بعد حملة على "بتكوين".. معدّنو العملات المشفرة في الصين يهربون إلى رموز أقل شهرة

موظف يتفقد أجهزة  إلكترونية في شركة تعدين عملات مشفرة
موظف يتفقد أجهزة إلكترونية في شركة تعدين عملات مشفرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حتى بمعايير العملات المشفرة كان عنوان المنتدى غامضاً، إذ سُمّي "مؤتمر ويب 3.0 بلوكتشين لتطبيق قوة الحوسبة في الخارج وللتخزين الموزع". لكنّ الحاضرين للحدث الذي أقيم في مدينة تشنغدو الصينية كانوا واضحين بشأن سبب قدومهم في وسط الحملة الحكومية على تعدين الـ"بتكوين".

إنهم يبحثون عن طرق للبقاء في العملات المشفرة، حتى لو كان ذلك يعني تجربة حظهم في الأقسام الأقل شهرة من النظام، تلك التي قد تسبب أو لا تسبب إثارة غضب بكين.

رموز أقل شهرة

في حين فرّ كثير من المعدّنين من الصين، يراهن المقاتلون الأشداء للعملات الرقمية على أنهم يستطيعون الاستمرار في الازدهار تحت إشراف الحزب الشيوعي من خلال التحول إلى الرموز الأقل شهرة وتقنيات التخزين اللامركزية بأسماء مثل "فايلكوين" (Filecoin) و"سوارم" (Swarm) و"سيليكوين" (Silicoin) و"تشيا" (Chia).

إنه رهان محفوف بالمخاطر، في وقت تكثّف فيه حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ التدقيق في الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة، وأي شيء يمكن أن يشكل خطراً على الاستقرار المالي.

"فايلكوين"

"فايلكوين" هي "منطقة أعمال رمادية لم تلفت انتباه المنظمين بعد" بحسب توم، الذي يعمل في شركة تتخذ من شنغهاي مقراً لها، وتُصنّع آلات التعدين. ومثله مثل عديد من الأشخاص الذين قوبلوا من أجل هذا التقرير، طلب عدم استخدام اسمه الكامل نظراً إلى حساسية الموضوع في الصين.

على الرغم من قرع الطبول باستمرار في عناوين الأخبار بشأن الحملة الصينية على العملات المشفرة، كان المزاج العام في فندق "تشنغدو ماريوت - المركز المالي" يتسم بالتفاؤل. ففي حفل "شموزيست" قبل المؤتمر ليس بعيداً عن الفندق، تناول الحاضرون نبيذ الروزيه "موسكاتو" وجعة "هاربين"، فيما كانوا يقضمون رقائق اليام، وأطباق الفاكهة، والكعك الصغير.

تقول واحدة من المعدّنين تُدعى "لي" إنها كانت مستاءة في البداية بعد أن فرضت الصين حظراً شاملاً على تعدين وتداول الـ"بتكوين" في أواخر مايو، لكنها انتقلت منذ ذلك الحين إلى تعدين "فايلكوين"، التي كانت تأمل أن تكون أكثر استقراراً لأنها "أقل استهلاكاً للطاقة".

"إيثريوم" و"سوارم"

من جانبه يقول وانغ، وهو معدّن آخر حضر إلى الحفلة، إنه يستثمر بكثافة في "إيثريوم" ويخطط لزيادة عدد مجمعات التعدين التي يديرها عبر شرق الصين إلى أكثر من الضعف، بما في ذلك واحد في جزيرة "تشونغ مينغ" الواقعة في شنغهاي، وهي منطقة معروفة بأراضيها الرطبة.

يراهن تشو كان، الذي تمتلك شركته "سمارت كلاود كومبيوتنغ" مراكز البيانات وتجمع الآلات، على "سوارم". ويقول إن المعدّنين يكافؤون على خدمات تخزين البيانات ومعالجتها التي يقدمونها، والتي تُستخدم بعد ذلك في ما يسمى بنظام التخزين الموزع كوسيلة للدفع مقابل تفاعلات البيانات.

وأعرب عن تفاؤله بأن الحكومة ستصدّق على الأصول الرقمية حتى في الوقت الذي تتخذ فيه إجراءات صارمة ضد مجالات أخرى من العملات المشفرة.

يقول تشو شارحاً: "إنه مثل الماضي تماماً، عندما كان الإنترنت هنا واستخدم كثير من الناس التكنولوجيا في عمليات الاحتيال. إن هذا يمثل شيئاً يجب أن تقوم الحكومة بحملة ضده".

حملة حكومية على العملات المشفرة

حظرت الصين عمليات تبادل العملات المشفرة وعروض العملات الأولية، لكنها لم تمنع الأفراد من الاحتفاظ بالعملات الافتراضية.

وتعهدت مقاطعة آنهوي في وقت سابق من هذا الشهر بإغلاق جميع مشاريع تعدين العملات الرقمية في غضون السنوات الثلاث المقبلة، بعد جهود مماثلة من قبل منغوليا الداخلية ويوننان وسيتشوان.

واعتقلت الصين أيضاً أكثر من 1100 شخص الشهر الماضي لتورطهم في أنشطة تستخدم العملات المشفرة لغسل الأموال.

انتظار وترقب

من جهته، يقول تان ويتشي، الشريك الإداري لشركة "تشيزين كابيتال"، إن عديداً من المعدنين الصينيين يتبنّون نهج الانتظار والترقب في الوقت الحالي.

ومع ذلك فإنه يتوقع حدوث تحوّل كبير نحو الخارج بحلول عطلة العيد الوطني للصين في أكتوبر، نظراً إلى البيئة القانونية الأكثر ملاءمة في أماكن مثل الولايات المتحدة.

تقدم شركته "تشيزين كابيتال" خدمات نقل طاقة التعدين، وتدير عمليات تعدين العملات الرقمية في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

ويخلص تان إلى قوله: "تعتبر آلات التعدين ملكية شخصية في بلد ديمقراطي، وبالتالي فهي مقدسة إلى حد ما ولا تنتهك".