نتفلكس تراهن على بروكلين وتفتتح أول استوديو في نيويورك

نتفلكس تتوسع
نتفلكس تتوسع المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في إطار سعيها لبناء أوَّل خدمة تلفزيونية دولية تُبَثُّ في جميع أنحاء العالم، أنشأت شركة "نتفلكس" منشآت إنتاج في مدريد، وسيوول، وتورنتو، ولندن. وفي خريف هذا العام، ستفتح منشأة جديدة أكثر قرباً لمقرِّ الشركة الرئيسي.

فرع جديد بإمكانات كبيرة

في سبتمبر المقبل، ستفتتح "نتفلكس" استوديو جديداً في بوشويك، وهو حي يسكنه حوالي 100 ألف شخص في بروكلين بنيويورك. يضمُّ المبنى الذي تبلغ مساحته 170 ألف قدم مربع ستة مسارح صوتية، بالإضافة إلى حجرات تعديل الفيديوهات، وغرف الاجتماعات، وفسحة لتناول الطعام. وتحتوي المسارح الصوتية على مساحة كافية لتصوير عرضين تلفزيونيين في الوقت نفسه، أو فيلم واحد ضخم.

زاد عدد المشاريع التي تمَّ إنتاجها في نيويورك بأكثر من الضعف منذ عام 2015، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى برنامج الحوافز الضريبية الذي تقدِّمه الولاية، ويخصص 420 مليون دولار سنوياً في شكل هبات لجذب الإنتاج. ومن خلال افتتاح استوديو في بوشويك، ترسل "نتفلكس" علامة كبيرة على الثقة في نيويورك كمركز إنتاج.

كانت آن ديل كاستيلو، مفوضة مكتب الإعلام والترفيه التابع لرئيس بلدية مدينة نيويورك، واحدة من حفنة من المسؤولين الحكوميين المحليين والمتخصصين في صناعة السينما، ممن قاموا بجولة في منشأة "نتفلكس" الجديدة في يوم حار جداً أواخر يونيو الماضي.

قالت ديل كاستيلو: "هذا مهم حقاً لنيويورك": "إنَّه ليس مجرد شيء من الجيد الحصول عليه، إنَّه محرِّك اقتصادي حقيقي".

إنفاق سخي

تعهدت "نتفلكس" بإنفاق أكثر من 100 مليون دولار في المدينة، وإيجاد آلاف الوظائف. وفي عام 2019، استأجرت الشركة منشأتين في نيويورك، أحدهما مكتب مساحته 100 ألف قدم مربع في مانهاتن، وموقع الإنتاج في بروكلين.

وأمضت الشركة العامين الماضيين في العمل مع مالك شركة "ستيل إكويتيز" (Steel Equities) لتعديل موقع بروكلين، إذ يُنتظر أن تبدأ "نتفلكس" تصوير عرضين هناك، ورفضت الكشف عن عناوينهما.

أيضاً، تعهدت الدولة بتقديم 4 ملايين دولار في شكل ائتمانات ضريبية على مدى السنوات العشر القادمة، بشرط أن تقوم "نتفلكس" بالإنشاء والاحتفاظ بـ127وظيفة على الأقل في مكاتب مانهاتن بحلول عام 2025.

يعدُّ افتتاح الاستوديو في "بوشويك" علامة كذلك على عودة أوسع نطاقاً إلى الوضع الطبيعي لصناعة الترفيه. كانت نيويورك موطناً لأكثر من 70 برنامجاً تلفزيونياً مختلفاً قبل أن تتوقَّف الأمور العام الماضي وسط فرض قيود كوفيد- 19. لكن في الآونة الأخيرة، انتعش عدد العروض التي يتمُّ إنتاجها، لتصل إلى المستويات نفسها التي كانت عليها قبل الوباء.

وقت حرج لصناعة الترفيه

قال مايكل ماناس، الذي يشرف على المنشأة لصالح "نتفلكس: "إنَّه وقت حرج للغاية بالنسبة للصناعة حتى يمكنك قول: نحن هنا، وقد عدنا".

شدَّد ماناس على أنَّ استثمار "نتفلكس" في بوشويك سيمتد إلى ما هو أبعد من حدود الموقع نفسه. وقال، إنَّ الشركة ستقوم بتوظيف عمال محليين للعمل في إنتاجها، وكذلك لمتجر الأخشاب التابع لها، كما ستطلب الطعام أيضاً من المطاعم المحلية.

استطرد ماناس: "هذا حقاً مشروع للحي كله".

في الإطار نفسه، يواصل السياسيون مناقشة الفوائد الاقتصادية لاستخدام برامج الحوافز الضريبية في تحفيز الإنتاج. وقدَّمت جورجيا، ونيو مكسيكو، وميتشيغان، وكندا جميعاً ملايين الدولارات لجذب أفضل مشاريع هوليوود. وكانت الاستراتيجية فعَّالة للغاية لدرجة أنَّ كاليفورنيا، التي ظلَّت لفترة طويلة مركز الإنتاج في الولايات المتحدة، اضطرت إلى تنفيذ ائتمانات ضريبية خاصة بها.

رحلة من التطور

يقع استوديو "نتفلكس" الجديد على أرض كانت في السابق متجراً للصلب، كما يوجد فرع الشركة في أسفل الشارع القاطن به مورد كهربائي صناعي، وشركة أعمال حديدية، ومزود جرانيت، التي تمثِّل جميعاً بقايا من الماضي الصناعي لحي بوشويك.

في بداية الأمر، تمَّ تشييد الحي على يدِّ شركة "داتش ويست إنديا" Dutch West India، وأصبح في النهاية موطناً لمصانع السكر، والزيت، والكيماويات. لكن بمرور الوقت، أفسح الهولنديون الطريق أمام تدفُّق الألمان، ممن فتحوا مصانع الجعة، وأسسوا بوشويك كعاصمة للبيرة في شمال شرق الولايات المتحدة.

خلال النصف الثاني من القرن العشرين، كان متوسط ​​دخل السكان في حي بوشويك أقل من متوسط المدينة، كما كان معدل الجريمة مرتفعاً. ولم تكن وجهة شهيرة لصناعة السينما.

في الفترة الزمنية التالية، نمت بوشويك لتصبح واحدة من أكثر الوجهات المثيرة لصناعة الطعام في نيويورك. ويقع استوديو "نتفلكس" أسفل الشارع من مطعم رامين شهير، وعلى بعد مبنيين من مطعم "روبيرتا" (Roberta)، أحد أفضل مطاعم البيتزا تقييماً في نيويورك.

حلم لا يمكن تصوره

منذ عدَّة سنوات، نشأت فينوس أندرسون في ستاتن آيلاند، وكانت تزور بوشويك بوصفها عضواً في فريق المناظرة بمدرستها الثانوية. بعد ذلك، كانت تحاول مع زملائها في الفصل الخروج من بوشويك في أسرع وقت ممكن، كما جرت العادة هناك. وتعمل أندرسون الآن كمديرة لبرنامج "صنع في نيويورك" المتخصص في مساعدة المتدربين بقطاع الإنتاج.

في يونيو الماضي، شاركت أندرسون في جولة "نتفلكس" بالأستوديو الجديد. وقالت: "رؤية هوليوود هنا شيء، لم نكن نحلم به أبداً قبل 20 عاماً".