مخزونات وقود الطائرات بأمريكا تقفز لأعلى مستوى في 10 سنوات

ِالحركة الجوية في الولايات المتحدة ارتفعت إلى حوالي 78% مما كانت عليه في صيف 2019 قبل ضربة وباء كورونا
ِالحركة الجوية في الولايات المتحدة ارتفعت إلى حوالي 78% مما كانت عليه في صيف 2019 قبل ضربة وباء كورونا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشهد الولايات المتحدة وفرة من وقود الطائرات لدرجة أنَّ زيادة السفر الجوي الصيف الجاري لا يمكن أن ينقذ السوق.

قفزت الحركة الجوية في الولايات المتحدة إلى أكثر من مليوني مسافر يومياً، أي حوالي 78% مما كانت عليه في صيف عام 2019، وفقاً لإدارة أمن النقل.

لم تسهم قفزة حركة الطيران كثيراً في تقليل التخمة الهائلة في مخزونات وقود الطائرات، التي تستقر عند أعلى مستوى موسمي لها خلال 10 سنوات.

تعافي الطلب على البنزين

يكمن جزء من المشكلة في أنَّ المصافي تحاول جني الأموال من زيادة الطلب على البنزين برفع معدلات الإنتاج، الأمر الذي يؤدي بشكلٍ غير مباشر إلى زيادة إنتاج وقود الطائرات.

لا يمكن لسوق النفط العالمي أن تتعافى تماماً إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى يعود استهلاك وقود الطائرات إلى طبيعته.

تُظهر أرقام إدارة معلومات الطاقة أنَّ الولايات المتحدة تملك برميلاً واحداً من وقود الطائرات مقابل كل ثلاثة براميل من الديزل، وكل خمسة براميل من البنزين في المخزون، مما يترك قطاع الطيران يمارس تأثيراً كبيراً على الكمية التي تقوم المصافي بتكريرها.

مخزونات ضخمة

قال زاكاري روجرز، مدير خدمة النفط العالمية في "رابيدان إنرجي غروب": "بيانات حركة الطيران هي علامة زائفة لسوق وقود الطائرات.. المقياس الحقيقي هو كمية الرحلات الدولية، التي تعافت بالكاد في هذه المرحلة، وهناك صعوبات تلوح في الأفق".

أفضل مؤشر على عدم تطابق السوق هو اتساع الفجوة بين وقود الطائرات والديزل.

عادة ما يتمُّ تداول المنتجين بفارق 5 سنتات، لكنَّ وقود الطائرات حالياً أقل بمقدار 18 سنتاً للغالون في مركز التكرير بساحل الخليج الأمريكي.

يقول معظم المحللين، إنَّ فارق السعر 10 سنتات، سيشير إلى بداية التعافي في أسواق وقود الطائرات.

قالت ليندا جيزيكي، مديرة شؤون الوقود العالمي في "إيساي إنرجي": "تلبية الطلب على البنزين يعني إغراق السوق بوقود الطائرات، الذي ينزف في حوض الديزل، إذ

لا تستطيع المصافي إلا تقليل إمدادات نواتج التقطير المتوسطة إلى حدٍّ معين".

انتعاش الطيران العام المقبل

تشير معظم توقُّعات الانتعاش في مجال الطيران إلى العودة إلى ظروف ما قبل 2020 في العام المقبل أو بعد ذلك.

كتب محللو "جيه بي مورغان" في مذكرة حديثة أنَّ استهلاك وقود الطائرات عالمياً سيكون 80% من المعدل الطبيعي بعد الشتاء المقبل.

ما تزال بعض شركات الطيران تحذِّر من عودة السفر، فقد تمكَّنت شركة "ساوث ويست إيرلاينز"، و"أمريكان إيرلاينز غروب إنك" من كبح التفاؤل هذا الأسبوع.

ماتزال عودة رحلات العمل الدولية الحيوية غائمة، إذ ما تزال الرحلات الجوية تواجه قيوداً في معظم أنحاء أوروبا وبريطانيا مع انتشار متحوِّر "دلتا" من فيروس كورونا.

وقالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في شركة "سي آي بي سي برايفت ويلث " بالولايات المتحدة، إنَّ المكاسب الكبيرة في الطلب على وقود الطائرات قد تحقَّقت بالفعل.

أضافت أنَّ السوق سيواصل التحرُّك نحو أسس أكثر ثباتاً، لكنَّ معدل التغيير قد يتباطأ.

قالت: "أشعر أنَّ السوق مايزال يتوقَّع بالفعل تحسينات كبيرة، وأعتقد أنَّها قد تكون أصغر قليلاً من ذلك".