أحد عمالقة الاستثمار المؤسسي في العالم يخفف من حيازة السندات

كبير مسؤولي الاستثمار في الصندوق السيادي السنغافوري جيفري جينسوبكيج متحدثاً في اجتماع لاتحاد البورصات العالمي
كبير مسؤولي الاستثمار في الصندوق السيادي السنغافوري جيفري جينسوبكيج متحدثاً في اجتماع لاتحاد البورصات العالمي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يخطط الصندوق السيادي السنغافوري (GIC) لخفض حيازته من السندات، فيما يستعد لمستقبل يتسم على المدى البعيد بمكاسب أقل "بشكل كبير" وسط عدم اليقين الجيوسياسي وارتفاع العائدات.

أعلن المستثمر، الذي يقدر معهد صندوق الثروة السيادية أنه يدير حوالي 453 مليار دولار، يوم الجمعة عن مكاسب حقيقية محسوبة على أساس سنوي بنسبة 4.3% للسنوات العشرين المنتهية في 31 مارس، وهو أفضل أداء لها منذ عام 2015. وارتفعت المكاسب الاسمية لخمس سنوات إلى 8.8%، وهو أعلى مستوى منذ 2014. لا ينشر الصندوق نتائج سنة واحدة للأصول التي يديرها.

فيما تستمر الأسواق العالمية المنتعشة والأنماط الجديدة بتقديم نمو على المدى القريب، يتوقع المستثمر الضخم مكاسب أدنى على مدى خمسة إلى عشرة أعوام مقبلة، حيث يهدد التضخم وارتفاع العائدات والتقييمات المرتفعة والآثار المستمرة للوباء بتآكل المكاسب، وفقاً لتقريره السنوي.

"التمويل الدولي": سندات الحكومة الصينية ستجتذب 400 مليار دولار سنوياً

قد لا يكون الصندوق السيادي السنغافوري المستثمر المؤسسي الوحيد الذي ينهمك محاولاً التغلب على الأداء المتعثر للمحافظ التقليدية ذات نسبة 60/40، ولكنه بالتأكيد أحد أكبرها. حذّر قادته مراراً من تآكل السندات الربحية وسندات الأمان الموعودة، الأمر الذي يضر بإجمالي المكاسب.

قال كبير مسؤولي الاستثمار، جيفري جينسوبهاكيج، في مقابلة قبل إعلان النتائج: "النقطة التي يجب توضيحها هي أن المكاسب الاجمالية أقل بكثير مما كنا قادرين على الاستمتاع به على مدى العقدين الماضيين"، في إشارة إلى المكاسب المتوقعة للصندوق.

مكاسب منخفضة مضمونة

خفض الصندوق التابع لحكومة سنغافورة حيازاته من السندات والنقد على مدار العام إلى حوالي 45% من الأصول بعد أن كانت 50%، ويخطط لتقليلها بشكل أكبر نظراً لاحتمال تحقيق عوائد أعلى بأسعار أقل للدخل الثابت. وقال جينسوبهاكيج، يدرك الصندوق أن السندات والنقد يمثلان "مكاسب منخفضة مضمونة" على عكس العائدات المنخفضة المحتملة التي تقدمها أصول أخرى.

وقال: "نتطلع إلى نقل اعتمادات بعض تلك الأصول بشكل أكبر إلى ما سواها،" مشيراً الى أن بعض البدائل الأكثر خطورة تأتي أيضاً بأسعار أعلى. وأردف قائلاً: "لذلك نحن في هذا الموقف الذي لا نحسد عليه في محاولة الاختيار بين بديلين غير جيدين".

قال الرئيس التنفيذي ليم تشاو كيات إن سوق السندات يمثل مشكلة عالمية لجميع المستثمرين، ما يعكس حالآً طويل الأجل يتسم بعائدات منخفضة تطرق له الصندوق منذ عدة سنوات.

متعاملو السندات يسعون لخفض مخاطر العقود الآجلة

وقال: "إنه أمر يمثل تحدياً كبيراً لكننا نبذل قصارى جهدنا لإيجاد فرص في فئات الأصول الأخرى لتعظيم المكاسب الإجمالية للمحفظة... توفر السندات أوضح مؤشرٍ على المكاسب المتوقعة لأن عائد السندات اليوم يكشف قرائن عديدة".

رغم المخاوف على المدى الطويل، فإن الصندوق السيادي السنغافوري هو مستثمر مؤسسي آخر يعلن حديثاً عن نتائج وفيرة بفضل التعافي المدعوم بالتحفيز في الأسواق العامة والخاصة. كما أعلن نظيره السنغافوري "تيماسيك هولدنغز" (Temasek Holdings) الأسبوع الماضي عن أكبر عائد سنوي له منذ عام 2010، بينما حقق صندوق الادخار السيادي الكويتي مكاسب بنسبة 33% خلال الفترة نفسها.

وقال جينسوبهاكيج: "لقد كان تعافياً جيداً لكل شيء تقريباً"، مضيفاً أن مكاسب السوق العامة عززت أيضاً عوائد الاستثمارات الخاصة التي تتطلع إلى الإدراج في البورصة.

تحفيز لم ينفق

رغم أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مصدر منفرد لأصول الصندوق السيادي السنغافوري بنسبة 34%، بانخفاض عن نسبة 36% العام الماضي، فإن آسيا باستثناء اليابان هي فئة سريعة الارتفاع، وتشكل 26% من هذا المزيج. في حين شهدت اليابان أكبر انخفاض.

بشكل عام، يبدو الصندوق السيادي السنغافوري متفائلاً بشأن الآفاق قصيرة الأجل للأسواق العالمية بفضل نجاح اللقاحات في مكافحة كوفيد 19. كما تعمل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم على خفض أسعار الفائدة وضخ كميات هائلة من التحفيز كثير منه لم ينفق بعد.

الأموال السهلة ستستمر.. لكن البنوك المركزية ستكون أكثر صرامة

قال جينسوبهاكيج: "نحن متفائلون تماماً على المدى القريب، من منظور النمو وأرباح الشركات". لكن عدم اليقين الناجم عن طرح اللقاح غير السلس والسلالات المتحولة الجديدة، وارتفاع التضخم وعائدات السندات المرتفعة يمثل عوامل سلبية. ومضى الى قوله: "هناك سبب وجيه لتوخي الحذر بشأن بيئة المكاسب الإجمالية على مدى السنوات الخمس المقبلة أو نحو ذلك".

يتمثل الحل الذي يراه الصندوق السيادي السنغافوري في البحث عن مجالات مثل التكنولوجيا الرقمية لمساعدة الصناعات على التحول والاستدامة وحتى الأعمال التي تضررت من الصراع الجيوسياسي. وأضاف أن صندوق الثروة السيادية السنغافورية مستثمر رئيسي في الشركات الناشئة ومراكز البيانات، ولديه فرق تبحث عن فرص في سوق الأسهم الصينية. كما تخطط الشركة لفتح مكتب في سيدني العام المقبل لاستهداف العقارات والأصول الأخرى في أستراليا.