تعرف على قصة نجاح غير متوقعة لأحدث ملياردير في روسيا

رجل الأعمال الروسي  إيغور شيلوف
رجل الأعمال الروسي إيغور شيلوف المصدر: المكتب الإعلامي لشركة "إي إم سي"
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ إيغور شيلوف حياته ببيع قبعات مصنوعة من فراء حيوان المنك وسلع أخرى في سيبيريا، ثم أصبح مليارديراً بعد أن طرحت شركته للرعاية الصحية للاكتتاب العام الأولي في روسيا.

حيث بلغت قيمة ثروة شيلوف مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للأثرياء، وذلك بعد تقييم شركة "يونايتد ميديكال غروب" بقيمة 1.1 مليار دولار عند طرحها العام الأولي. وبعد الاكتتاب العام، أصبح رجل الأعمال صاحب الـ58 عاماً يملك حوالي 55% من الشركة العاملة تحت اسم العلامة التجارية "المركز الطبي الأوروبي" (EMC).

وتعد شركة تقديم الرعاية الصحية للأثرياء الروس، أحدث شركة تطرح أسهمها للاكتتاب العام في روسيا، وذلك وسط تعافي اقتصاد البلاد بعد انكماش العام الماضي. وجدير بالذكر أن هذا العام شهد طروحات في روسيا أكثر من أي عام آخر منذ عام 2013. وقال شيلوف عبر البريد الإلكتروني:

هذه قصة شخصية إلى حد ما، فقد أصيبت والدتي بالسرطان، ورأيت بأم عيني مدى صعوبة تقديم رعاية طبية جيدة في روسيا

في بيانها للاكتتاب العام، الشهر الماضي، قالت الشركة، إن الملياردير رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، يمتلك 6.9% تقريباً من الشركة، ويخطط لبيع أسهم في الطرح العام. بينما رفض المتحدث باسم أبراموفيتش التعليق على الأمر.

وبرغم أن روسيا تشهد زيادة في الاكتتابات الأولية، إلا أن أسهم الشركات التي تم طرحها للاكتتاب العام سجلت انخفاضاً هذا العام. فقد انخفض سهم شركة التجزئة بميزانية "فيكس برايس جروب" بنسبة 14% منذ طرحها للاكتتاب في مارس، بينما انخفض سهم صانع الورق "سيغيزها غروب" (Segezha) بنسبة 8.5% منذ إدراجه في البورصة خلال أبريل الماضي.

رحلة الأعمال

كان شيلوف قد تخرج من الجامعة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية، في عام 1986. وفي العام التالي من تخرجه، أنشأ شركة لتربية حيوان المنك، وإنتاج السلع من فرائه. وعندما تفكك الاتحاد السوفيتي، بدأ في استيراد الأطعمة المعلبة والمشروبات وغيرها من المواد الغذائية، إلى سيبيريا من المجر.

في عام 1998، أسس شيلوف وشركاؤه شركة لصناعة العصائر، تعرف باسم "أو إيه أو نيدان" (OAO Nidan). وقد تم بيعها لشركة "كوكاكولا" بعد أكثر من عقد، مقابل قيمة غير معلنة. وحصل شيلوف على 250 مليون دولار من هذه الصفقة، مستخدماً المبلغ لشراء حصة مسيطرة في "المركز الطبي الأوروبي" في عام 2008.

ومنذ ذلك الحين، شهدت الشركة، التي تضم في قائمة عملائها السفارات الأجنبية، والرياضيين المحترفين، زيادة في الإيرادات بأكثر من عشرة أضعاف، لتصل قيمة الإيرادات إلى 241 مليون يورو (285 مليون دولار) في العام الماضي.

وفي عام 2012، اشترت شركة الأسهم الخاصة "بارينغ فوستوك كابيتال" (Baring Vostok) حصة 28% في "المركز الطبي الأوروبي" مقابل 100 مليون دولار، ثم باعتها لاحقاً.

وقال شيلوف، إن خدمات "المركز الطبي الأوروبي" مماثلة لخدمات العيادات الأجنبية الرائدة. كما أوضح أن الطب الوقائي وإعادة التأهيل مجالان مهمان للنمو، خاصة بعد أن دفع الوباء الناس إلى العناية بحالتهم الصحية بشكل أفضل.

كانت شركة "المركز الطبي الأوروبي" قد ركزت منذ البداية على "تقديم الخدمات الطبية للعملاء من ذوي الدخل المرتفع"، كما يقول أليكسي فولتنوف، وهو شريك في "إن إي أو سينتر"، وقد قدمت شركته الاستشارات لبيان الطرح العام الأولي لـ"المركز الطبي الأوروبي"، ويضيف فولتنوف: "لقد استطاعوا تقديم خدمات من الدرجة الفاخرة للأثرياء من موسكو ومن المقاطعات الأخرى في روسيا".

الأثرياء الروس

لكن مع ذلك، فإن بعض المستثمرين يشككون في أن الأثرياء الروس سيفضلون "المركز الطبي الأوروبي" على العيادات الغربية، خاصة بعد رفع قيود السفر التي فرضت لمكافحة "كوفيد-19". حيث تتمثل أحد المخاطر الرئيسية للشركة في أن "الأثرياء الروس بات لديهم الآن فرصة تلقي العلاج في مكان ما في الخارج، بينما يبدو نمو السوق داخل روسيا محدوداً"، وذلك وفقاً لكونستانتين أساتوروف، المدير في "سيستيما كابيتال" بموسكو، والذي لم يشارك بالطرح.

كذلك، فإن "المركز الطبي الأوروبي" يعد مكلفاً أيضاً، وهو ما يحد من مجموعة عملائه المحتملين. وقالت الشركة في عرض الاكتتاب العام، إن زيارة العيادات الخارجية المعتادة تكلف 282 يورو. وهذه قيمة تعادل نحو نصف متوسط الأجر الشهري في روسيا.

ومع ذلك، لا يزال شيلوف واثقاً بمستقبل الشركة، وسط توقعاته بإمكانية تطور القطاع الطبي في البلاد سريعاً. وعندما سُئل عن شعوره كونه أصبح مليارديراً، قال شيلوف إنه شعر بسعادة غامرة عندما جنى أول مليون له، وأضاف: "إنه مجرد مقياس لأداءك كرجل أعمال، مثل الرياضة تماماً".