الصين أكبر مصدر للتلوث في العالم تطلق التداول في أكبر سوق للكربون

محطة الكهرباء الحرارية غاوبيديان في بكين الصين بدأت اليوم التداولات في سوق مخصصات الإنبعاثات الكربونية بعد تأخير
محطة الكهرباء الحرارية غاوبيديان في بكين الصين بدأت اليوم التداولات في سوق مخصصات الإنبعاثات الكربونية بعد تأخير المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فتحت الصين باب التعاملات في السوق الوطنية للكربون، بيد أن أكبر بورصة انبعاثات في العالم لن تساعد أكثر دولة متسببة بالتلوث في تقليص بصمتها المناخية سريعاً.

افتتحت مخصصات الكربون يوم الجمعة على 48 يواناً (7.42 دولاراً) للطن المتري، وارتفعت سريعاً بالحد الأقصى اليومي وهو 10%، وفقاً لأشخاص مطلعين على التفاصيل. أفادت محطة "سي سي تي في" (CCTV) الحكومية أن أول صفقة وبلغت 7.9 مليون يوان تمت بسعر 52.78 يواناً للطن.

يعد هذا جزءاً يسيراً من السعر في الاتحاد الأوروبي، حيث لامس الكربون رقماً قياسياً قدره 58.64 يورو (69.22 دولاراً أمريكياً) في الأول من يوليو، ما يعكس مدى محدودية النطاق الابتدائي للنظام الصيني. لا يغطي السوق الصيني حتى الآن سوى حوالي 2200 شركة في قطاع الكهرباء، وتعرض لانتقاد حول وفرة مخصصات التلوث ضئيلة الأثر في إجبار الجهات التي تطلق الانبعاثات على اتخاذ إجراءات مناسبة.

وقالت بورصة شنغهاي للبيئة والطاقة، التي تستضيف السوق، إنها لا تستطيع تأكيد تفاصيل الأسعار والتداول على الفور.

أكبر سوق للكربون في العالم تزداد رسوخاً مع تحول أوروبا للاقتصاد الأخضر

كانت شركة البترول الوطنية الصينية، وشركة الصين للبترول والكيماويات، أو "سينوبك" (Sinopec)، وشركة "تشاينا إينرجي إنفستمنت" : (China Energy Investment)، أحد أكبر منتجي الفحم في العالم، من بين الشركات التي شاركت في التعاملات المبكرة، وفقاً لمحطة "سي سي تي في" (CCTV).

تغيير السلوك

قال هينينغ غلويستين، المحلل في مجموعة "أوراسيا" (Eurasia)، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن سوق الكربون في أوروبا شهد ارتفاعاً في الأسعار "إلى مستويات من المرجح أن تقضي على استخدام الفحم لتوليد الكهرباء وتتحدى الجدوى الاقتصادية للغاز الطبيعي". في حين أن الأسعار المتواضعة في الصين "لن تؤدي على الفور إلى تحول جذري، ولكنها سيسمح للشركات الصينية بالاعتياد على السوق".

قال نائب وزير البيئة والبيئة تشاو ينغمين للصحفيين يوم الأربعاء، إن السلطات تهدف إلى توسيع النظام بسرعة ليشمل صناعات أخرى. من المحتمل أن يشمل ذلك منتجي الأسمنت والصلب والألمنيوم، وهم من بين الملوثين الرئيسيين.

يريد الرئيس شي جين بينغ، أن تخفض انبعاثات الصين من الكربون بحلول عام 2030، وأن تحيد في 2060. ويهدف النظام التجاري إلى إجبار الشركات على الدفع لقاء بعض تصاريح إطلاق ثاني أكسيد الكربون على الأقل، وتشجيعها على استخدام الوقود بشكل أكثر كفاءة وتقليل التلوث.

السعودية تختبر تجميد الكربون لخفض انبعاثات محطات الطاقة

يأتي بدء التداول بعد تأخير متكرر وتجارب أصغر حجماً في عدد من المقاطعات، حيث جرى تداول مخصصات الكربون بنحو 40 يواناً للطن. أقيمت مراسم إطلاق السوق الوطنية الجمعة في شانغهاي ومقاطعة هوبي، بحضور مسؤولين حكوميين ومنتجي كهرباء والمصرفيين.

قال يان تشين المحلل في "ريفينيتيف" (Refinitiv) في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن السوق يجب أن تحرض في البداية على مراقبة أفضل للبيانات وتشجع الملوثين الرئيسيين على تغيير سلوكهم. وقالت يان: "سوق الكربون أداة أساسية في مساعدة الصين على تحقيق تعهدها بشأن المناخ".

يحتج نقاد بأن أعواماً قد تمضي قبل أن يكون سوق الكربون أثر فاعل. وقد يعني وجود فائض محتمل في التصاريح، أن الملوثين الذين يتسببون في انبعاث كميات كبيرة من الكربون سيكونون قادرين بسهولة على شراء المخصصات بسعر رخيص.