حملة التضييق على "ديدي" تهز أسس قطاع النقل التشاركي في الصين

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أثارت إزالة الصين المفاجئة لخدمات "ديدي غلوبال" (Didi Global) من متاجر التطبيقات في البلاد، مخاوف الدراجين والسائقين، وأدّت إلى تنشيط المنافسين الذين رأوا في ذلك فرصة نادرة لاقتطاع جزء من حصة زعيم يمتلك 90% من السوق.

بعد أربعة أيام من طرح شركة "ديدي" للاكتتاب العام الأولي في الولايات المتحدة في 30 يونيو - وهو ثاني أكبر اكتتاب لشركة صينية على الإطلاق – طلبت الجهة الناظمة للأمن السيبراني الصيني من متاجر التطبيقات إزالة تطبيق "ديدي"، قائلة إن التحقيق كشف عن مشكلات في طريقة جمعها واستخدامها للمعلومات الشخصية. تمثل هذه الخطوة أحدث تصعيد في جهود الصين لكبح جماح شركات التكنولوجيا القوية، وقد ولّدت بالفعل حالة كبيرة من عدم اليقين حول مدى حرية العمل التي ستتمتع بها هذه الشركات.

قد يعني هذا أيضاً حدوث تغييرات كبيرة في صناعة خدمات النقل في البلاد. هناك 377 مليون مستخدم نشط سنوياً و13 مليون سائق ينفذون 25 مليون رحلة يومياً في الصين. وتعد "ديدي" جزءاً حيوياً من البنية التحتية للنقل في البلاد. لقد دفعت الشركة أكثر من 600 مليار يوان (93 مليار دولار) للسائقين منذ 2018، معظمها في الصين. وسيستمر العملاء الحاليون في الحصول على الخدمة، لكن لا يمكن للعملاء الجدد الاشتراك في الخدمة، وليس من الواضح كيف سيتطور الموقف.

تأثر القطاع بأكمله

هيمنة "ديدي" على هذا القطاع، تركته عرضة للاضطرابات التي تتعرض لها باعتبارها اللاعب الرئيسي فيه. كذلك، فإن السائقين الذين يعمل الكثير منهم بدوام جزئي ومن دون الحصول على الحوافز الكاملة التي يتلاقاها الموظفون، يخشون من فقدان دخلهم، بينما يشعر الركاب بالقلق من تركهم عالقين. ويقول الراكب المتكرر توني وانغ: "بدون وجود (ديدي) في الخدمة، قد تكون إعادة التوازن بين العرض والطلب أمراً مربكاً وتستغرق وقتاً طويلاً".

يقول شينغ غانغ، الذي يقود سيارته لصالح "ديدي" في شانغهاي، إن الطلبات تراجعت بحوالي 30% منذ الإعلان عن التحقيق. وفيما تتقلب أسعار "ديدي" مع الطلب، يقول شينغ إنه كان قادراً على الاعتماد على تحقيق ضعفي المعدل الطبيعي بمرة ونصف خلال ساعات الذروة المسائية. لقد تبخرت هذه الزيادة منذ الحظر، وهي علامة أخرى على ضعف الطلب.

حذرت "ديدي" مرتين حتى الآن من "التأثير السلبي" لإزالتها من متجر التطبيقات على عملياتها. وقد رفض ممثلو "ديدي" التعليق على هذا الأمر.

زادت عمليات تحميل تطبيقات منافسين مثل "كاوكاو تشوزينغ" (Caocao Chuxing) و"ديدا بينش" (Dida Pinche) على متجر تطبيقات "أبل" في الصين، وتضاعف عددها في بعض الحالات بأكثر من الضعف، وفقاً لشركة الأبحاث "سينسور تاور" (Sensor Tower).

حتى قبل الهزة الأمنية، كانت الخدمات المنافسة تحاول سرقة مستخدمي "ديدي" عبر تقديم أسعار أقل. لقد قام المنافسون أيضاً بإرسال الرسائل النصية للسائقين ووعدوهم بحوافز، بما في ذلك هبات نقدية. قدمت خدمة التجارة الإلكترونية والتسليم "ميتوان" (Meituan) - التي تواجه تحقيقاً يتعلق بمكافحة الاحتكار - مكافأة أسبوعية تصل إلى حوالي 500 دولار للسائقين الذين ينفذون عدداً معيناً من الطلبات، وأكثر من 100 دولار كمكافأة إحالة، وفقاً لرسالة نصية تم إرسالها للسائقين الذين قابلتهم "بلومبرغ نيوز".

ليس هناك ولاء عميق لـ"ديدي" بين السائقين، فهم يشكون من أن الأجور ازدادت سوءاً مع تعزيز الشركة لقوتها. يقول شينغ: "الأمر بسيط بالنسبة إلينا كسائقين: أياً كانت المنصة التي توفر أكبر قدر من المال، فإننا نمضي قدماً ونقود سياراتنا لصالحها". كذلك، يتمتع الركاب بمرونة مماثلة، وهم على استعداد للتعامل مع أي منصة يبدو أنها تعمل بشكل أفضل. يقول ويلين تشين، الطالب في بكين والبالغ من العمر 24 عاماً: "ليس الأمر كما لو أننا نعود إلى إيقاف سيارات الأجرة بشكل عشوائي في الشارع".