% منذ بداية العام متجاوزاً مكاسب مؤشر "ستاندرد آند بورذ 500" البالغة 17%، وذلك قبل أن يستهل "جيه بي مورغان" و"غولدمان" الإعلان عن الأرباح النصف سنوية للقطاع. فيما يبقى المستثمرون يترقبون التعرف على الخطوة التالية.

أكد "جيه بي مورغان" وجود شكوك بشأن توقعات صافي دخل الفائدة. حيث يواصل المستهلكون زيادة الإنفاق الذي يعتمد على مدفوعات برامج التحفيز الأمر الذي يزيد من صعوبة التنبؤ بإمكانية انعكاس زيادة الإنفاق على نمو أرصدة بطاقات الائتمان.

أبقى البنك على توقعاته بتحقيق صافي دخل من الفوائد عند 52.5 مليار دولار رغم تسجيل نتائج أقل من توقعات المحللين في الربع الثاني.

زيادة المصروفات

زادت مصروفات"جيه بي مورغان" بنسبة 4% لتصل إلى 17.67 مليار دولار متجاوزة متوسط تقديرات المحللين التي جمعتها بلومبرغ البالغة ​​17.45 مليار دولار. وأشار البنك إلى توقعه زيادة المصروفات للعام بأكمله بنسبة 6.5% لتبلغ 71 مليار دولار.

قال ستيفن تشوباك، المحلل في "وولف ريسيرش"، إن ارتفاع مصروفات البنك وتسجيل صافي دخل من الفوائد أقل من التقديرات "يطغى على باقي نتائج الربع الثاني" على الرغم من تسجيل أداء إيجابي في مجالات أخرى.

تأتي زيادة المصروفات جزئياً إلى الضغوط التنافسية في وول ستريت وسط طوفان من الصفقات دفع البنك إلى التوظيف بإدارة الخدمات المصرفية الاستثمارية وخدمات الشركات التي ارتفع عدد موظفيها 2% ليصل إلى 64261 موظف خلال الربع.

وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان" للمحللين في المؤتمر الذي انعقد عبر الهاتف: "إذا كان بالإمكان توظيف مصرفيين متميزين فسوف ننفق من أجل ذلك. نحن لا ندير العمل حتى نتمكن من إخبار المحللين برقم جيد للمصروفات. هذه طريقة سيئة للإدارة".

قفزت إيرادات البنك من رسوم الاكتتاب والاستشارات 25% لتصل إلى 3.57 مليار دولار متفوقة بشكل ملحوظ على متوسط ​​تقديرات المحللين التي جمعتها بلومبرغ البالغة 3.13 مليار دولار، حيث قفزت الرسوم من الاستشارات وحدها 52% لتبلغ 916 مليون دولار.

فرص النمو مرتفعة رغم عدم اليقين

أشار كلاً من "جيه بي مورغان" و"غولدمان" إلى عودة حالة من عدم اليقين بسبب انتشار متحور كوفيد- 19 "دلتا" ما قد يؤثر بالسلب على وتيرة التعافي وعقد الصفقات لكنها لا تنذر بحدوث انكماش آخر.

وقال ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لبنك "غولدمان" للمحللين في المؤتمر الذي انعقد عبر الهاتف: "لا تزال فرص نمو الأعمال مرتفعة للغاية".

وأشار إلى تقديرات باستمرار نمو الطلب قائلاً: "من الطبيعي أن يؤدي أي اضطراب أو تباطؤ اقتصادي في وقت ما في المستقبل إلى ضعف الثقة وتباطؤ نمو الطلب ولكن هذا لا يبدو محتملاً".

ساهم زخم الطروحات العامة الأولية في دعم إيرادات "غولدمان ساكس" من الرسوم المصرفية الاستثمارية التي قفزت بنسبة 26% لتبلغ 3.45 مليار دولار متفوقة بفارق كبير عن متوسط ​​تقديرات المحللين التي جمعتها بلومبرغ والبالغة 2.92 مليار دولار. كما أشار البنك إلى تسجيل قفزة في عدد عمليات الاندماج والاستحواذ المكتملة.

تراجعت مصروفات البنك بنحو ملياري دولار مقارنة بالعام السابق –رغم ارتفاع مصروفات الخدمات القانونية – لكنها تبقى أقل من تقديرات المحللين. كذلك ارتفعت تكاليف رواتب الموظفين 18%على أساس سنوي وهو ما أشارت إليه الشركة بالتزامن مع ارتفاع الإيرادات.

ورغم محاولات إدارات التداول في البنكين تكرار الأداء القوي الذي تم تسجيله العام الماضي إلا أن إيرادات تداولات الدخل الثابت والعملات والسلع قد انخفضت بنسبة 45% تقريباً في كلاً من "جيه بي مورغان" و"غولدمان ساكس".