شركات التعدين على موعد مع أرباح قياسية وتوزيعات مذهلة

الشركات الخمسة الكبار في مجال التعدين مرشحة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح على الإطلاق خلال النصف الأول. وقد توزع "ريو" 60% من أرباحها الأساسية
الشركات الخمسة الكبار في مجال التعدين مرشحة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح على الإطلاق خلال النصف الأول. وقد توزع "ريو" 60% من أرباحها الأساسية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توشك أكبر شركات التعدين في العالم على الكشف عن الأرباح التي حققتها من طفرة أسعار السلع خلال العام الجاري، والتي من المتوقع لها أن تكون قياسية، تليها توزيعات أرباح تدمع لها الأعين.

يقدر محللون مكاسب أكبر خمس شركات تعدين متنوعة غربية مجتمعة بنحو 85 مليار دولار خلال النصف الأول من العام، أي ضعف ما حققته خلال نفس الفترة من العام الماضي، ومن المتوقع أن تعلن مجموعة "ريو تنتو"، المقرر أن تكون أول من تنشر نتائج أعمالها يوم الأربعاء، عن أرباح بقيمة 22 مليار دولار خلال الستة أشهر، أي ما يعادل إجمالي عام 2020 بأكمله.

أحد أكبر المستفيدين

كان قطاع التعدين واحداً من أكبر المستفيدين من الجهود العالمية للخروج من الوباء، حيث أشعلت تريليونات الدولارات، التي وضعت في حزم التعافي، الطلب على السلع مثل الصلب وخام الحديد والألمنيوم ورفعت أسعارها بحدة، ما تسبب في تفشي ضغوط تضخمية عبر الاقتصاد العالمي.

وبينما أغرت دوافع الصعود السابقة الصناعة لوضع خطط استثمارية طموحة لبناء وتوسيع المناجم، يبدو أن العديد من المنتجين هذه المرة راضون عن توزيع أرباحهم على المستثمرين، وتوزع أكبر شركتين - "ريو" ومنافستها الأكبر "بي إتش بي غروب" - بالفعل أرباحا قياسية على المساهمين.

"بي اتش بي" للتعدين تقرر توزيع أرباح قياسية وتتوقع دورة فائقة لأسعار السلع

أظهر متوسط توقعات محللين جمعته "بلومبرغ" أن الشركات الخمسة الكبار - التي تتضمن أيضاً "غلينكور" و"أنغلو أمريكان" و"فالي" - قد تعلن عن تحقيق أكبر قدر من الأرباح على الإطلاق خلال النصف الأول. وقد توزع "ريو" 60% من أرباحها الأساسية، وفقاً لبعض تقديرات المحللين.

قال بن ديفيس، المحلل في "ليبرم كابيتال" :"من المفترض أن تكون مجموعة نتائج الأعمال تلك مذهلة إلى حد كبير على جميع النواحي.. ونتوقع أرباحاً قياسية لـ"بي إتش بي" و"ريو"، كما يمكن أن تفاجئنا "أنغلو" و"غلينكور".

مستويات تاريخية

يعد خام الحديد محركاً كبيراً لأرباح أكبر المنتجين، وسجلت أكبر سلعة في العالم بعد النفط مستوى قياسيا في النصف الأول، وأمضت الأشهر الثلاثة الماضية تحوم حول 200 دولار للطن، وهو مستوى لم تبلغه منذ عقد. وحققت أسعار الصلب والنحاس أرقاماً قياسية جديدة العام الجاري، وارتفع الفحم الحراري أيضاً، وعاد الألماس للانتعاش.

على الرغم من تراجع أسعار بعض السلع مؤخراً وسط المخاوف من تصاعد حالات كوفيد-19 ومع تحرك الصين للحد من ارتفاع التكاليف، إلا أن أسعار السلع الأساسية عبر جميع الفئات مازالت مرتفعة عند مستويات تاريخية في الوقت الحالي.

بفضل قفزات الأسعار .. أرباح أباطرة المعادن تتفوق على عمالقة النفط

ألمحت شركة تعدين النحاس الأمريكية "فريبورت ماكموران" (Freeport-McMoRan)، إلى ما يمكن توقعه عندما أعلنت عن نتائج أعمالها الأسبوع الماضي وقامت بشطب ديون بقيمة 5 مليارات دولار في الأشهر الـ12 الماضية، لتصل بذلك إلى هدفها قبل أشهر من الموعد المحدد، ما يمهد الطريق لزيادة توزيعات المساهمين.

اقرأ المزيد: مناجم "الزومبي" تعود إلى الحياة مع ارتفاع أسعار المعادن

أما شركات تعدين خام الحديد مثل "فالي"، و"بي إتش بي"، و"ريو"، فمن المرجح أن تكون الأوضاع أفضل، خاصة في ظل قوة الطلب على المكون الأساسي لصناعة الصلب - تحديداً في الصين - في الوقت الذي ينقص فيه المعروض. وتصنع الصين، التي تشكل حوالي نصف إنتاج الصلب العالمي، كميات قياسية من المعدن، بينما لم يتعافَ معروض خام الحديد أبداً من حادثتي السدود في البرازيل.

وبالطبع، لا تعد شركات التعدين محصنة ضد التضخم، حيث تواجه عمليات خام الحديد في أستراليا ارتفاعا حادا في تكاليف العمالة بسبب نقص العمال، وتنظر الحكومات في البلدان الغنية بالموارد، وخاصة في أمريكا اللاتينية، أيضاً إلى الصناعة كمصدر لإيرادات إضافية بعد ارتفاع أسعار السلع.

لكن إلى الآن، تحقق شركات التعدين المكاسب.

معادن أساسية