"نتفلكس" تُعزِّز تفوقها بإضافة خدمة ألعاب الفيديو

نتفلكس بصدد خطوة جريئة بإضافة خدمة ألعاب الفيديو لزيادة جاذبية منصتها وسط منافسة شرسة في سوق البث الرقمي
نتفلكس بصدد خطوة جريئة بإضافة خدمة ألعاب الفيديو لزيادة جاذبية منصتها وسط منافسة شرسة في سوق البث الرقمي المصدر: غيتي إيمجز
Tara Lachapelle
Tara Lachapelle

Tara Lachapelle is a Bloomberg Opinion columnist covering the business of entertainment and telecommunications, as well as broader deals. She previously wrote an M&A column for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في حين ما تزال خدمات بث الفيديو، مثل "إتش بي أو ماكس"، و"ديزني بلس"، و"باراماونت بلس" تحاول الحصول على متابعات بحجم "نتفلكس" بين عشاق التلفزيون والأفلام، فإن شركة "نتفلكس" تعمل بالفعل على تحقيق تفوقها التالي، ألا وهو ألعاب الفيديو، والتي قد تساعد الشركة الرائدة في مجال البث على الخروج من ركود النمو.

وبعد التلميح بشكلٍ غامض أثناء مؤتمر أرباح الربع الأخير من العام إلى أن الألعاب كانت على رادارها، أوضحت "نتفلكس" أنها تقوم بجهود أكثر جدية في هذا المجال.

تعيينات جديدة

حيث قال غريغ بيترز، الرئيس التنفيذي للعمليات في "نتفلكس"، يوم الأربعاء، إن الشركة التي تبلغ قيمتها 243 مليار دولار قد عينت مايك فيردو، المدير التنفيذي السابق في الشركة الناشرة لألعاب الفيديو "إلكترونك آرتس" وفي شركة "فيسبوك"، نائباً لرئيس تطوير الألعاب؛ حيث طوّر "فيردو"، الذي عمل أيضاً في شركتي "زينغا" و"أتاري"، ألعاباً شعبية خلال مسيرة حياته المهنية، مثل "ذا سيمز"، و"بلانتس فيرسز زومبيز"، و"فارمفيل".

وفي الآونة الأخيرة، ساعد "فيردو" في الإشراف على محتوى نظارة الواقع الافتراضي "أوكولوس ريفت" من شركة "فيسبوك".

جذب عملاء جدد

في الواقع، من الخطورة أن تدخل "نتفلكس" في مجال عمل غير مألوف بينما تتصدر لعبتها، إلا أن هذه الخطوة قد تُعطي أي رافضين لخدمات الشركة سبباً إضافياً للاشتراك في الخدمة التي تبلغ قيمتها 14 دولاراً في الشهر.

حيث لا تخطط الشركة لفرض رسوم إضافية على الألعاب التي ستظهر في التطبيق جنباً إلى جنب مع برامجها المعتادة، حسبما أفادت بلومبرغ نقلاً عن شخص مطلع.

وبعد موجة من المستخدمين الجدد في النصف الأول من عام 2020، وسط عمليات الإغلاق الناجمة عن الجائحة، تتباطأ وتيرة الاشتراك مرة أخرى، حيث تتوقع "نتفلكس" مليون عميل جديد فقط على مستوى العالم للفترة الأخيرة؛ وستصدر نتائجها الرسمية الثلاثاء بعد إغلاق السوق.

الجدير بالذكر أن "نتفلكس" واجهت صعوبة خاصة مؤخراً في إضافة مستخدمين في الولايات المتحدة وكندا، على الرغم من أن لديها أكثر من 74 مليون مشترك في تلك المنطقة.

وتواجه الخدمة أيضاً منافسة شديدة في أوروبا من "ديزني بلس" التابعة لشركة "والت ديزني"، والتي أضافت مؤخراً علامة "ستار" التجارية الترفيهية العامة لخدماتها الأكثر ملاءمة للبالغين.

استثمار المليارات

وما لم تكن على استعداد لضخ مليارات الدولارات في هذا الجهد، فمن الصعب تخيل أن تصبح شركة "نتفلكس" منافساً مهماً لـ"بلاي ستيشن" من شركة "سوني" و"إكس بوكس" من شركة "مايكروسوفت"، حيث تُقدمان وحدات تحكم الألعاب ذات العلاقات العميقة مع المعجبين الباحثين عن الرسومات الأكثر واقعية والسرديات المعقدة.

ومع ذلك فإن داعمي الأسهم الميمية في شركة "غيم ستوب" لا يُرحبون برؤية خدمة تحظى بشعبية مثل "نتفلكس" وهي تتغذى على أعمالهم التجارية الخاصة بألعاب الفيديو.

وقد تراجعت أسهم "غيم ستوب" بنسبة 7.5٪ في بداية التداول يوم الخميس قبل أن تتعافى إلى حد ما. كما توسعت شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في مجال الألعاب بنجاح محدود؛ حيث تمتلك شركة "أبل" منصة "آركاد"، في حين تمتلك شركة "ألفابت" منصة "غوغل ستاديا"، ولكن احتفظت كل منهما بخدمة الفيديو الخاصة بهم كمنتج منفصل.

ألعاب الحفلات

وبدلاً من ملاحقة أكبر منصات الألعاب مباشرة، فإن المكان الأكثر منطقية الذي يمكن أن تبدأ منه شركة "نتفلكس" هو شيء يُشبه ألعاب الحفلات.

لنأخذ مثالاً صغيراً، ستكون حزم حفلات "جاكبوكس غيمز" (المفضلة لعائلتي عندما تجتمع معاً) مثالية لشركة "نتفلكس" - فهي لا تتطلب حتى جهاز تحكم عن بعد منفصل لأن المشاركين يشاركون في المهمات المسلية والشبيهة بالرسوم المتحركة باستخدام هواتفهم.

وبالنسبة إلى الشركات الأكثر طموحاً، فهناك فرصة لم يتم تحقيقها لربط المسلسلات التي يتم بثها بألعاب الفيديو، والتي لديها حالياً أحداث مفصلة خاصة بها وتطوير للشخصيات بشكل لا يبتعد كثيراً عن مستوى العروض التي تنتجها هوليوود.

التحرك بتواضع

ونظراً لمخاوف المستثمرين التاريخية بشأن اقتراض وإنفاق "نتفلكس"، وأن الشركة تتجه نحو التحوّل إلى اتجاه إيجابي للتدفق النقدي، فمن المنطقي التحرك ببطء وبشكل متواضع.

حيث تُعدّ "نتفلكس" بالفعل الوجهة الأكثر شعبية لمشاهدة محتوى هوليوود عند الطلب، وحتى مع كل المنافسة التي تواجهها، لم يبدو أن ذلك يدفع أعداداً كبيرة من المستخدمين إلى إلغاء اشتراكهم.

وفي الحقيقة، فإن أي مسعى جديد مكلف سيثير تساؤلات حول الطريقة التي ستمولها "نتفلكس" بها في حين تواصل تبذيرها الضروري على المسلسلات والأفلام الأصلية.

وبالتالي بدأ التحول إلى بعض البرامج المدعومة بالإعلانات يبدو أمراً لا مفر منه (بدأت "نتفلكس" أيضاً بشكل متوقع في الخوض في المنتجات الاستهلاكية، والتي تُعتبر أوزة ديزني الذهبية، وسط ضغوط للعثور على مصادر ربح جديدة).

وقد أصبحت "نتفلكس" مرادفاً تقريباً للقول إننا "نشاهد التلفزيون". وليس من المستبعد أن يسأل المستخدمون يوماً ما بعضهم البعض، "ما الذي تلعبه على نتفلكس؟".