التهرب الضريبي يهدد "تكرير النفط" بملاحقات تنظيمية في الصين

تلاعب مصافي النفط في الصين للتهرب من الضرائب عبر احتساب مخرجات البنزين والديزل مواد بتروكيماوية
تلاعب مصافي النفط في الصين للتهرب من الضرائب عبر احتساب مخرجات البنزين والديزل مواد بتروكيماوية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تم توجيه اتهامات لشركة "هينغلي للبتروكيماويات" الصينية بالتهرب من الضرائب، بحسب تقارير إعلامية نشرتها صحيفة حكومية حول الشركة الخاصة التي تعمل بتكرير النفط، وذلك في خطوة قد تؤدي إلى مزيد من التدقيق الحكومي في قطاع مصافي التكرير الخاصة الذي يسمى أباريق الشاي.

أشارت مجلة "تشاينا إنرجي نيوز" الصناعية المتخصصة والمملوكة لصحيفة "بيبلز دايلي" إلى مزاعم باتهام الشركة الخاصة بخلط مبيعات الوقود وبالتحديد البنزين والديزل واعتبارها منتجات بتروكيماوية منخفضة الضرائب والتهرب من دفع ضرائب تقدر قيمتها بنحو 13 مليار يوان (2 مليار دولار).

لم تتمكن بلومبرغ نيوز من التحقق من صحة المزاعم بشكل مستقل. كما لم تنجح المحاولات المتعددة للحصول على تعليق من الشركة، ولم يرد أحد على المكالمات الهاتفية مع "الإدارة العامة للضرائب".

يوجه ذلك النوع من الاتهامات ضربة جديدة للقطاع في الوقت الذي يعمل فيه على تحسين سمعته في ظل عدم خضوعه ضمن باقي قطاع الطاقة الصيني للجهات التنظيمية.

تسلط تقارير إعلامية الضوء في الآونة الأخيرة على التهرب الضريبي لبعض المصافي الخاصة وما تقوم به من ممارسات غير قانونية وانتهاكات للتعليمات البيئية، مما دفع إلى تزايد المطالبات بتأميمها أو إغلاقها.

يساهم القطاع بنحو ربع الطاقة الإنتاجية لتكرير النفط في البلاد. وقد تسببت تلك التقارير في توترات بسوق النفط وزاد تقييم المتداولين لمخاطر بيع النفط الخام للشركات التي قد تخضعها بكين لمزيد من التدقيق.

تقوم شركة "هينغلي" بتشغيل مجمع لتكرير النفط في داليان بطاقة إنتاجية تصل إلى 400 ألف برميل يومياً.

اتهامات متزايدة

ذكر التقرير الذي نشرته صحيفة "تشاينا إنرجي نيوز" بتاريخ 26 يوليو أن "هينغلي" اعتمدت في تهربها على ثغرات في قانون الضرائب، بحسب ما ذكره مسؤولون وباحثون في الصناعة إلى جانب تقديرات الصحيفة التي نشرت التقرير على موقعها على الإنترنت في 24 يوليو الجاري، وقامت بمشاركته على حسابها الرسمي على تطبيق "ويتشات" في حينها، فيما قامت بعد ذلك بحذف التقرير، بحسب ما أكده أحد المحررين الذي رفض إبداء السبب وراء ذلك.

تضيق السلطات الحكومية الخناق على الشركات والأفراد المتهربين من دفع ضرائب البنزين والديزل من خلال قيامهم بالخلط بين المواد الأولية البتروكيماوية مع الوقود. وعلى صعيد آخر، فرضت الصين ضرائب جديدة على واردات منتجات مثل زيوت التشحيم الخفيفة والتي غالباً ما تضاف إلى الديزل لزيادة حجم الوقود منخفض الجودة.

ذكر التقرير أن "هينغلي" قد أخطأت في تقدير إنتاجها من البنزين والديزل من خلال احتسابها بعض الكميات من المواد الكيميائية الأخرى ضمن تقديراتها. وتزعم الصحيفة في تقريرها، أنه كان يتوجب على شركة التكرير دفع 15 مليار يوان كضرائب على استهلاك الوقود في عام 2020، لكنها لم تدفع سوى ملياري يوان بسبب هذه الممارسات.

خسرت الصين ما يقدر بنحو 200 مليار يوان من الإيرادات السنوية بسبب أنشطة التهرب الضريبي، بحسب ما ذكرت "تشاينا إنرجي نيوز".

تداول سهم "هينغلي" حول مستوى 29 يوان في "بورصة شنغهاي" بتداولات جلسة 26 يوليو بعد تسجيل ارتفاع بما يزيد عن 80% على مدار الاثني عشر شهراً الماضية. وتتوقع الشركة الرائدة بصناعة الألياف الكيماوية زيادة صافي أرباحها بنحو 54% في النصف الأول من هذا العام.

قد يدفع التقرير إلى موجة أخرى من عمليات التدقيق الحكومية في أنشطة المصافي الخاصة، وذلك على غرار التكهنات بأن تقرير الصحيفة الذي نشرته في مارس الماضي وأشارت فيه إلى قدرة التكرير الزائدة في الصين قد أدى إلى إجراء تدقيق لأنشطة وعمليات أباريق الشاي على مستوى البلاد.